بارش دوغروسوز ونور شنتوت

بارش دوغروسوز، فنان ومخرج سينمائي من تركيا، ونور شنتوت، فنانة وباحثة ومعلمة سورية فلسطينية، كلاهما يعمل عبر وسائط متعددة؛ حيث تتناول أعمال دوغروسوز السرديات المتشابكة للتاريخ والذاكرة والمناطق المعسكرية، بينما تعمل شنتوت عبر التطريز والتركيب والنص والأساليب التعاونية لاستكشاف الهوية والذاكرة والممارسات الثقافية.

المشاركة مع صديق

بارش دوغروسوز

يعمل دوغروسوز في مجالات الفيديو والنحت والتركيب، مستخدماً المواد الأرشيفية والوثائق الأثرية والأشكال المعمارية لمساءلة ترميز المعرفة والأرض مادياً ومكانياً من خلال البنى التحتية العسكرية واللغة البصرية المرتبطة بها. تتناول ممارسته الفنية ما يصفه «بمقدمات وتنبؤات لخيال مستقبلي قريب»، في إشارة إلى اهتمامه بآليات بناء السرديات الجيوسياسية والتاريخية.

في عمله "ثغرات (مصفوفة مربكة من التجميعات)" يعيد دوغروسوز تخيل تركيب فني سابق بالعنوان نفسه (2018)، يتألف من خمس وأربعين منحوتة مجردة مستوحاة من أشكال المخابئ العسكرية الصغيرة المنتشرة في لبنان وفلسطين ومناطق نزاع أخرى، والتي تقام عادةً بالقرب من الأهداف الحساسة كالمباني الرسمية أو نقاط التفتيش. صممت هذه الهياكل لتكون غير مرئية وعصية على الاختراق، وفي الوقت نفسه لتؤسس حدوداً ومعابر تضبط إمكانية الحركة والوصول.

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

يجرد العرض المتسلسل هذه القطع من وظيفتها الأصلية، ويحولها إلى أشكال مدنية تخطيطية في النسخة الخاصة بمعرض "نرفض/ رفضنا". قام الفنان بتوسيع نطاق التركيب بإضافة منحوتات جديدة مستوحاة من أبحاثه مؤخراً ومن العمارة العسكرية التي تعكس تطورات ما بعد الحرب في لبنان وفلسطين وسوريا.

يشكل هذا العمل دراسة شكلانية للعمارة العسكرية ورد فعل نقدي على الواقع السياسي المتغير في المنطقة. فمن خلال تصنيف وتجريد هذه "الأقنعة الإكستروبية"، يبني دوغروسوز معجماً للمقاومة، ويحاول ترسيم الكيفية التي تتم بها إعادة قراءة الهياكل القمعية كقطع أثرية للذاكرة والنقد. تؤكد هذه النسخة من العمل التزامه بإعادة تعريف السرديات المكانية ومساءلة الأطر المهيمنة للمعرفة التاريخية.

نور شنتوت

انطلاقاً من تجذرها العميق في فن التطريز الفلسطيني، لا تتعامل شنتوت مع هذه الحرفة التقليدية بوصفها تراثاً فحسب، بل كأرشيف حي ومقاوم يجسد الهوية والذاكرة المضادة والمعرفة العابرة للأجيال.

تتبع مشاريعها القائمة على الأبحاث الروايات الشخصية الحميمة والتاريخ الجمعي، لا سيما في سياقات التهجير والتهميش كمخيم شاتيلا للاجئين في لبنان. في "البحث عن الثوب الجديد"، تتأمل شنتوت في انتقال الذاكرة وتداول الفساتين المطرزة بين أجيال النساء في المنفى. تصبح الملابس هنا وسيلة للبقاء اليومي وترسيم الخرائط المضادة والصمود الثقافي.

ENG

 

ENG

 

من منظور نسوي ما بعد استعماري، تدرس شنتوت جماليات العرض الإثنوغرافي وبنى إنتاج المعرفة المؤسسية، متسائلة عن كيفية سرد التاريخ، ومن يتولى سرده، وبأي وسائط يُروى. ومن خلال منهجيات سردية متعددة الطبقات وورش عمل تشاركية، تبتكر شنتوت أشكالاً بديلة من الأرشفة ترتكز على التجربة المعيشة والممارسات الجسدية والرعائية.

في عملها "دليل"، تسائل شنتوت الرقابة المشددة عبر تطوير رموز بصرية جديدة. فغالباً ما يلجأ الفنانون والعاملون في المجال الثقافي إلى بكسلة الوجوه في الوثائق المنشورة إلكترونياً على الإنترنت كتدبير وقائي، تتحول معه مربعات الصورة المبكسلة إلى عنوان غير مباشر لعصر مثقل بقيود الرقابة. هنا، يكشف العمل العلاقة المتحولة بين اللغة والوسيط وتمثلنا للزمن.