TBC

فخر النساء زيد

بقلم عديلة العايدي

Fahrelnissa Zeid

فخر النساء زيد

فخرالنساء شاكر كاباغاتشلي; فخرالنساء ديڤريم; فخرية آي. مليه; فخر النساء زيد الحسين; فخر النساء زيد

مولودة عام 1901 في بويوكادا في اسطنبول بتركيا

متوفّاة عام 1991 في عمّان بالأردن

المشاركة مع صديق

نبذة

كانت فخر النساء زيد فنانةً تركيّة حداثيّة من منتصف القرن العشرين مارست الفن على مدار خمسين عاماً في اسطنبول ولندن وباريس وعمان. مدفوعةً بنهج روحاني للفن بوصفه "ضرورة داخلية"، بدأت مسيرتها الفنيّة رسّامة تعبيريّة تشخيصيّة. ركّزت أعمالها لاحقاً على التجريد على لوحات قماشية ذات طابع تعبيريّ تجريديّ في تباينات ألوانها وأشكالها المذهلة ذات الحركة المتنافرة. تشتمل أعمالها أيضاً على بورتريهات من مرحلة متأخرة وعظام الحيوانات وقطع منحوتات راتنجية. كانت عضوةً في حركة الفن الحداثي في تركيا في الأربعينيات "مجموعة دي" وفي "مدرسة باريس الجديدة" في الخمسينيات. عام 1954، كانت أوّل امرأة تعرض أعمالها في معهد الفنون المعاصرة في لندن.

tbc

فخر النساء زيد، إسطنبول، بدون تاريخ، ألوان زيتية على قماش، 66.3 × 122.2 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

السيرة الذاتية

الخلفية والعائلة

وُلدت فخرالنساء شاكر كباغشلي عام 1901 بالقرب من اسطنبول لعائلة من المسؤولين العثمانيين من أصحاب الميول الفكريّة والفنيّة. كان عمها جواد باشا صدراً أعظم عام 1891. كان والدها، شاكر باشا، ضابطاً عسكرياً ومؤرخاً صاحب منشورات. أصبح شقيقها الأكبر جواد شخصية بارزةً في الأدب التركي الحديث. وهي تنسب إليه الفضل في تشجيعها على الرسم في طفولتها.

في عام 1919، تزوجت من الكاتب الحداثي عزّت مليه ديڤريم (1887–1966)، وأنجبا ثلاثة أطفال توفي أحدهم في طفولته. كان أكبرهم الرسام نجاد ديڤريم (1923–1995). بعد طلاقها، تزوجت مرة أخرى عام 1933 من الدبلوماسي العراقي الأمير زيد الحسين (1898–1970)، واتخذت لنفسها اسم فخر النساء زيد في ثلاثينيات القرن الماضي. في أواخر الأربعينيات، أرشدت اثنتين من أقاربها الأصغر سناً في ميولهما الفنيّة وقد أصبحتا في نهاية المطاف فنانَتين حداثيتيّن مشهورتين في تركيا: أختها الصغرى الرسامة والحفّارة علياء بيرغر (1903–1974)، وابنة أختها الصغرى الخزّافة فريا كورال (1910–1997).

التعليم 

تلقت الشابة فخر النساء تعليماً فرنسياً. التحقت بـمدرسة الفنون الجميلة النسائية" في اسطنبول عام 1919، لكنها تركتها بعد زواجها. سافرت مع زوجها طوال عشرينيات القرن الماضي، وزارت متاحف البندقية وفلورنسا ومدريد وميونيخ وباريس، ونفّذت الكثير من الرسوم لأعمال فنيّة ومعماريّة. في عام 1928، التحقت، في باريس لبضعة أسابيع، بـأكاديمية رانسون الفنيّة المستقلّة، المتأثرة بحركة "الأنبياء"، ودرست هناك على يد الرسام التكعيبي روجيه بيسيير (1886–1964). لدى عودتها إلى تركيا، أعادت الالتحاق في "أكاديمية لفنون الجميلة" في اسطنبول، حيث تعلّمت على يد الفنان الانطباعي نامق إسماعيل (1890–1935) من بين آخرين.

في الثلاثينيات، وأثناء إقامتها في ألمانيا وبودابست، تلقّت دروساً خاصّة في الرسم. وفي عام 1945، حضرت دروساً في "أكاديمية غراند شوميير" في باريس. في الثمانينيات، تعلّمت فن الزجاج المعشق على يد النحات السريلانكي البريطاني فاروني بيريس-هانت (1909–2001).

