عن صالات العرض

يُقدم المعرض أعمالاً مستمدة من مجموعة متحف، وينقسم إلى ثلاثة أقسام مواضيعية. ويثير "دروس مُختزَلة: التجريد في الحداثة العربية" أسئلة نقدية حول الفهم التقليدي للتجريد.

المشاركة مع صديق

يُشير مصطلح "التجريد" في اللغة العربية الى عملية قلع وتنقية، كما يُوحي باستخلاص جوهر الشيء وتوضيحه. لقد أدرك الفنانون المعاصرون من غرب آسيا وشمال إفريقيا التجريد المتأصل للّغة العربية، نظراً لكونها بعيدة عن النزعات التصويرية أو التشخيصية، ولكونها نظام بصري يجمع أشكال هندسية تختلف عن التركيبات المرئية المألوفة في أجزاء أخرى من العالم. وهكذا، فإن اهتمام الفنانين بالتجريد، سواء العرب أو زملائهم الحداثيين من أماكن أخرى، قادهم بشكل طبيعي إلى ما يُعرف بالفن الإسلامي، ودَفعهم إلى دمج الجماليات التقليدية بإنتاجهم المعاصر.

يكشف هذا المعرض عن تجارب مُعيّنة في التجريد، وبالخصوص تلك المستلهمة من التراث الغني للعالم العربي الإسلامي، والتي استطاعت أن تُكوّن أعمالاً تُميّز الحداثة العربية عن نظيراتها في جميع أنحاء العالم. كما يسلّط الضوء على الطرق التي استقى بها الفنانون الإقليميون أفكاراً جديدة وعناصر بصرية وتقنيات من الخط والزخرفة على وجه الخصوص، الأمر الذي مكنّهم من ابتكار نهج فريد في التجريد. بالرغم من اختلاف ممارساتهم الفردية، فان بالإمكان تمييز اتجاهات جماعية واضحة، والتي مهدت لها الأسس اللغوية والثقافية المشتركة التي ما تزال تُثري أعمال هؤلاء الفنانين، بالإضافة إلى معرفتهم بتاريخ التجريد في المنطقة الذي يمتد إلى زمن بعيد يتجاوز عزوف الغرب في العصر الحديث عن التصوير الواقعي.

يُقدم المعرض أعمالاً مستمدة من مجموعة متحف، والتي تثير أسئلة نقدية حول الفهم التقليدي للتجريد. فبالإضافة إلى تحدي النظريات الشائعة حول نشأته، فإنه لا يُنظر إلى التجريد هنا على أنه غاية في حد ذاته، ولا من خلال مفهوم التبسيط أو الاختزال فحسب، ولكن يُمكن اعتباره طريقاً لإطلاق العنان لقدرات غير مستغلة، ولاكتشاف إمكانيات تعبيرية جديدة من ضمن المألوف. بعبارة أخرى، يمكن النظر إلى التجريد على أنه رحلة استقصاء فكري ووسيلة للوصول إلى دروس مُختزَلة.

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

tbc

صورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2023

التجريد الخطي

يُعتبر الخط، مثل الزخارف الهندسية، من السمات المميزة للفنون التقليدية في العالم العربي الإسلامي. تجمع هذه القاعة بين الفنانين المعاصرين وروّاد الفن الحديث الذين تأثّروا باللغة العربية، بشكلها المتعرج والغنائي والتجريدي بطبيعته؛ والمعاني المنقولة عن طريق الكلمات الواضحة؛ وحتى الروابط الرمزية أو العاطفية للنص، والتي تشير إلى الخلفية الثقافية المشتركة لهذه المنطقة الشاسعة وأنماط التواصل بين شعوبها. ما زالت اللغة العربية تجذب الفنانين، ولا يقتصر ذلك على الذين يُعرّفون عرقياً على أنهم عرب، وتحثهم على الإبداع من الناحية الجمالية والمفاهيمية. وبالرغم من التجارب المختلفة التي تتضمنها هذه الأعمال، فإن العديد منها ما يزال يحافظ على وضوح اللغة ويسمح بقراءة النص

التجريد الهندسي

تُعتبر الزخارف الهندسية، مثل فن الخط، سمة مميزة أخرى للفنون العربية الإسلامية التقليدية. تذكرنا الأعمال المعروضة في هذه القاعة، سواء تلك المستوحاة بشكل واضح من الأنماط المألوفة أو تلك التي تُثيرها بشكل غير مباشر، نتيجة استخدام الأشكال البسيطة أو التكرار أو الشبكات، بالزخارف المتألقة التي زيّنت الأسطح المعمارية والكتب وغيرها من الأشياء في هذه المنطقة. وقد أُنتجت الأنماط التي نراها هنا لأسباب مختلفة جدا، كمحاولات لتصوير مناظر طبيعية ولعرض خدع بصرية، أو كطريقة لهيكلة مساحات وإنشاء مستويات رمزية مفعمة بالحيوية. تشير بعض هذه الأعمال إلى تداخلات مع العديد من حركات الحداثة مثل الحركات المعروفة باسم التكعيبية، والتفوقية، وحقول الألوان، والفن البصري.

التجريد بين الحروف والزخارف

تعرض هذه القاعة أعمالاً لتركيبات تتسم بطابع الغموض، وجمعها ما بين التجريد الخطي والهندسي، حيث تتخطى الأعمال المعروضة هنا حدود الحروف العربية والزخارف، معبرةً عن إمكانياتها للتحول. فقد أثار بعض الفنانين من خلال أعمالهم تساؤلاً حول الإمكانيات التصميمية للنص العربي، بينما استخدم آخرون أشكالاً هندسية لاقتراح ما يبدو كحروف؛ في حين ابتكر معظمهم مجالات بصرية جديدة تماماً وغير مألوفة.

تُجسد هذه التجارب غير المسبوقة مجموعة الأعمال الحداثية الأكثر تميزاً في المنطقة، والتي لا نظير لها على مستوى العالم. في حين ينصب التركيز هنا على الخصائص المشتركة لهذه التجارب، فإن المجموعة تُشير أيضاً إلى تعدد جذري يتجلى في تفرد اهتمامات الفنانين، التي تشكلت من خلال المسارات الشخصية بالإضافة إلى طبيعة السياقات المحددة التي تبلورت ممارساتهم في إطارها. بدلاً من اعتبار تراث المنطقة القديم مُقيّداً أو غير ذي صلة بالعصر الحالي، فإن الأعمال توضح مدى قوته وقدراته الابداعية، وتكشف عن التاريخ كنقطة بداية لابتكارت مذهلة.