سامية حلبي

سامية حلبي فنانة وباحثة وناشطة فلسطينية رائدة، أعادت خلال مسيرتها الممتدة على مدى ستة عقود تعريف حدود وسياسات الرسم التجريدي.

المشاركة مع صديق

ولدت حلبي في القدس وتقيم في مدينة نيويورك منذ سبعينيات القرن الماضي، وتعد من بين أقطاب الفن العربي المعاصر. تقوم ممارستها الفنية على البحث المستمر عن التجريد، وتستند إلى التجريب المتواصل اعتمادا على مصادر متنوعة مثل العمارة الإسلامية وحركة البنائية الروسية والتعبيرية التجريدية. ترفض حلبي ثنائيات الشرق والغرب أو القومية والعالمية، وتبني تكويناتها التجريدية على انخراط عميق في الحركة والإيقاع والإدراك البصري، مستلهمة الأشكال الطبيعية والمناظر الحضرية وهندسة الفن الإسلامي التقليدي.

صكت حلبي مصطلح "التجريد العربي" في مواجهة التراتبيات الهرمية الغربية محاولة استعادة أشكال جمالية لطالما همشت تاريخياً باعتبارها مجرد زخرفة، مؤكدةً على تعقيدها المفاهيمي والهيكلي كلغة بصرية متجذرة في النضال الاجتماعي. واستلهاماً للحركات الحداثية المبكرة ومنطق النظم الطبيعية، تستدعي البنى التشكيلية في لوحاتها قوى ديناميكية وبصرية وعاطفية واجتماعية. في ثمانينيات القرن الماضي، كانت من أوائل الفنانين الذين خاضوا تجربة الوسائط الرقمية، فطورت عروضا بصرية مولدة بالحاسوب عکست اهتمامها بتقاطعات التكنولوجيا والتجريد والصوت.

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

ENG

علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2025

إلى جانب ممارستها الفنية، تعمل حلبي كمعلمة وكاتبة ملتزمة، وهي أول امرأة تعمل بمجال التدريس في كلية الفنون بجامعة ييل. وضعت عدة مؤلفات منها "فن التحرير الفلسطيني"، وهو عمل أساسي عن الثقافة البصرية الفلسطينية طوال مسيرتها المهنية، ركزت على الدور السياسي للتجريد متحدية الروايات التاريخية الغربية، فأعادت تعريف الفن كحرفة، واستخدمت ذلك لتطوير جانب آخر من ممارستها وهو الفن الوثائقي، كوسيلة للتعبير السياسي والحفاظ على الثقافة. تتناول أعمال حلبي موضوعات التهجير والذاكرة الجمعية والنضال المستمر من أجل العدالة وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

معظم اللوحات المعروضة كانت جزءاً من معرض سامية حلبي الاستعادي الذي تم إلغاؤه في متحف إسكينازي بجامعة إنديانا في بلومنغتون قبل شهر من افتتاحه المقرر في فبراير 2024. وجودها في "نرفض رفضنا" هو تكريم لإرثها.