tbc

عبد الحيّ مسلّم زرارة

بقلم آلاء يونس

Abdul Hay Mosallam Zarara

عبد الحيّ مسلّم زرارة

مولود عام 1933 في الدوايمة، فلسطين الانتدابية

متوفّى عام 2020 في عمّان، الأردن

المشاركة مع صديق

نبذة

عبد الحي مسلّم زرارة من مواليد عام 1933، هو فنان فلسطينيّ علم نفسه بنفسه، وثّقت أعماله الانتفاضة الفلسطينية والحياة اليومية للفلسطينيين. جسّدت أعماله الفنية مواضيع الصراع والصمود والتراث الثقافي، وغالباً ما تضمّنت رموز الفقدان والنضال من أجل التحرير. عكس فنه، الذي أنُجزه في مواقع مختلفة بما فيها الأردن وليبيا وسوريا، انخراطه في حركة فتح وكان له تأثير عميق. تضمن أسلوبه المميز تلوين منحوتاتٍ نافرة من نشارة الخشب والغراء، وغالباً ما صاغها بألوان نابضة. أبدع أعمالاً صوّرت لحظات مفصليّة مثل حصار بيروت وحركات العدالة الاجتماعية، مؤكداً دوماً على الصمود الفلسطيني. توفي في عمان عام 2020، تاركاً إرثاً فنيّاً غنيّاً مشحوناً سياسياً وثقافياً، فنّاً ما زال صداه يتردد لدى الجماهير.

tbc

 

tbc

 

tbc

 

سيرة ذاتية

كان عبد الحي مسلّم زرارة فناناً ذاتيّ التعلّم، كرّس إبداعاته لتكون بمثابة توثيقٍ ودليل للأحداث السياسيّة المرتبطة بالانتفاضة الفلسطينيّة. تتميز أعماله بتصوير المناضلين من أجل الحرية والنزوح والاعتداءات على المدنيين والسجن والتجمعات القروية التقليديّة وانفعالات رجل يحب امرأة أو يضطر إلى تركها، وتصوير جمال المرأة وقوتها أو تضامنها. تحمل أعماله الفنية اسمه الأول - وهو الاسم الذي كان يُسمّى به عادةً - بدلاً من كنيته. بدأ عبد الحي مسلّم بإضافة "زرارة" إلى اسم عائلته حوالي عام 2006.

وُلِد عبد الحي عام 1933 في الدوايمة غرب الخليل في فلسطين الانتدابية. توفي والد عبد الحي عندما كان في الخامسة من عمره. نشأ مع والدته وخمس شقيقات، وأعالوا الأسرة من خلال الزراعة وإدارة معصرة زيتون في منزلهم. وفي عمل "بيت أم عبد الحي" (1990)، صوّر نفسه كصبي صغير على شجرة رمان يراقب من بعيد تجمّعات نساء القرية في بيت والدته. كان يحضر حفلات الزفاف حيث كانت العرائس تُحمل على الجمال، وكان يقضي وقته في مضافة الرجال، حيث تعلم أخلاقيات وآداب التجمّعات الاجتماعية. وقد صوّر هذه المناسبات لاحقاً في سلسلته "تراث"، ومن ضمنها الغناء والرقص في "رقصة السامر التقليدية" (1990) و"صيام رمضان" (2002).

لقد رسّخت تجربته الغنية في القرية في ذاكرته العديد من الأغاني والعبارات التقليديّة والثورية المرتبطة باللوعة والحنين. وبعد عقود، استرجع هذه الأبيات لينقشها على حواف أعماله الفنيّة.

