أعمال مناع الفنية عصية على التصنيف، إذ تحتضن الغموض والتهكم والهشاشة كأدوات للنقد بدلاً من العرض الإملائي. تتكشف أعمالها ببطء، مسلطة الضوء على تعقيد التجربة المعاشة والبنى متعددة الطبقات للتحول الثقافي وإرادة البقاء. في الشكل والمضمون معاً، تبني مناع مساحات تتعايش فيها الذاكرة والخيال مع الضرورة السياسية.
يتضمن تركيبها الفني "وقتكم يمضي ووقتي ما له طرفان" رايات مصنوعة يدوياً ومطرزة باقتباسات من سجناء سياسيين فلسطينيين معاصرين، مثل وليد دقة وخالدة جرار، مرفوعة بين هياكل معدنية تشبه الشرفات. تستمد الرايات ألوانها وتصميماتها من المواسم، وهي احتفالات شعبية تقليدية مليئة بالغناء والرقص والصلاة، شائعة في أنحاء العالم العربي ولا سيما في فلسطين، قبل أن تأتي النكبة لتقضي على هذه التجمعات التقليدية.
استناداً إلى دراسة متعمقة للوثائق الأرشيفية الاستعمارية والمرويات الأدبية عن المواسم، تعيد مناع إحياء الراية التاريخية كممارسة جماعية وتحررية، وتضيف إليها كتابات السجناء السياسيين الفلسطينيين المعاصرين الذين يرفضون أهداف سجانيهم الرامية إلى إسكاتهم وتفتيتهم.
يُبرز هذا العمل الروح الراديكالية للتحدي في الفرح الفلسطيني، من خلال إحياء الممارسات الجماعية والحميمة التي تحمل أشكالاً من مقاومة المحو والإفناء. ينقش العمل تجربة العزلة على الجسد الجمعي، ويربط الحبس في السجون بالذاكرة.