وُلد إل أناتسوي عام 1944 ببلدة أنياكو في غانا، ويعتبره كثيرون الفنان الأفريقي الأبرز على الساحة العالمية. يُقدّم هذا المعرض كافة المواد والخامات التي استخدمها الفنان في محطات مسيرته الحافلة الممتدة لخمسين سنة، مع تركيز على الأعمال التي أتت بمثابة صروح فنية. كما يفرد المعرض حيّزاً هاماً لأعمال تفرّد فيها باستخدام أغطية الزجاجات. وإلى جانب هذه الأعمال الطموحة للغاية، يشمل المعرض منحوتات خشبية وأعمال نقش نافر يعود تاريخها للفترة الممتدة من أواسط سبعينيات القرن العشرين وحتى أواسط التسعينيات، بالإضافة إلى منحوتات خزفية من أواخر السبعينيات ورسومات أولية (اسكتشات) ورسومات وأعمال مطبوعة.
استقرّ أناتسوي في مدينة إنسوكا النيجيرية منذ سنة 1975 حيث تبلورت أفكاره في إطار المشهد الإبداعي السائد هناك وما خاضه من تجارب فنية وما أجراه من أبحاث على مستوى القيم الجمالية، بينما بنى مفاهيمه انطلاقاً من القناعة بإمكانية تطوير وتقديم فن عظيم في أي مكان من العالَم. كان حافز أناتسوي ومعاصريه في المشهد الثقافي نابعاً من اهتمام بالعالَم الواسع وقناعة راسخة بقدرة أعمالهم على الإسهام في إطلاق العنان لآفاق الطرح الإبداعي على ساحة الفن العالمي المعاصر الآخذة في التوسع.
يُشكّل معرض "مستوى النصر" شهادة استثنائية لتجربة فريدة وجديدة كلياً تبنّاها أناتسوي على مستوى الشكل النحتيّ واللغة البصرية بحيث أن المواد التي استخدمها في أعماله أتت حصيلة لما اختبره في مرحلة الإنتاج الإبداعي. يقدّم المعرض كذلك أفكاراً ومفاهيم أثْرت ممارسته الفنية بما انطوت عليه من مواد ووسائط مختلفة، من أعمال نقش خشبي نافر متعددة الألواح ودائرية الشكل، مروراً بالفخاريات والخزف، ووصولاً إلى المنحوتات المعدنية. وتتمثّل إحدى الأفكار التي تبناها بقدرة الفن على الانخراط في سرد معقَّد للتاريخ والذاكرة والزمن، والنهج الذي تتبناه هذه القوى المختلفة في رسم معالم المجتمع الإنساني.
أما استخدام أناتسوي للتشظّي كتقنية على مستوى البنية فقد منح أعماله بعداً رمزياً، حتى وإن كانت تجريدية بدرجة كبيرة. فعملية تسطيح وتقطيع وتقويس وسحق أغطية الزجاجات ومن ثم استخدام أسلاك نحاسية لربط العناصر ببعضها للوصول إلى عمل ملحمي باهر تُشكّل استعارة لنسيج الإنسانية.
"إل أناتسوي: مستوى النصر"، قيّما المعرض أوكوي إنويزور وشيكا أكيكي-أغولو. نظّم المعرض متحف "هاوس دير كونست" في ميونخ، بالتعاون مع "متاحف قطر" - "متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، و"متحف بيرن للفن"، و"متحف غوغنهايم بلباو".