tbc

محمد راسم

بقلم إيما تشب

Mohammed Racim

محمد راسم

Mohamed Racim

مولود في 24 يونيو 1896 في الجزائر العاصمة

متوفّى فيها في 30 مارس عام 1975.

المشاركة مع صديق

نبذة

يعتبر محمد راسم من أوائل الرسامين الجزائريّين. كان راسم من عائلة حرفية، وكان أول اسكتشافه لفن المنمنمات الإسلامية أثناء عمله رساماً في "دائرة الفنون الأصليّة" خلال الحقبة الاستعماريّة. تمزج منمنماته وزخارفه بين تقنيات المنمنمات الفارسية والمغولية مع المناظير الغربية من أجل تصوير الأحداث التاريخية والاحتفالات الدينيّة والحياة اليوميّة في الجزائر قبل الاستعمار. عرض أعماله مع جمعيّة الرسامين الجزائريّين والمستشرقين عامي 1923 و1933، وكان أوّل جزائريّ يفوز بالجائزة الفنيّة الكبرى للجزائر. أسّس راسم مدرسة لفنانيّ المنمنمات في أكاديميّة الفنون الجميلة بالجزائر، وكان مستشاراً لوزير الثقافة الجزائري بعد الاستقلال. عُرضت أعماله على نطاق واسع في الجزائر وأوروبا خلال حياته، وكذلك بعد وفاته، ومن بينها معرض استعادي في معهد العالم العربيّ عام 1992.

سيرة ذاتيّة

يعتبر محمد راسم أحد أوائل الرسامين الجزائريين، وقد ولد في عائلةٍ من الحرفيين من أصولٍ تركيّة، عاش أفرادها وعملوا في حي القصبة في الجزائر العاصمة. كان والد راسم يعمل في الحفر على الخشب وطرق النحاس، في حين زاول عمّه النقش على أحجار شواهد القبور. أما شقيقه الأكبر عمر راسم، فكان خطاطاً كرّس كثيراً من حياته للدّين والسياسة، وعمل في وقتٍ لاحقٍ في تعليم فن زخرفة المخطوطات للطلبة الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية.

تربى محمد راسم على الالتحاق بأعمال عائلته. أتمّ تعليمه عام 1910 في مدرسة استعماريّة فرنسيّة لتدريب الجزائريين على المهن الحِرفيّة. أعجب بروسبر ريكارد، مفتش التعليم الفني والمهني في الجزائر آنذاك، بعمل راسم الاستثنائيّ، ما سهّلَ تعيينه رسّاماً في مكتب التصميم ضمن "دائرة الفنون الأصليّة". وكما أوضح الفنان: "منذ الرابعة عشرة، قضيت جزءاً من أيامي في الاستنساخ وتصميم نقوش السجاد، والتطريزات العربيّة، والزخارف على النحاس، والمنحوتات الخشبية، من أجل تزويد مدارس وورش الجزائر بالنماذج (وارد في كتاب بنيامين).

في مكتب الرسم هذا اكتشف محمد راسم المنمنمات الفارسيّة التي شكلت قاعدة إنتاجه طوال مسيرته الفنية. خلال محاولاته الأولى في الرسم، وفّر له عمه المشورة التقنية، في حين قدم له المستشرق الفرنسي نصرالدين دينيه، الذي دخل الإسلام (مولد باسم إتيين دينيه، 1861– 1929)، التشجيع، وكلّفه بمهمته الأولى: 15 صحفة كاملة من الكتابات القرآنية المنقوشة بالألوان في كتاب "حياة محمد، رسول الله" (1918) وكان دينيه قد ألّفه بالاشتراك مع سليمان بن إبراهيم (1870–1953). استمرّ راسم بإنتاج هذه الزخارف التقليديّة لغاية الأربعينيات.