الحياة والمسيرة المهنية

انشغلت فخر النساء بعد زواجها في عشرينيات القرن الماضي برعاية أسرتها. ومع ذلك، حافظت على مرسمٍ لها في منزلها في اسطنبول وعرضت أعمالها الفنيّة من وقت إلى آخر مع الجماعة الفنيّة "اتحاد الرسامين والنحاتين المستقلين".

بعد زواجها الثاني وولادة طفلها الرابع، عانت الفنّانة من مشاكل صحيّة نفسيّة وجسديّة. نصحها الأطباء دائماً بالتركيز على فنها، وقد كتبت لاحقاً أن الرسم أنقذ حياتها. وبسبب مهام زوجها وعلاجاتها الصحيّة، عاشت خلال منتصف الثلاثينيات بين باريس وبغداد وبودابست وبرلين لمدة ثلاث سنوات. عادت للعيش في اسطنبول خلال الحرب العالميّة الثانية، ورسمت بكثرة.

في عام 1941، عرّفها الناقد الفنيّ فكرت عادل (1901–1973) على "مجموعة دي" الفنيّة الحداثيّة، التي انضمّت إليها لاحق اً وعرضت أعمالها معهم لأكثر من عقد. كما بدأت بعرض أعمالها بشكل فردي عام 1945. إلا أنها اشتكت في محيط شخصي من استبعادها من قِبل بعض زملائها الرجال الذين اعتبروها مجرّد هاوية، وتاقت إلى إثبات نفسها كفنانة تتجاوز حدود اسطنبول.

غادرت زيد اسطنبول إلى لندن عام 1946 حيث كان يعمل زوجها. أقامت هناك عدة معارض فردية لأعمالها التشخيصية التعبيرية والرمزية. بين عامي 1947 و1948، خاضت في التجريد وزارت باريس. تبنّت التجريد عام 1949 بعد أن غمرها إلهامٌ حسيّ في أول رحلة جوية عبر القارات لها إلى الولايات المتحدة، حيث تأملت الحقول الزراعية المتراجعة. وفي عام 1949، أقامت معرضها الفرديّ الأوّل في باريس في غاليري "كوليت آليندي"، حيث عرضت أعمالاً تجريدية جديدة، والتقت بالكاتب والناقد الفني شارل إيتين (1908–1966). عرضت أعمالها في غاليري "هوغو" بنيويورك عام 1950، لتصبح أوّل فنانة من الشرق الأوسط تُقيم معرضاً فردياً في غاليري تجارية في المدينة. أدخلها إيتين إلى كوكبة الفنانين العالميين الذين يعملون في التجريد الغنائي الذي روّج له، وأصبحت عضوة في "مدرسة باريس الجديدة"، حيث عرضت أعمالها في معرض المدرسة الأول عام 1952، وشاركت في معظم معارضها الجماعية.

في عام 1952، خُصص إصدار "شهادة للفن التجريدي" لتسليط الضوء على الفنانين التجريديين في فترة ما بعد الحرب وتقديمهم من خلال رواسم (pochoir plates) حيث قُدمت الفنانة إلى جانب هانس آرب وسونيا ديلوني ونيكولاس دي ستايل وڤاساريلي وآخرين. عَرضَت أيضاً أعمالها منفردةً في بروكسل، وزيورخ، وبرن، ولندن. في باريس، شاركت بانتظام في "صالون الواقعيات الجديدة" الدولي الحداثي. وفي عام 1954، أصبحت أول فنانة تُقيم معرضاً منفرداً في "معهد لندن للفنون المعاصرة". عام 1957، شاركت بعملين في أوّل معرض لجمعية الفنون التشكيلية العراقية في بغداد.

زار كل من تريستان تزارا وليجيه وبيكابيا معارضها، والتقطت لها جيزيل فروند صوراً. نفّذت مطبوعات حجرية مع جاك ڤيون، وكانت صديقة لين تشادويك، وعرضت أعمالها إلى جانب مارك شاغال. في عام 1956، نشر أندريه بريتون صوراً لأعمالها في العدد الأول من مجلته "السوريالية ذاتها". في باريس أيضاً دعمت فخر النساء مسيرة الشاب جميل حمودي (1924–2003). بعد الانقلاب الجمهوري في العراق عام 1958، قُتلت عائلة زوجها. فقد زوجها منصبه ومنزلهم وخشي على حياتهم. ومع اكتئابها، أوقفت فخر النساء زيد عملها الفني. عاشوا في المنفى حوالي عقدين من الزمن بين باريس ولندن وجزيرة إسكيا في إيطاليا.