تجدّدت ذكرياته عمّا شهده من أحداث ثورية عامي 1936 و1939 ضد جيش الانتداب البريطاني والأعمال الانتقامية ضد شعبه عندما هاجمت الميليشيات الصهيونية القرى الفلسطينية، بما فيها الدوايمة، خلال النكبة. في يوم الجمعة، 28 أكتوبر 1948، ارتكبت الميليشيات الصهيونية مجزرتين بحق مئات من جيرانه. فرّ السكان إلى القرى المجاورة، غير قادرين على العودة، فانتقلوا للعيش في مخيمات اللاجئين التي أُقيمت في المنطقة. هاجرت عائلة عبد الحي إلى أريحا ومخيم العرّوب قرب الخليل. كان لعائلته، وعلى وجه الخصوص زوجته رسميّة علي أبو حسين التي تزوجّها عام 1951، دورٌ بارز في دعم مسيرته الفنية. انتقل إلى مخيم عين السلطان قرب أريحا، حيث عمل مع فريق بريطاني للتنقيب عن الآثار. ساعدته هذه التجربة لاحقاً على الالتحاق بالقوّات الجويّة الأردنيّة عام 1955 للعمل فني كهرباء. بعد أحداث "أيلول الأسود" العنيفة عام 1970، ترك عبد الحي الجيش الأردني لينضمّ إلى حركة فتح الفلسطينيّة المنتقلة من عمان إلى دمشق. في عام 1971، أرسلته فتح إلى ليبيا، حيث انضمت إليه زوجته مع أبنائهما. مع إحباطه بسبب البعد عن جبهة القتال، بدأ عبد الحي بإنشاء تكويناتٍ صوّرت البنادق والمقاتلين في سبيل الحرية، مشكّلاً إيّاها من خليط من نشارة الخشب والغراء، وطلاها بعد جفافها. وُجّه لعرض أعماله في الجناح الفلسطيني بمعرض طرابلس الدولي عام 1972. وبمساعدة فرع طرابلس للاتحاد العام لطلبة فلسطين، أقام أول معرضين فرديين له في ليبيا عام 1978. وقد تفاعل الصحفيون باهتمام مع معارض عبد الحي الذي علّم نفسه بنفسه.

في عام 1979، دُعي عبد الحي إلى المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في بيروت، حيث التقى بفنانين فلسطينيين آخرين، بمن فيهم مصطفى الحلاج (1938–2002) الذي سيصبح صديقاً مقرّباً. في العام ذاته، عاد عبد الحي إلى دمشق مع عائلته واستقر في مخيم اليرموك. قسّم الفنان وقته بين مرسمه و"قسم فتح للفنون في بيروت"، حيث عمل مع الحلاج ومنى السعودي (1945–2022). أدار عبد الحي مع الحلاج صالة ناجي العلي للفنون الجميلة في دمشق بين عامي 1982 و1991، وذلك على مدى يقارب عقداً من الزمن.

كرّس عبد الحي وقته لفنّه، فحوّل تدريبه العسكري في زغرب إلى فرصة للإنتاج والعرض. هناك، طعن في ادعاء امرأة بشأن أصل فستان فلسطيني حصلت عليه من تاجر إسرائيلي في القدس. أعادت هذه الحادثة إلى ذهنه ذكريات قريته، فانخرط عند عودته بتوثيق أنماط التطريز البديعة والتقليدية الريفية الملونة من فلسطين ما قبل عام 1948.

كان حصار الجيش الإسرائيلي لبيروت عام 1982 لحظة مفصليّة في مسيرة عبد الحي الفنيّة. شكل هذا الحدث نقطة تحول هامّة في النضال الفلسطيني، وترك أثراً عميقاً في عبد الحي. أقام مشغلاً في شارع الفكهاني، وأنتج 14 عملاً عن القصف والقذائف التي تعرضت لها المدينة خلال الحصار الذي دام ثلاثة أشهر. زارته شخصيات بارزة، مثل ياسر عرفات وصحفيين، لمشاهدة أعماله. صعد هو وأعماله الفنية على متن السفن التي رحّلت المقاتلين الفلسطينيين إلى تونس، وبعد بضعة أشهر، عاد إلى دمشق مع سلسلة "حصار بيروت" (1982).

أضاف عبد الحي إلى السلسلة أعمالاً جديدة مثل "الخروج من بيروت إلى البحر" (1983)، وهي سلسلة صوّرت الرحلة المروعة التي خاضها الشعب الفلسطيني من بيروت إلى البحر أثناء الحصار. وقد عرضها في مختلف المدن السورية وفي غوتنبرغ وهلسنكي وستوكهولم عام 1983. صوّر الفنان أحداثاً بارزة مثل اغتيال ناجي العلي واندلاع الانتفاضة عام 1987. لقد أنتجَ مجموعة كبيرة حول حركات النضال الرفاقية في أيرلندا وأميركا اللاتينية وجنوب فيقيا. من أبرز أعمال هذه السلسلة لوحة "إعدام الشاعر بنيامين مولواز" (1985)، صوّر فيها الناشط السياسي والشاعر كحمامة مصلوبة تمتد أجنحتها فوق عمارة ريفية إفريقية.

