إميلي جاسر وياسمين عيد الصبّاغ بالتعاون مع تبارا كوركا نداي ونداي ديبو سيك

اقرأ المزيد عن الفنانتين إميلي جاسر وياسمين عيد الصبّاغ (بالتعاون مع تبارا كوركا نداي ونداي ديبو سيك).

المشاركة مع صديق

إميلي جاسر

تتنوع ممارسة إميلي جاسر متعددة التخصصات بين الفيلم والتصوير الفوتوغرافي والتركيبات الفنية، والأداء، والصوت، والنصوص. تستكشف أعمالها الحركة الفردية والجماعية في الفضاء العام، وما تتركه من أثر على التجربة المادية والاجتماعية للجغرافيا المكانية والزمانية في حوض البحر الأبيض المتوسط. ومن خلال بحث تاريخي وأرشيفي دقيق، طوّرت جاسر مجموعة فنية متعددة الطبقات تستند إلى مفاهيم التجمع، والمجتمع، والانتماء الاجتماعي.

ولا يقتصر التزامها على ممارستها الفنية فحسب؛ ففي عام 2014 أسست جاسر دار يوسف نصري جاسر للفنون والبحوث في بيت لحم، محوّلة منزل عائلتها التاريخي إلى مساحة ثقافية للفنانين والباحثين والمزارعين والأرشيفيين والموسيقيين والراقصين. يتردد صدى هذا الاسترجاع للمكان والسردية في ممارستها الفنية المتجذرة، الإصلاحية، والخلاقة.

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

يستكشف عملها "ملاحظات لمدفع" (2016) التاريخ المتشابك للاستعمار البريطاني في كل من فلسطين وأيرلندا. وقد أُنجز العمل بتكليف من المتحف الأيرلندي للفن الحديث، ويعيد استحضار أحداث انتفاضة عيد الفصح عام 1916. يتألف العمل من مقطوعة صوتية في برج بالمستشفى الملكي في كيلماينهام، وتركيب فني يتضمن لقطات صوّرتها جاسر في عكا وغزة (2000)، إضافة إلى رسومات وصور فوتوغرافية، وجرس كنيسة من أرماغ يعود لعام 1890، وساعة جيب عثمانية من العام نفسه.

ينطلق العمل من نقطتين أساسيتين: الأولى هي برج الساعة الذي كان قائماً عند بوابة يافا في القدس، والثانية هي الزمنية الممثلة في "توقيت دبلن المتوسطي". دمّر البريطانيون برج القدس عام 1922 لمواءمة المدينة مع الرؤية التوراتية التي صاغها الخيال الاستعماري. مثّل تدمير برج الساعة إعلاناً لمحو التعايش بين تصورين للزمن واستبدالهما بنظام قياسي موحّد مرتبط بتوقيت غرينتش.

يتعمق العمل في ديناميكيات الانزياح وتوحيد الزمن، وإمكانية معايشة تصوّرات متعددة للوقت في آن واحد. تربط جاسر بين تاريخي فلسطين وأيرلندا، كاشفةً الصلات التاريخية والمادية والتناظرية بين جغرافيتين متباعدتين. ومن خلال التدخل الصوتي والتركيب متعدد الوسائط، تستحضر الطبيعة المجزأة والمنهجية في الوقت ذاته للسيطرة الإمبريالية. لا يقدم العمل سرداً خطياً، بل يبني تجربة حسية متعددة الطبقات تتحول فيها الأشياء اليومية إلى شواهد على العنف الزمني والسياسي.

ياسمين عيد الصبّاغ بالتعاون مع تبارا كوركا نداي ونداي ديبو سيك

ياسمين عيد الصبّاغ فنانة وباحثة حاصلة على درجة الدكتوراه في نظريات الفن والدراسات الثقافية. تجمع ممارستها متعددة التخصصات بين البحث، وأساليب الحوار، وممارسات الأرشفة وما يتجاوزها لدراسة دور الصور الفوتوغرافية واستكشاف مفاهيم الجماعية والسلطة والصمود.

بين عامي 2006 و2011، عاشت عيد الصبّاغ في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صور في لبنان، حيث طوّرت مشروعاً طويل الأمد بالتعاون مع سكان المخيم للنقاش حول أرشيف رقمي محتمل والمشاركة في إنشائه. يسلّط هذا الحوار الضوء على تحديات وحدود التمثيل عبر مساءلة مفاهيم الذاكرة، والنزوح، والهوية.

تشمل ممارستها كذلك مبادرات تربوية راديكالية توسّع دور التصوير الفوتوغرافي والبحث الأرشيفي إلى ما هو أبعد من التوثيق ليصبحا أدوات للتمكين الجمعي. تشرك الجمهور في أعمالها عبر المعارض والمحاضرات العامة والعروض الفنية، إضافةً إلى بناء المؤسسات والإقامات الفنية في المتحف الفلسطيني وكذلك في المعارض الفنية الدولية، داعيةً باستمرار إلى التفكير في التواريخ المهمشة والمسكوت عنها.

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

ENG

 

يقود المشروع البحثي بعنوان "حول التضامن وصعوبات الوجود في العالم اليوم" كل من ياسمين عيد الصبّاغ، وتبارا كوركا نداي، ونداي ديبو سيك. تبارا كوركا نداي باحثة مستقلة وفنانة وكاتبة سنغالية تركز أعمالها على النسوية الأفريقية والتفاعل بين الأرشيف والمحو، والتجارب المعاشة ومواقع إنتاج المعرفة. أما نداي ديبو سيك فهي صحفية مرخصة ومتخصصة في الاتصالات، كما تعمل معلمة للغة الإنجليزية في المدارس الإعدادية والثانوية في المناطق الريفية وسط وجنوب السنغال.

يبحث مشروعهن الأبعاد التاريخية والمعاصرة للتضامن السنغالي مع فلسطين. فعلى الرغم من الدعم القوي الذي أعربت عنه السنغال تاريخياً لفلسطين، يثير صمتها الأخير في ظل الإبادة المستمرة للفلسطينيين تساؤلات جوهرية حول انقطاع هذا التضامن وتحولاته. ومن خلال البحث في الأرشيفات، بما في ذلك أرشيف السفارة الفلسطينية في داكار، والأرشيف الشخصي لسفيرها الراحل أبو الفهد الذي شغل منصبه لمدة 35 عاماً، إلى جانب المقابلات والبحث الميداني حول التضامن في السنغال، والعمل الميداني في غينيا بيساو، ترسم الباحثات خريطة للعلاقات الدبلوماسية السابقة والحالية ومبادرات التضامن. يسعى المشروع إلى دراسة نقدية للإمكانات والحدود الراهنة للتضامن في ظل المشهد السياسي المتغير.