يحاول عبد الصمد من خلال العمل عبر العديد من وسائل الإعلام تحويل المواد الأولية والرموز المعروفة إلى تصريحات فنية محمّلة بالعديد من المفاهيم. ومن هنا يصف الفنان نفسه بأنه: "فنان من أفعال"، وقد عرفت أعماله بتأثيرها القوي وصداها الرمزي مانحاً المواد احتمالات أخرى والتي غالباً ما يستخدمها بطريقة استفزازية كعظام الجمال، والذهب، والملح، والنحاس، والصمغ، والطين. حاملاً في طيات هذه المواد العديد من المعاني الجديدة والمتنوعة.
وقال عبد الله كروم، مدير "متحف"في سياق حديثه عن المعرض: "إنه لمن دواعي سروري أن أشرف على معرض عادل عبد الصمد، باعتباره المشروع التقييمي الرئيسي الأول الذي افتتحه بعد أن توليتإدارة المتحف، خصوصاً أن معرض "العصر الذهبي" الذي أنتجه "متحف"، يعدّ من أكثرالمعارض تحدياً من نواح عديدة، والذي آمل أن يتردد صداه لدى زائريه في قطر، وفي أرجاء العالم. وكنت قد عملت مع عادل على نطاق واسع من قبل، وهو أحد الفنانين الذين يمكن لأعمالهم أن تسهم بشكل كبير في إثارة الأفكار، وأن تفضي نحو صياغة مفاهيم جديدة في المشهد الفني والعالم بأسره".
سوف تتضمن الأعمال الجديدة المعروضة في "متحف" عمل "العصر الذهبي"، وهو عبارة "رولييف" نافر منحوت بالنحاس الأصفر، يجسد بنات الفنان الأربع.وعمل بعنوان "جولي" وهو تمثال لزوجة الفنان بالحجم الطبيعي مصنوع من ملح وصخر جيري، ويرتكز على صخرة محلية من قطر. وعمل بعنوان "شمس"، وهو عبارة عن جدار مجسم مصنوع من الطين يصوّر ويستكشف العمال المهمّشين في هذا العالم. إضافة إلى تماثيل أخرى، من ضمنهاعمل فخاري بعنوان "كيوريوسيتي"، ونحت غائر بالصلصال الأحمر، يصور الروبوت التابع لناسا على كوكب المريخ، و"الصين قريبة"، ودراجة مصممة من عظام الجمل، ومجموعة من السكاكين المغروسة في الأرض.
وفي عمَلي فيديو جديدين يستخدم عبد الصمد فيهما، الجهاز الطرقي والإيقاعي تمثل أقداماً بشرية تقومبسحق مجموعة مواد تدل على أشكال رمزية مختلفة بشكل متكرر، مثل: وردة بيضاء (Ayaï)، وجمجمة (تاريخ من الجنون). وفي عمل فيديو آخر بعنوان "برينتيمبس" يعمد الفنان إلى إظهار العنف على أنه سرب من الدجاج في مواجهة جدار بارز من النار.
كما يقدم المعرض مجموعة من الأعمال الحديثة للفنان، منها: ذاكرة "Mémoire" 2012، وهو عمل فيديو يظهر قرد البابون يتهجى كلمة "توتسي" و"هوتو"، في إشارة منه إلى الجماعات العرقية المتخاصمة في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وعمل "الدولة" عام 2013، وهو عمل رسوم متحركة يصور متاهة من مجموعة رسومات. وسلسلة من الرسومات الفحمية المنتشرة في أماكن مختلفة من قاعة المعرض بعنوان سولداتن "Soldaten" 2013، تظهر مجموعة من الجنود في كامل عتادهم في إشارة منه على استمرارية الحروب في عصرنا.
وسوف يعرض في الردهة الرئيسية لقاعة المعرض المزهرية البغيض "Le Vase abominable" 2013، وهي منحوتة بحجم خمسة أمتار ونصف، تتألف من وعاء نحاسي طويل مطلي باللون الأصفر الذهبي، موضوع على رأس قنبلة متفجرة متقنة الصنع. وعاء صغير "Little pot" 2013تتألف من أحد عشر إناء كل منها مصنوع من مادة مختلفة، كالذهب والصمغ والملح، بحيث يبرز المظهر المتكرر والمتناقض ويسلط الضوء على الانقسام والتناوب في عمل الفنان فيما بين الحالة التزيينية والصنمية. وفي منحوتة "Practice ZERO TOLERENCE" 2008، تظهر سيارة سوداء صلصالية وكأنها قلبت من قبل مكافحة الشغب.
أما عمل "نطحة رأس" 2011-2012 “Coup de tête”، أحد أكثر أعمال عبد الصمد شهرة، وهو عبارة عن منحوتة من البرونز طولها أكثر من خمسة أمتار، تصور اللحظة التي نطح فيها لاعب كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان اللاعب الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، سوف تعرض هذه المنحوتة خارج جدران المتحف في مدينة الدوحة
سيقدم في المعرض أيضاً كاتالوج باللغتين العربية والإنجليزية بطبعة محدودة مصمم من قبل م/م باريس، يضم ثلاث مقالات لكل من بيير لويجي تازي وأنجيلا مينغوني وعبد الله طايع. إضافة إلى مقابلة عادل عبد الصمد مع هانس أولريش أوبريست، وعدد كبير من الرسومات والصور المحررة من قبل "متحف" ودار سيلفانا للتحرير والنشر.