عام 1960 أُدرجت في كتاب مقابلات آخر مع فنانين معاصرين مثل شاغال وخوان ميرو وأوسكار كوكوشكا وباربرا هيبورث وغابرييل مونتر وهنري مور. ولقد عادت إلى ممارستها الفنيّة بعد تطوير أساليب ووسائط جديدة. في أواخر الستينيات، عادت إلى التشخيص من خلال فن البورتريه، وأنشأت منحوتات من البوليستر الملون وكتل الراتنج التي غلّفت عظام الحيوانات الصغيرة والتي أطلقت عليها اسم "باليوكريستالوس".

انتقلت عام 1975 إلى الأردن للانضمام إلى ابنها الأصغر. في سنواتها الأخيرة، ركّزت زيد على تدريس وعرض الفن التجريدي. كانت بين طالباتها الفنانات هند ناصر (1940–)، وأوفيميا رزق (1939–)، وسهى شومان (1944–)، ورولا الشقيري (1957–2023). ساهم معرضها الجماعي التأسيسي الذي أقامته عام 1981 مع طلابها في تطبيع التجريد في الأردن.

الممارسة

أتاحت ذهنيّة التركيز لدى فخر النساء تطويرَ أعمالٍ مُبتكرة وخصبة على مدار 50 عاماً. كانت سريعة في العمل، موظفّةً طاقة قصوى لدرجة أنها تمكّنت من إنتاج أعمال تطلّبت الكثير من التكثيف، واستكشاف أنماط جديدة في الوقت نفسه تقريباً.

يتميز نتاجها بنهج تعبيري تجريدي غنيّ. لقد نقلت هيجان مزاجها المتقلّب إلى لوحاتها بتأثيرات مكثفّة شاملة. تُعرف أعمالها باختياراتها اللونيّة الوحشية وتباينات الأشكال وبالتراكيب الفريدة المازجة بين الزخارف الصغيرة المتناقضة مع الديناميكيات الإيمائية القوية، وضربات سكين التلوين الدقيقة على أسطح عجينيّة، وخطوط سوداء نابضة، والأسطح المتشققة. تشتهر زيد أيضاً بالأحجام الضخمة في العديد من أعمالها، والتي أنجزتها من خلال تثبيت القماش على الجدران ورسمها ذهاباً وإياباً. هي الرسامة الوحيدة من منتصف القرن العشرين التي عملت بانتظام على لوحات ضخمة.

فضّلت زيد منذ الأربعينيات الرسم بأحجام كبيرة بمتوسط ​​مترين وأنتجت أعمالاً يتجاوز طولها خمسة أمتار لغاية منتصف الستينيات. أكبر لوحاتها هي لوحة "رحلة الإنسان إلى القمر" (1949)، بقياس 600 × 160 سم. ومع ذلك، وكما أشار الناقد الفنيّ تيرينس مولالي، يبدو الحجم غير ذي صلة، فإن ممارستها للرسم بارعة، بلغية في رؤيتها، واستثنائية في قدرتها على التعبير من خلال اللون.

بدأت زيد مسيرتها الفنيّة في أوائل الأربعينيات رسّامة تشخيصيّة تعبيريّة غزيرة الإنتاج. تتنوّع أعمالها بين اللوحات الرمزيّة والبورتريهات والعريّ ومناظر المدن والمناظر الداخليّة المزدحمة، جميعها مشغولة بألوان مشبعة وطبقات سميكة وخطوط سوداء وزخارف صغيرة مضبوطة. بعد مرحلة تحوّل عامي 1947 و1948 من مزج التشخيص مع مشاهد التجريد الرمزيّ والمناظر الطبيعيّة المشبعة بشبكات سوداء قِطريّة، اعتمدت ابتداءً من عام 1949 بشكل حصريّ التجريد لما يقارب عقداً من الزمن. لقد مرّت مرحلتها التجريديّة بأطوار أسلوبيّة عدّة: كانت بدايةً فترة تجريبيّة للمناظر الجوية للحقول الزراعية المتراجعة المجرّدة هندسياً، والتي عبرتها خطوط سوداء. بين عامي 1951 و1953، جرّبت فخر النساء زيد بعض التجريدات من تشكيلات حيويّة (بيومورفيكيّة) متموجة بشكل حرّ. وبعد تمكّنها، حوّلت تجريدات الحقول السابقة إلى جداريات ذات إيقاعات متعدّدة الألوان مضبوطة حسب التقسيمات التي مهّدت للأوب آرت. يعود الفضل في هذا الإنتاج بشكل كبير إلى الإلهام الذي استمدّته طوال حياتها من نظرية ڤاسيلي كاندينسكي الروحانية للفن التجريدي، والتي تعرّفت من خلالها على نهجها وتعبيرها عن حالتها الذهنية المتسامية أثناء العمل. يمكن إرجاع هذا الاهتمام إلى إصدار ترجمة فرنسية جديدة عام 1951 لكتابه "حول الروحانيّ في الفن" (1911) ضمن افتتاح معرضها الثاني في باريس. تُجسّد الأعمال التي أنتجتها خلال تلك الفترة بعضاً من مبادئ كاندينسكي: الإيقاع، والحركة "السيمفونيّة"، وتكرار الدرجات اللونيّة، والتقسيمات التركيبيّة "اللحنية" التي تبدو متعارضة، والتناغم الداخلي الكامن. لُوحظَ هذا الاستلهام من قبل معاصري زيد، ففي عام 1951، وصف الناقد جوليان ألڤارد عملها بأنه مذهل، ولحنيّ بالدقّة غير المتناهية، وسيمفونيّ على المساحات الواسعة.