في بداياته، لم يصوّر عبد الحي إلّا شخصية مناضلة واحدة. لاحقاً، اختبر استخدام عجينة نشارة الخشب لإنشاء منحوتات نافرة فوق صورة فوتوغرافية، وقد مثّل هذا الاستكشاف تحوّلاً بارزاً في أسلوبه الفنيّ وتقنياته. من بين الأعمال البارزة من تلك المرحلة "عملية ساڤوي" (1976) و"صُوْر، حصن الصمود" (1976)، ألّف فيها عبد الحي تركيبات تعبيرية صوّرت أجساد المقاتلين وبنادقهم فوق الخرائط، بالإضافة إلى كوفيّات تتطاير. جرّ هذا الاستكشاف للمنحوتات النافرة الملونة ومشاركته النشطة مع مجتمع الفن من خلال المعارض الجماعية انتقادات من أقرانه فيما يتعلق بمبادئ الرسم. دفعته ردود الفعل إلى ضبط ألوانه أحياناً، لا سيما في سلسلة "حصار بيروت"، مثل "هدم مبنى عكار" (1982). صوّر بعض العادات والتقاليد الفلسطينية الفلكلورية بثنائيات لونيّة، لكنه عاد لاحقاً لطلائها كاملةً، كما هو الحال في لوحة "حناء العروس" (1995).

عاد إلى عمّان عام 1992، وعمل على نقل أعماله الفنيّة الأربعمئة من مخيم اليرموك إلى مرسمه في جبل القصور. في عمّان، ومن بين أعماله التي تستحضر صمود المرأة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، أنجزَ "حمامة من أميركا" لراشيل كوري في رفح (2003)، و"زيتون محفوظة" (2006)، و"الهولوكوست في غزة" (2009). بقي في عمان حتى وفاته في الأول من أغسطس 2020.

معارض مختارة

معارض فردية

2014

عبد الحي مسلّم زرارة: أعمال مختارة، مؤسسة الشارقة للفنون، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

2011

معرض استعادي، المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، عمّان، الأردن

2008

غاليري رؤى للفنون، دمشق، سوريا

فنان وقضية، جمعية الفنانين التشكيليين الأردنيين، عمّان، الأردن

2006

زيتون محفوظة، دار الأندى، عمّان، الأردن

2004

فن المقاومة، جامعة فيلادلفيا، عمّان، الأردن

2003

غاليري زارا، عمّان، الأردن

1997

أمانة عمّان الكبرى، قاعة المدينة، رأس العين، عمّان، الأردن

1993

غاليري بلدنا للفنون، عمّان، الأردن

1989

غاليري إيبلا والمركز الثقافي البلغاري والمركز الثقافي السوفيتي، دمشق، سوريا

1987

بيت الموسيقى، آرهوس، الدنمارك

1984

معرض إحياءً للذكرى الثانية لمجزرة صبرا وشاتيلا، استوديو عبد الحي، دمشق، سوريا

1983

ABF-huset، ستوكهولم، السويد

نادي هيرمانين، هلسنكي، فنلندا

مركز مكتبة الفنون الجميلة، ستوكهولم، السويد

معرض من تنظيم مجموعة سبارتاكوس كونستنارزجروب، ومؤسسة غسان كنفاني الثقافية، وجمعية المتاحف السويدية، غوتنبرغ، السويد

جداريات تحت الحصار، من تنظيم اتحاد الفنانين الفلسطينيين (فرع سوريا)، المركز الثقافي لجمهورية ألمانيا الديمقراطية، دمشق، سوريا

1982

معرض من تنظيم الفرع السوري لاتحاد الفنانين الفلسطينيين ونقابة الفنون الجميلة، دمشق (عُرض أثناء وجود زرارة في بيروت خلال الحصار)، صالة الشعب للفنون الجميلة، دمشق، سوريا

معرض خلال حصار بيروت، عرض أعمالاً فنية أُنتجت أثناء القصف، شارع فكهاني، غرب بيروت، لبنان

1981

المركز الثقافي للجمهورية الألمانية الديمقراطية، دمشق، سوريا

1978

معرض لإحياء الذكرى الثالثة عشرة للثورة الفلسطينية، من تنظيم الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، الزاوية؛ طرابلس، ليبيا

معارض جماعية

2019

النجوم أقرب والغيوم رباب تحت الأشجار الذهبية، مؤسسة محمد وماهر أبو غزالة، عمّان، الأردن

2016

Imperfect Chronology: Mapping the Contemporary I، غاليري وايت تشابل، لندن، المملكة المتحدة

Past Disquiet: Narratives and Ghosts from the International Art Exhibition for Palestine, 1978، متحف الفنون الجميلة، برلين، ألمانيا

2015

الماضي، الحاضر، الممكن، بينالي الشارقة الثاني عشر، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

2014

هنا وفي مكان آخر، المتحف الجديد، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية

2010

Sentences on the Bank… and Other Activities، دارة الفنون - مؤسسة خالد شومان، عمّان، الأردن

