السيرة الذاتية
وُلد أحمد عثمان في قرية عنيبة الصغيرة بالقرب من أسوان في النوبة. تلقى تعليمه في مدرسة الفنون والزخارف في القاهرة تحت إشراف الرسام وفنان الديكور الإنجليزي وليم أرنولد ستيوارت (1882–1953). بعد تخرجه عام 1927، عمل مع بعثة جامعة بنسلفانيا كمُسجّل للحفريات الأثريّة في فلسطين. في عام 1928، حصلَ على منحة للدراسة في روما حيث دخل تابع بداية صفوفاَ في "المدرسة الحرة لرسم العاري" قبل أن يلتحق بقسم النحت في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة. بعد حصوله على شهادته عام 1932، سافر إلى فلورنسا للتخصص بالنحت التزييني في المعهد الملكي للفنون. في العالم التالي، عاد في إلى مصر حيث عيّن أستاذاً في النحت في مدرسة الفنون التطبيقية بالجيزة (مدرسة الفنون والزخارف سابقاً)، وكان يدير المدرسة في تلك الفترة الفنان محمد حسن (1892–1961).
في عام 1937، عيّن عثمان مديراً لقسم النحت في مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة، وشارك في العام ذاته في تصميم الجناح المصري في "المعرض الدوليّ للفنون والتقنيات في الحياة المعاصرة" الذي كان يترأس تنظيمه السياسي والمقتني الفنيّ محمد محمود خليل (1877–1953). شارك عام 1938 في بينالي البندقية الخامس عشر مع الفنانين محمد ناجي (1888–1956) ومحمود سعيد (1897–1964) حيث كانت المرّة الأولى لحضور مصر في البينالي. ترك عثمان منصبه في مدرسة الفنون الجميلة في القاهرة سنة 1957 من أجل إنشاء كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية وأصبح أول مدير لها.
كان عثمان منخرطاً أيضاً في حفظ التراث الثقافيّ المصريّ، فقد شارك في العام 1954 في نقل تمثال رمسيس الثاني من ميت رهينة (ممفيس) إلى ميدان باب الحديد مقابل محطة القطارات المركزية في القاهرة. شارك أيضاً في حملة اليونسكو النوبية عام 1959 وطوّر تقنيات لقطع وإعادة تركيب الكتل الحجرية لمعبد أبي سمبل.
كان أحمد عثمان نحاتاً موهوباً صمّمَ العديد من الأشغال في الفضاء العام. وبينما تميزت أعماله الأولى بالكلاسيكية الإيطالية، باشر في نهاية الثلاثينيات بنحت سلسلة من التماثيل البرونزية النصفية التي جسّدت الفلاحات المصريات. تتميّز هذه التماثيل بواقعيتها من ناحية تصوير ملامح الفلاحات ونشاطات الحياة الريفية اليومية. وهي تجسّد مثاليّة الحياة في الريف التي عبّر عنها غالباً من خلال ابتسامات الفلاحات. تخصّص عثمان أيضاً بالمنحوتات الزخرفية وقد كلّف بتزيين العديد من المباني العامة. في عام 1963، أنجز مع زميله النحات منصور فرج (1910–2000) رولييفات لبوابة مدخل حديقة الحيوان بالجيزة، التي صممها المهندس المعماري مصطفى فهمي (1886–1972). وفي عام 1947، نحت رولييفاً من البرونز لتزيين قاعدة تمثال إبراهيم باشا التذكاري في ميدان الأوبرا في القاهرة، والمصمّم من قبل النحات الفرنسي شارل كوردييه (1829–1905).
كْلّف عثمان في زمن جمال عبد الناصر بنحت واجهة نادي الضباط في الزمالك ونادي القوات المسلحة في مصر الجديدة (هليوبوليس)، بالإضافة إلى النسر البرونزي المنمّط فوق مدخل برج القاهرة سنة 1961. كان أحمد عثمان علاوة على ذلك رساماً ماهراً فقد أنجز سلسلة من رسوم العريّ بالفحم والعديد من الرسوم الشخصيّة، وهي أنماط أتقنها عندما كان في "المدرسة الحرة لرسم العاري". يعكس عثمان في رسومه خلفيته كنحات من خلال إدخاله خطوطاً واضحة وظلالاً على كتل نحتية. توجد أعماله ضمن بعض المجموعات الخاصة، وفي كل من متحف الفن المصري الحديث، والمتحف الزراعي، في القاهرة، ومتحف الفنون الجميلة، في الإسكندرية، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، في الدوحة.