انتقلَت منذ عام 1953 إلى مرحلة من الأعمال الفنيّة الأكثر انفراجاً والمرقّطة بشكل غنيّ ببقع لونيّة عجينية سميكة نابضةً بتراكيب فرعيّة لا تُحسّ بشكل مباشر. من التأثيرات المبكرة الأخرى على ممارستها كتابات شارل بلانك (1813–1882) مُنظّر اللون، الذي ألهم فناني ما بعد الانطباعية وحركتيّ "التقسيمية" و"التنقيطية". تتجلّى أفكار بلانك حول فصل الألوان إلى بقع فردية في فترات زيد التجريدية الوسطى. فلديها، لا تتفاعل الألوان لتمثل مشهداً تشخيصيّاً، بل تتجمّع في نغمات تجريديّة نابضة متعدّدة الألوان. بين عامي 1954 و1955، جدّدت زيد ذاتها بمرحلتين قصيرتين لاحقتين من لوحات صغيرة. أنتجت زخارف بدائية على لوحات قماشية داكنة، تلتها فترة قاتمة من الخطيّة التي تبدّت بتصويريّة بين عامي 1956 و1957. بعد توقفها عام 1958، عادت إلى الرسم مستلهمةً من سماء وبحر جنوب إيطاليا. قدّمت على قياسات كبيرة وصغيرة أشكالاً تجريديّة متدفقة وأعماقاً بحرية هادئة بأشكال حيوية ضبابية في نطاقات لونيّة باهتة، محزوزة جميعها بآثار سكين الرسم. لقد جرّبت أيضاً رسم صخور البحر. في الوقت ذاته، تخلّلَ أعمال فخر النساء زيد التجريديّة عالمان غامران ومذيبان للذات: الأسطح البحرية والأعماق والمناظر النجمية، مع تقديمات لعوالم ليليّة مجرّدة ممثّلة في شبكات ثنائية الألوان وعلامات سكين الرسم، ما يؤكد افتتانها الدائم بالكون.

تستحضر أعمال زيد الفنية الكبيرة السمو في اتساعها وامتدادها، إنها تعيد خلقه كتجربة نفسية. أمام تجريداتها الضخمة، ليس بإمكان المشاهدين التموضع في تجربة بصرية واضحة. يُجسّد السموّ لدى فخر النساء زيد حالة النشوة التي وصفَتها أثناء عملها. يتشابه ذوبان ذاتها في الرسم مع انغماس المشاهدين في أشكال أعمالها وألوانها وحركتها.

في منتصف الستينيات والسبعينيات، عادت زيد إلى التشخيص عبر رسم البورتريهات، حيث ركّزت على العمق النفسي على حساب التشابه في لوحات قماشية كبيرة الحجم ذات تمثيل ثابت مسطح أمامي لكامل الوجه وعيون موّسعة وحزوز كثيفة بسكين الرسم على طلاء عجينيّ سميك. لقد أظهرَت قوام وجوه وملابس الجالسين كأسطح تجريدية.

في الفترة نفسها، جرّبت طلاء عظام حيوانيّة صغيرة من بقايا مطبخها. ثم وبمساعدة صديق العائلة والفنان عصام السعيد (1938–1988)، طوّرت بين عامي 1968 و1975 عملية تغليف العظام الملونة ضمن قطع من البوليستر والراتنج الملون، وضعتها على حوامل دوارة ومضاءة من الخلف بمصابيح ملونة. أطلقت على هذه المنحوتات اسم "باليوكريستالوس".

في الثمانينيات، جرّبت زيد فن الزجاج المعشق، لكنّها توقفت عن ذلك نظراً للجهد البدنيّ اللازم. في الوقت ذاته، أصبحت لوحاتها الخاصّة لأصدقائها وعائلتها أبسط من حيث التكوين والملمس. خلال مسيرتها الفنيّة، أنتجت زيد وعرضت أيضاً لوحات تجريدية وتشخيصية من الغواش، وأحجار شاطئية مرسومة سُميت "أحجار مُعاد إحياؤها".

