نمر ما أو سواهْ

يستكشف معرض نمر ما أو سواهْ، من تقييم القادة الفنيين توم إكليز ومارك رابولت، التاريخ باعتباره نتاجاً للحقيقة والخيال على حدٍ سواء. من خلال الرسوم المتحركة بتقنية السي جي آي للفنان السنغافوري هوو تزو نين (مواليد 1976) والمصنوعات اليدوية المتعلقة بأسطورة تيبو سلطان، حاكم القرن الثامن عشر المعروف أيضاً باسم "نمر ميسور"، "أحد أشهر الشخصيات وأكثرها استقطاباً في تاريخ جنوب آسيا.

من خلال التوسّع في الموضوعات التي قدمها العمل المرئي والمسموع، يجسد العمل "نمر واحد أو عدة نمور" لهوو تزو نين قصة تيبو سلطان. يستكشف المعرض الإمكانات الإبداعية للفن والإعلام كوسيلة لرواية القصص وتشكيل وإعادة تشكيل الهوية. كما أنه يشكك في الحدود بين الحقيقة والخيال وبين المستعمَر والمستعمِر، يسعى المعرض من خلال مزج التُحف والقطع الأثرية مع الأعمال الفنية المعاصرة إلى تسليط الضوء على الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها سرد وإعادة سرد نفس القصة، وبذلك فهو يتحدى فكرة أن للتاريخ والفن آفاق ثابتة ومستقرة، كما في المفاهيم التقليدية لمراكز وأطراف السلطة.

لمحة عن المعرض

تبدأ قصتنا مع تيبو (1750 – 99) والمعروف أيضاً باسم "نمر ميسور"، شخصية عُرفت عبر الزمن بدورها البطولي والشرير.

بالنسبة للبعض، فإن وفاته على يد البريطانيين أثناء إقالتهم لعاصمته "سيرينغاباتام" في ميسور عام 1799، هي لحظة يجب الاحتفال بها، وبالنسبة للآخرين فهي مأساة يجب الحداد عليها.

تظهر الآراء المتناقضة من خلال الممتلكات الفاخرة التي تشمل الممتلكات التي تم التكليف بتصميمها أو المملوكة من قبل السلطان تيبو بالإضافة إلى الممتلكات الزائلة من الثقافات المعاصرة والتي تخلد معاني أخرى لأساطيره. تُستخدم هذه المجموعة من الأسلحة لتروج عن أيقونية السلطان تيبو والرسومات التاريخية، ولتحتفل بإنجازه في التغلب على البريطانيين في معركة بوليلور (1780)، بينما تحتفي الممتلكات الأرشيفية مثل الطوابع البريدية والقصص المصورة بالسلطان تيبو على أنه بطل ساهم في استقلال الهند، بالإضافة لبطاقات علب السجائر البريطانية التي تحيي ذكرى ترويض النمر لمدة قرن بعد موته والمحاولات الحالية في مسح ذكرى السلطان تيبو من التاريخ.

من بين هذه القطع الأثرية الأكثر حداثة نموذج ورقي تذكاري لآلة "نمر تيبو" وهي ملكية ثمينة للسلطان تيبو موجودة الآن في لندن في متحف فيكتوريا وألبرت. يمكن القول بأنها واحدة من أكثر القطع شهرة في مجموعات المتاحف البريطانية، حيث يمثل غلافها الخشبي الأصلي المنحوت والمرسوم على شكل نمر يهاجم جندي أوروبي.

في المقابل، يستكشف العمل المرئي والصوتي على شاشتين نمر واحد أو عدة نمور، للفنان السنغافوري هوو تزو نين (مواليد 1976) أيقونات النمر فيما يتعلق بكل من تاريخ جنوب وجنوب شرق آسيا. يستوحي العمل إلهامه من رسمة لهاينريش لوتمان في القرن التاسع عشر تحت عنوان "تعطيل مسح الطرق في سنغافورة"، والتي بدورها تُصور اللحظة المُتخيلة في تعطل مسح الطرق بسبب هجوم نمر. فمن ناحية، قد يرمز المشهد إلى اللحظة التي وصلت فيها الحداثة لترويض الطبيعة البرية لسنغافورة؛ من ناحية أخرى، يمكن للمرء أن ينظر إليها على أنها اللحظة التي قاومت فيها طبيعة سنغافورة. يستكشف هوو تحول شكل النمر خلال صناعة الأساطير الوطنية والأساطير الأصلية لمالايا، والأساطير التي تبدو أنها تناقض الحافز الاستعماري والحضاري والحداثي. يمزج الفيديو الحقائق والخيال ويطمس الحدود ما بين العوالم البشرية وغير البشرية، ويجسد الفرق بين نمر وآخر.