2003

صُنع في فلسطين، متحف ستيشن للفن المعاصر، هيوستن؛ SOMArts، سان فرانسيسكو؛ غاليري ومركز تي. دبليو. وود للفنون، فيرمونت؛ غاليري وبريدج، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية

1991

معرض ثنائي مع مصطفى الحلاج، السويداء، حماة (السقيلبية)، سلمية وحمص، سوريا

1987

معرض ثنائي مع غازي إنعيم، غاليري الشهيد ناجي العلي، دمشق

1983

معرض جماعي تضامناً مع شعب نيكاراغوا، غوتنبرغ، السويد

معرض جماعي مع ثلاثة وثلاثين فناناً يابانياً حول مجزرة صبرا وشاتيلا، طوكيو، اليابان

1979

المعرض العام والمؤتمر التأسيسي لاتحاد الفنانين الفلسطينيين، جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان

1972

شارك في الجناح الفلسطيني في معرض طرابلس الدولي، طرابلس، ليبيا

كلمات مفتاحية

الفن الفلسطيني، فن المقاومة، المناضلون من أجل الحرية، التراث، حركات التحرير، تشخيص المرأة، نشارة الخشب والغراء، النحت البارز، مخيمات اللاجئين، الأغاني التراثية.

دراسات عن الفنان (أفرودات)

يونس، آلاء، (تحرير) عبد الحي مسلّم زرارة – دراسة، مؤسسة الشارقة للفنون، 2020

المراجع

كمال بلاطة، الفن الفلسطيني: 1850–2005، لندن: دار الساقي، 2009.

جيوني، ماسيميليانو، غاري كاريون-موراياري، ناتالي بيل، نيجار عظيمي، كايلين ويلسون-غولدي، وسارة ستيفنسون، هنا وفي مكان آخر، نيويورك: المتحف الجديد، 2014.

كيرشن، تكساس. مقدمة. في: صنع في فلسطين، جيمس حاريثاس (تحرير) هيوستن: دار إينيري للنشر، 2003.

خليف، عمر، (تحرير)، Imperfect Chronology: الفن العربي من الحديث إلى المعاصر (أعمال من مؤسسة بارجيل للفنون). ميونيخ: دار بريستل للنشر، 2015.

سلوى مقدادي-نشاشيبي، فنانون فلسطينيون يعملون تحت الحصار...، في: صنع في فلسطين، جيمس حاريثاس، (تحرير) هيوستن: دار إينيري للنشر، 2003.

نصار، سانتياغو، The Stuff of Nightmares، في: صنع في فلسطين، جيمس حاريثاس، (تحرير) هيوستن: دار إينيري للنشر، 2003.

روجرز، سارة، وإيلين فان دير فليست، (تحرير)، تاريخ الفن العربي، عمان: مؤسسة خالد شومان، 2013.

طوقان، ياسمين، عبد الحي مسلّم زرارة، في: بينالي الشارقة الثاني عشر: الماضي، الحاضر، الممكن، إينجي جو، محرر. الشارقة: مؤسسة الشارقة للفنون، 2015.

يونس، آلاء، Tin Soldiers، عمان: منشور خاص، 2012.

———. individuals As Institutions: A Partial Cartography، في: Future Imperfect: Contemporary Art Practices and Cultural Institutions in the Middle East، أنتوني داوني، (تحرير)، برلين: مطبعة شتيرنبرج، 2016.

مراجع عربية

اللبدي، محمود، عبد الحي مسلّم الفنان المقاتل، في: بيروت 82 الحصار والمقاومة، دمشق: دار الجليل، 1984.

مهدية، محمد خير، التشكيل الفلسطيني المعاصر (1)، [المدينة غير معروفة]: مركز الكمبيوتر العربي، 1997.

المناصرة، عز الدين، عبد الحي مسلم: نشارة الذهب، في: موسوعة الفن الفلسطيني المعاصر في القرن العشرين، عمان: دار المجدلاوي للنشر والتوزيع، 2003.

الطراونة، أحمد، وآخرون، معجم الفنانين التشكيليون الأردنيون، عمان: وزارة الثقافة، 2005.

قراءات إضافية

فصول مختارة من: عبد الحي مسلّم زرارة - مونوغراف، تحرير آلاء يونس، منشورات مؤسسة الشارقة للفنون، 2020. https://issuu.com/safpublishing/docs/am_monograph_pages_

فيديو

نشارة الذهب (9 دقائق)، فيلم عن عبد الحي مسلّم زرارة، سيناريو وإخراج محمد مواس، تصوير موسى سعيد، إنتاج وحدة المعلومات المركزية لحركة فتح، دمشق، 1986. https://youtu.be/XK9l4LZ5N7Y