رغم أن أعمالها الطموحة في البداية تجاوزت أعمال نظرائها الرجال، إلا أن زيد اختفَت من تاريخ الفن الغربيّ بعد الحرب. تُرجع مؤرخة الفن سارة ويلسون ذلك إلى اختفاء أعمال الفنانات التجريديات العظيمات في باريس في منتصف القرن العشرين. خلال حياتها، ورغم إشادة النقاد والصحافة بها، عانَت فخر النساء زيد من النزعة الاستشراقيّة الجندريّة واعتبارات الأصول. بدايةً، رفضها بعض زملائها الرجال في اسطنبول في أربعينيات القرن الماضي معتبرين أنها هاوية، ثم أشاد بها نقاد باريس في الخمسينيات كأميرة من حكايات ألف ليلة وليلة وذلك نظراً إلى التحريم "الإسلامي" للتشخيص من خلال إعادة إنتاج أنماط الفسيفساء "البيزنطية" و"الفن الإسلامي". وفي حين أنها من أوائل رواد التجريد، فسّرَ بعض النقاد الأتراك والعرب أعمالها الفنيّة المختلفة جذرياً على أنها إعادة إنتاج لماضٍ أسطوري معشوق.

في الواقع، تبّنت فخر النساء زيد مصادر إلهام روحانية وتجريديّة، ونأت بممارستها الفنية – ولكن ليس بنفسها – عن التأثيرات الثقافية. صرّحت عام 1959 للكاتب إدوارد روديتي أنها لم تدرس الفن الإسلامي، ولم تعتقد بكونها فنانة في التراث التركي، إنما كان تعي دوماً أنها فنانة تنتمي إلى المدرسة "التجريديّة" ذاتها التي ينتمي إليها العديد من أصدقائها وزملائها الدوليين، وأنها رسّامة من "مدرسة باريس".

إضافة إلى ذلك، وصفَت زيد ممارستها الفنيّة كسعيّ للخلاص، وعملها كصلة مع الكون، عبر لوحاتها الفيّاضة من عمقها والمتجاوزة الجنس أو العرق أو الدين. شعرَت أثناء الرسم وكأن نسغ شجرة الحياة يصعد من الجذور إلى أحد أغصانها العليا، حيث تَصادف وجودها، متدفّقاً عبرها ليتحول إلى أشكال وألوان على قماشها. رأت نفسها وسيطاً يحمل ذبذبات العالم.

معارض استعادية ومجموعات

خلال حياتها، وبعد معارضها الاستعادية الرئيسية عام 1964 في تركيا، أقامت فخر النساء زيد معرضاً استعادياً في عمّان عام 1983، وفي متحف لودفيغ ساملونغ عام 1990. وفي عام 2017، أُقيمت لها معارض استعادية بعد وفاتها في متحف تيت مودرن بلندن، وقاعة دويتشه بنك كونست ببرلين، والذي عُرضت أعمالها بعدها بانتظام في أنحاء العالم، ولقد ازدادت شهرتها بالتوازي مع ذلك. أعمال زيد محفوظة حالياً في مؤسسة بارجيل، ومتحف برادفورد، ومتحف إلجيز، ومجموعات الدولة الفرنسية، وجوجنهايم أبو ظبي، ومجموعة هوما كاباجي، ومعهد العالم العربي، ومتحف اسطنبول للفن الحديث، والمتحف الوطني للفنون الجميلة في الأردن، ومؤسسة خالد شومان – دارة الفنون في الأردن، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث في قطر، ومتحف الفن الحديث في مدينة باريس، ومتحف لودفيغ، ومجموعة بابكو الفنية، ومؤسسة الشارقة للفن، وتيت مودرن، ومتحف رايت للفنون.

معارض مختارة

معارض فردية

2020

فخر النساء زيد، A three character Play، ديريمارت، اسطنبول، تركيا

2018

فخر النساء زيد، Ode to Passion، ديريمارت، اسطنبول، تركيا

2017

فخر النساء زيد، متحف تيت مودرن، لندن، المملكة المتحدة

فخر النساء زيد، دويتشه بنك كونستال، برلين، ألمانيا

2001

مئوية فخر النساء زيد، دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان، عمان، الأردن

2000

فخر النساء زيد، غاليري إي كى إيه ڤي للفن، اسطنبول، تركيا

1993

معرض فخر النساء زيد الاستعادي، دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان، عمان، الأردن

