ولدت حلبي في القدس وتقيم في مدينة نيويورك منذ سبعينيات القرن الماضي، وتعد من بين أقطاب الفن العربي المعاصر. تقوم ممارستها الفنية على البحث المستمر عن التجريد، وتستند إلى التجريب المتواصل اعتمادا على مصادر متنوعة مثل العمارة الإسلامية وحركة البنائية الروسية والتعبيرية التجريدية. ترفض حلبي ثنائيات الشرق والغرب أو القومية والعالمية، وتبني تكويناتها التجريدية على انخراط عميق في الحركة والإيقاع والإدراك البصري، مستلهمة الأشكال الطبيعية والمناظر الحضرية وهندسة الفن الإسلامي التقليدي.
صكت حلبي مصطلح "التجريد العربي" في مواجهة التراتبيات الهرمية الغربية محاولة استعادة أشكال جمالية لطالما همشت تاريخياً باعتبارها مجرد زخرفة، مؤكدةً على تعقيدها المفاهيمي والهيكلي كلغة بصرية متجذرة في النضال الاجتماعي. واستلهاماً للحركات الحداثية المبكرة ومنطق النظم الطبيعية، تستدعي البنى التشكيلية في لوحاتها قوى ديناميكية وبصرية وعاطفية واجتماعية. في ثمانينيات القرن الماضي، كانت من أوائل الفنانين الذين خاضوا تجربة الوسائط الرقمية، فطورت عروضا بصرية مولدة بالحاسوب عکست اهتمامها بتقاطعات التكنولوجيا والتجريد والصوت.











