سيرة ذاتية
ولد آدم حنين في القاهرة لعائلة أسيوطيّة من صائغيّ الفضّة ونشأ في حي باب الشعرية. كان في الثامنة من عمره عندما اكتشف المتحف المصري للآثار خلال زيارة مدرسيّة، ويتذكر هذه الزيارة لاحقاً كنقطة تحوّل في حياته. حين بلغ العشرين، قرّر أن يصبح نحاتاً والتحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة عام 1949.
بعد تخرجه عام 1953، سافر إلى صعيد مصر وقضى عدة أشهر في "مرسم الأقصر" الذي أسّسه الرسام الإسكندراني والدبلوماسي محمد ناجي (1888– 1956) عام 1941 في قرية القرنة في الضفة الغربيّة للأُقصر، لتشجيع دراسة الفن المصري القديم كجزء من مناهج مدارس الفن المصرية. في عام 1957، حصل حنين على منحة دراسيّة لمدة عامين من أجل متابعة تحصيله في أكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ. وفي عام 1960 وخلال أحد معارضه، التقى بعالمة الأنثروبولوجيا عفاف الديب التي أصبحت زوجته ومناصرته، وأيضاً مديرة وناقدة أعماله في بداية مسيرته الفنية.
أسّس حنين مسكنه ومشغله عام 1968 في منزل من الطوب وقد بني بواسطة المهندس المعماري رمسيس ويصا واصف (1911–1974) في قرية الحرانية بالجيزة. انتقل مع زوجته إلى باريس عام 1971 حيث أقاما هناك لمدة 25 عاماً. كرّس حنين نفسه خلال تلك الفترة لفنّه في محترفه الواقع في الدائرة الخامسة عشرة في باريس قرب بورت دو سيڤر. وعند عودته إلى مصر عام 1996، كان حنين قد أصبح فناناً معروفاً على المستوى الدولي.
عمل بين عامي 1989 و1998 مع وزارة الثقافة في ترميم تمثال أبو الهول في الجيزة. وفي عام 1996 أسّس "سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت"، عبارة عن ورشة عمل ومعرض سنويّ يقومان على دعوة نحاتين من كافة أنحاء العالم لتجريب إنشاء أعمالٍ من الچرانيت المحلي.
آدم حنين هو أحد أبرز النحاتين المعاصرين في العالم العربي. أنجز خلال مسيرته الفنية الكثير من القطع الكبيرة والصغيرة الحجم، باستخدام مواد متنوعة مثل الچرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والطين المشويّ.
جسّدت أعماله المبكّرة صلابة التماثيل المصرية القديمة البديعة مع التعبير عن انخراطه بحسّ تبسيطيّ في معالجة الكتل والأحجام. يذكّر بعض أعماله بالتماثيل القديمة الشهيرة مثل تمثال الكاتب المعروف "شيخ البلد" والمعروض حالياً في المتحف المصري للآثار. خلال الستينيات، أنجزَ حنين سلسلة من الأعمال التي تمثل حيوانات مثل الطيور والقطط والكلاب والبوم والماعز والخيل والحمير، مصوّراً ملامحها الأساسيّة المختزلة من خلال خطوط وأحجام صريحة.
شهدت بداية السبعينيات تطوّراً هاماً في فنّه نتيجة لتفاعله مع النحت الحديث في باريس، وتأثّره بأعمال كوستنتين برانكوزي وهنري مور. ومع أن حنين لم يذكر انتماءه لجماعة أو حركةٍ فنيّة محددة، إلّا أنه استلهم من حريتها في التعبير. خلال الثمانينيات، تميّزت منحوتاته بالأشكال المجردة والأحجام الصريحة وبديناميكية الحركة، وكانت تتمحور حول موضوعات مثل قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود. عمل في التسعينيات على منحوتات خارجيّة كبيرة الحجم، ومنها "السفينة" التي صُمّمت كبديل مجازي للفضاء المتحفي. تجسّد أعماله بالعموم إحساساً بالضخامة البسيطة والخلود.
كان حنين أيضاً رساماً ماهراً، لم يستخدم يوماً الألوان الزيتية على القماش، بل أعاد إحياء تقنياتٍ قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الفريسكو على الجص التقليدية. عام 1960 أنجزً رسوماً مرافقة لرباعيات صلاح جاهين، لصديقه الشاعر صلاح جاهين (1930– 1986) مستخدماً الحبر الهندي على الورق. تتميّز لوحاته، سواء التشخيصية منها أو التي تمثل أشكالاً هندسية تجريدية، بنقاء الشكل ودفء الألوان مع تعزيز البعد نحتي.
أقام آدم حنين العديد من المعارض الفردية، في القاهرة والإسكندرية وأمستردام ولندن وباريس وروما، وشارك في العديد من المعارض الجماعية في أنحاء العالم. أعماله معروضة في متحفه في الحرانية والذي افتُتح في يناير عام 2014، وفي متحف الفن المصري الحديث في القاهرة وكذلك في متحف: المتحف العربي للفن الحديث، في الدوحة، الذي يضم منحوتته الضخمة "السفينة" المعروضة في باحة المدخل.