1992

فخر النساء زيد، المركز الثقافي الملكي، عمان، الأردن

1990

فخر النساء زيد. بين الشرق والغرب. لوحات ورسوم، مجموعة جديدة لغاليري لودفيج، آخن، ألمانيا

1988

فخر النساء زيد، مركز أتاتورك الثقافي، اسطنبول، تركيا

فخر النساء زيد، غاليري ماتشكا للفن، اسطنبول، تركيا

مِشكالات، المركز الثقافي الملكي، عمان، الأردن

1983

معرض استعادي 1915–1983، المركز الثقافي الملكي، عمّان

1972

بورتريهات ولوحات تجريديّة، غاليري كاتيا غرانوف، باريس، فرنسا

بورتريهات ولوحات تجريديّة، غاليري كاتيا غرانوف، أونفلور، فرنسا

1969

لوحات وباليوكريستالوس، غاليري كاتيا غرانوف، باريس، فرنسا

1964

فخر النساء زيد 1951–1961، متحف الأناضولي، أنقرة، تركيا

فخر النساء زيد 1951–1961، أكاديمية الفنون الجميلة، اسطنبول، تركيا

1961

فخر النساء زيد، غاليري دينا ڤييرني، باريس، فرنسا

1957

فخر النساء زيد، معرض افتتاحي للوحات، والأحبار الهندية الملونة، رسوم على الأحجار، لوردس غاليري، لندن، المملكة المتحدة

1956

فخر النساء زيد. لوحات وتماثيل، قصر الفنون الجميلة، غاليري أوجوردوي، بروكسل، بلجيكا

1955

فخر النساء زيد. غواشيات ومحفورات حجرية من أماكن أخرى، غاليري لا هون، باريس، فرنسا

1954

لوحات حديثة للفنانة فخر النساء زيد، 1954، معهد الفن المعاصر، لندن، إنكلترا

1953

فخر النساء زيد. لوحات، غاليري دينا ڤييرني، باريس، فرنسا

1952

فخر النساء زيد. غواشيات وأحبار صينية شرق وغرب، غاليري 16، زيورخ، سويسرا

1951

لوحات، غواشيات، مطبوعات حجرية لفخر النساء زيد، جاليري دو بون، باريس، فرنسا

1950

فخر النساء زيد، غاليري هوغو، نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة

1949

فخر النساء زيد، غاليري كوليت آليندي، باريس، فرنسا

فخر النساء زيد، غاليري جيمبل فيس، لندن، إنكلترا

1948

فخر النساء زيد، لوحات ورسومات ومائيّات، غاليري سانت جورج، لندن، المملكة المتحدة

فخر النساء زيد، غاليري جيمبل فيس، لندن، إنكلترا

1946

هالكيفي - دار الشعب، سميرنا، تركيا

ماتشكا رالي أبارتماني، اسطنبول، تركيا

1945

هالكيفي - دار الشعب، سميرنا، تركيا

ماتشكا رالي أبارتماني، اسطنبول، تركيا

معارض جماعية

2024

Radicaal - الفنانات والحداثة 1910–1950، متحف أرنهيم، هولندا

الحضور العربي، الفن الحديث والتحرر من الاستعمار. باريس، 1908–1988، متحف الفن الحديث في باريس، فرنسا

بينالي البندقية الستون، إيطاليا

2022

فخر النساء والمؤسسات: نحو سماء، مؤسسة أبو ظبي الثقافية، الإمارات العربية المتحدة

2021

نساء التجريد، متحف غوغنهايم بلباو، إسبانيا

نساء التجريد، مركز بومبيدو، باريس، فرنسا

2019

جريمة السيد أدولف لوس، غاليري أكسل ڤيرفوردت، ويجنيجيم، بلجيكا

2016

ما بعد الحرب: الفن بين المحيط الهادئ والأطلسي، 1945–1965، بيت الفن، برلين، ألمانيا

2015

بينالي اسطنبول السابع عشر، اسطنبول، تركيا

بينالي الشارقة الخامس عشر، الشارقة، الإمارات

2011

مغامرة فن التجريد، شارل إتيين، نقد فن الخمسينيات، متحف الفنون الجميلة، بريست، فرنسا

2006

فخر النساء ونجاد: جيلان من قوس قزح، اسطنبول مودرن، اسطنبول، تركيا

2001

Üçü Birlikte, Fahrelnisa-Aliye-Füreya، يابي كريدي، اسطنبول، تركيا

1994

قوى التغيير: فنانات العالم العربي، متحف المرأة في الفنون، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية

1990

ثلاث رسامات، معهد العالم العربي، باريس، فرنسا

1986

الطريق الملكي. تسعة آلاف عام من الفن في مملكة الأردن، متحف لوكسمبورغ، باريس، فرنسا

1984

شارل إيتين والفن: 1945–1966، المؤسسة الوطنية للفنون الغرافيكة والتشكيلية، باريس، فرنسا

في ذكرى شارل إيتين، لاهون، باريس، فرنسا

مهرجان لابيرينتو، مؤسسة جولبنكين، لشبونة، البرتغال

1981

رسامو الأردن - صالون الخريف، القصر الكبير، باريس، فرنسا

فخر النساء زيد ومعهدها، قصر الثقافة، عمان، الأردن

1973

الذكرى الخمسين للجمهورية التركية، معرض جمعية الفن المعاصر، راولبندي، باكستان

1972

المعرض الثامن عشر، الاتحاد الثقافي النسائي الدولي، قصر المعارض، روما، إيطاليا

1957

الرسم التركي الحديث، مهرجان إدنبرة، إدنبرة، المملكة المتحدة

معرض شامل للفنانين العراقيين، جمعية الفنون الجميلة، بغداد، العراق

الرسم التركي الحديث، غاليري ماثيسن، لندن، المملكة المتحدة

1956

بينالي سينسيناتي الرابع للفنون، سينسيناتي، أوهايو، الولايات المتحدة

L’ile de l’Homme Errant، غاليري كليبر، باريس، فرنسا

1955

أليس في بلاد العجائب، غاليري كليبر، باريس، فرنسا

بولياكوف - بيشيت - زيد، غاليري دينا ڤييرني، باريس، فرنسا

1954

معرض نادي الفن النسائي الدولي، معرض الجمعية الملكية للفنانين البريطانيين، لندن، المملكة المتحدة

صالون الواقعيّات الجديدة التاسع، متحف الفن الحديث، باريس، فرنسا

1953

صالون الواقعيّات الجديدة الثامن، متحف الفن الحديث، باريس، فرنسا

غاليري كراڤن، باريس، فرنسا

1952

مدرسة باريس الجديدة، غاليري بابيلون، باريس، فرنسا

صالون الواقعيّات الجديدة السابع، متحف الفن الحديث، باريس، فرنسا

1951

صالون الواقعيّات الجديدة السادس، متحف الفن الحديث، باريس، فرنسا

1950

معرض الصيف، جيمبل فيس، لندن، المملكة المتحدة

معرض نادي الفن النسائي الدولي، معرض الجمعية الملكية للفنانين البريطانيين، لندن، المملكة المتحدة

1948

معرض الصيف، غاليري سانت جورج، لندن، المملكة المتحدة

1947

الرسم التركي المعاصر، مجلس الفنون في بريطانيا العظمى، لندن، المملكة المتحدة

المعرض الخامس عشر، مجموعة د، المكتبة الفرنسية، اسطنبول، تركيا

1946

لوحات تركية من الحاضر، تركيا في الماضي، متحف سيرنوسكي (متحف الفنون الآسيوية في مدينة باريس)، باريس، فرنسا

المعرض الدولي للفن الحديث، متحف الفن الحديث، باريس، فرنسا

المعرض الرابع عشر، مجموعة د، أكاديمية الفنون الجميلة، اسطنبول، تركيا

1945

المعرض الثاني عشر، مجموعة د، غاليري إسماعيل أويغار، اسطنبول، تركيا

1944

المعرض الحادي عشر، مجموعة د، أكاديمية الفنون الجميلة، اسطنبول، تركيا

1941

المعرض التاسع، مجموعة د، اسطنبول، تركيا

1931

المعرض الرابع للرسم والنحت والديكور المعماري، نقابة الرسامين والنحاتين المستقلين، اسطنبول، تركيا

كلمات مفتاحية

مجموعة د، التعبيرية، الرسم التشخيصي، العراق، الأردن، الحداثة، اللوحات الضخمة، التقسيميّة اللونيّة، التجريد الغنائي، التعبيرية التجريدية، مدرسة باريس الجديدة، تركيا، الرسم التجريدي، السمو.

جوائز وتكريمات

وسام نجمة المملكة الأردنية الهاشمية
وسام فارس في الفنون والآداب الفرنسي

المراجع

آدمسون، ناتالي، الرسم والسياسة والنضال لمدرسة باريس، 1944–1964. لندن: روتليج، 2009

ألفارد، جوليان، فخر النساء زيد، غاليري دو بون، فن اليوم، 1951

جوليان ألڤارد وآخرون (تحرير)، شهادات عن فن التجريد (باريس: إصدارات آرت دو أوجوردوي، 1952)

بريتون، أندريه، رسالة من أندريه بريتون إلى فخر النساء زيد، في: فخر النساء زيد. باريس: غاليري كاتيا جرانوف،1969

بوتشر، جورج، فخر النساء، منتدى الشرق الأوسط، ديسمبر 1957، ص 19–21

جيربرانت، برنارد، أوديسة فخر النساء زيد، غاليري الفنون، 15 سبتمبر 1969، العدد 76، 7–26

هارمبورغ، ليديا، خمسينيات القرن العشرين في باريس. 1945/1965، موقع أبليكات برازان، الوصول إلى الرابط في 31 يوليو 2024. https://www.applicat-prazan.com/en/second-school-of-paris/

كاندنسكي، ڤاسيلي، الروحانيّة في الفن، ترجمة مايكل تي. اتش. سادلر، 1914 https://www.semantikon.com/art/kandinskyspiritualinart.pdf

العايدي هنية، عديلة، فخر النساء زيد، رسامة العوالم الباطنية، لندن: آرت/ بووكس، 2017

العايدي هنية، عديلة، "(Re)producing an ‘Islamic-Byzantine" Artist: The Orientalist Reception of Fahrelnissa Zeid’s practice. مجلة مناظر. المجلد 6 (2024)

مولالي، تيرينس، الأميرة ترسم، آرت نيوز أند ريڤيو، المجلد السادس، العدد 13، 24 يوليو 1954

بارينو، أندريه، فخر النساء زيد، عمان، الأردن: معهد فخر النساء زيد الملكي الوطني الأردني للفنون الجميلة، 1984

روديتي، إدوارد، فخر النساء زيد، ديالوغ أون آرت، لندن: سيكر وواربورغ، 1960

ويلسون، سارة، Extravagant Reinventions: Fahrelnissa Zeid in Paris، في: فخر النساء زيد، تحرير ك. غرينبرغ، 89–103، لندن: تيت مودرن، 2013

قراءات إضافية

ديڤريم، شيرين، منسوجات تركية: آل شاكر اسطنبول، لندن: كوارتيت بوكس، 1994

إندريس، كليفورد، إدوارد روديتي والطليعة ال اسطنبولية، دراسات تكساس في الأدب واللغة، المجلد 54 (2012): 471–493

المعهد الدولي للفن المعاصر، قائمة معارض المعهد الدولي للفن المعاصر الكاملة لعام 1948، الوصول إلى الرابط: 31 يوليو 202. https://archive.ica.art/sites/default/files/downloads/Complete%20ICA%20Exhibitions%20List%201948%20-%20Present%20-%20July%202017/index.pdf

كوكسال، دويغو، Domesticating the avant-garde in a nationalist era: aesthetic modernism in 1930s Türkiye، نيو برسبكتفس تُركي، المجلد، 52، مايو 2015، ص 29–53

نيل سميث، سارة، فخر النساء زيد في متحف ميغا. متاحف ميغا وفنانون معاصرون من الشرق الأوسط، إبراز 161 (14 يوليو 2016): 1–10

https://www.ibraaz.org/usr/library/documents/main/fahrelnissa-zeid-in-the-mega-museum.pdf

ريموند، ناتالي، الناقد الفني شارل إيتين، في تراڤو XIV، جست، إيماج، بارول. حرره بيير شاريتون، 39–50، سانت إتيين: المركز متعدد التخصصات للدراسات والأبحاث حول التعبير المعاصر-جامعة سانت إتيان، 1976

روزنبلوم، روبرت إتش، The Abstract Sublime، آرت نيوز، 27 مارس 2015

https://www.artnews.com/art-news/retrospective/beyond-the-infinite-robert-rosenblum-on-sublime-contemporary-art-in-1961-3811/

سعيد، إدوارد، الاستشراق، نيويورك: فينتيج بوكس، 1979

سكورديا، كلوتيلد، اسطنبول-مونبارناس- رسامو مدرسة باريس الأتراك، باريس: ديسيرت، 2021

سونميز، نجمي، فهرس فخر النساء زيد، اسطنبول: كتب دوغان، 2020

ستوريتس، يانيس، هل البيزنطية استشراق؟ تأملات في الهويات المركّبة والأيديولوجيات الجدلية في بيزنطة، في: كتاب الهويات والأيديولوجيات في العالم الروماني الشرقي في العصور الوسطى، تحرير ي. ستوريتس. إدنبرة: 2022؛ الطبعة الإلكترونية، موقع إدنبرة للزمالات، 21 سبتمبر 2023، https://doi.org/10.3366/edinburgh/9781474493628.003.0002

يامان، زينب ياسا، An Artist and an Explorer Beyond Ideologies in a Globalized World، في: مئويّة فخر النساء زيد، عمان: دارة الفنون، مؤسسة عبد الحميد شومان، 2005