عرض محمد راسم أعماله في "صالون جمعية الفنانين الجزائريين والمستشرقين" عام 1923، وحصل في العام نفسه على منحةٍ من بلدية الجزائر العاصمة وعلى وسام جمعيّة الرسامين المستشرقين الفرنسيين في باريس. أمضى بعد ذلك ثماني سنوات في باريس (1924 – 1932) حيث أنجز تزيين صفحات كتاب ألف ليلة وليلة من 12 مجلداً بتكليف من الناشر هنري بيازا (1861–1929). في العام 1933 أصبحَ أوّل جزائري يفوز بالجائزة الفنية الجزائرية الكبرى. وقد عُيّن مدرّساً في أكاديمية الفنون الجميلة في العاصمة الجزائرية، حيث أسّس مدرسةً للمنمنمات. توقّف عن رسم المنمنمات عام 1955 بسبب مشاكل في العين. بعد حصول الجزائر على استقلالها عام 1962، عُيّن مستشاراً لوزير الثقافة. عُرضت أعماله في أنحاء العالم في باريس والقاهرة وروما وبوخارست وستوكهولم وكوبنهاغن وتونس والجزائر، ويحتفظ الآن بالقسم الأكبر من مجموعة الفنان في متحف الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة.

مزج راسم في لوحاته طريقة الرسم التقليدية للمنمنمات الفارسية والمغولية وتقنياتها، التي لم تكن تُمارس إلاّ نادراً في المغرب، مع المنظور الغربيّ من أجل تصوير الجزائر ما قبل الاستعمارة ولحظات ة واحتفالات دينيّ. شملت المواضيع في الغالب أحداثاً تاريخيّ

. تميز أسلوب راسم بهذا الدمج بين 1830الجزائر من قبل فرنسا في احتلالة التي كانت سائدة في فترة ما قبل من الحياة اليوميّ.لأسلوب الفارسي في تصميم الصفحاتاوتفضيله وألوانه الزاهيّة الغربية التقاليدو رسم المنمنمات التقليديّ

بفضل إلمامه الواسع بأساليب وتاريخ فن المنمنمات المختلفة، كان راسم يُطلق على لوحاته غالباً "الأسلوب الفارسي" أو "الأسلوب المصري"، وذلك حسب الأسلوب الذي استخدمه لاحقاً في مسيرته الفنية. قال في وصفه أعماله أنه أراد ترسيخ ذاكرة الثقافة العربيّة التي كان الاستعمار الفرنسي يُحرفها بشكل متسارعامين أن راسم كان يستخدم عمداً المنظور غير يمؤرخ الفن روجر بن . اعتبرَالمثالي والمحوّر نسبياً من أجل تأكيد هويته المغاربية ومن أجل إعلاء تقليد المنمنمات على النماذج الأوروبية. وتشهد لوحاته في صياغة البرتوكولات المُخزية للرسم تُعيد"والأزياء المحلية وللإشارات فهمه الدقيق إلى امين، يروجر بنر يشيالوقت ذاته، كما .الاستشراقيّ"

محمد راسم هو الفنان النادر الذي احتضنه المستعمرون الفرنسيون كما الوطنيون الجزائريون ومعهد العالم العربي، الذي نظم لأعمال الفنان معرضاً استعادياً عام 1992 بعد وفاته.

معارض مختارة

معارض فردية

1992

محمد راسم: فنان منمنمات جزائري، معهد العالم العربي، باريس، فرنسا

1980

تحية إلى محمد راسم، المتحف الوطني للفنون الجميلة، الجزائر العاصمة، الجزائر

1976

في ذكرى محمد راسم، معرض منمنمات وزخارف، قاعة الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، الجزائر العاصمة، الجزائر

1937

منمنمات جزائرية لمحمد راسم، غاليري شي، الجزائر العاصمة، الجزائر

1936

منمنمات وكواش حول الجزائر القديمة، غاليري ايكال، باريس، فرنسا

1934

منمنمات محمد راسم، غاليري المنارة، الجزائر العاصمة، الجزائر

1932

المنمنمات في زخارف محمد راسم، غاليري إيكال، باريس، فرنس

معارض جماعية

2014

فهرس، الجزء الأول، مجموعة متحف الفنية، متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة، قطر

2010

سَجِل: قرن من الفن الحديث، متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة، قطر

1953

الشرق والجزائر في الفن الفرنسي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، متحف الفنون الجميلة في لييج، بلجيكا

1951

معرض فني لإفريقيا الفرنسية، مونت كارلو، موناكو

1948

منمنمات جزائرية، دائرة فرنسا المسلمة، الجزائر العاصمة، الجزائر

1947

منمنمات الجزائرية، المتحف النرويجي للفنون التزيينية والتصميم في أوسلو، النرويج؛ المعهد الفرنسي، كوبنهاغن، الدنمارك؛ المعهد الفرنسي، ستوكهولم، السويد

1942

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين في الجزائر العاصمة، الجزائر

1941

المعرض الثاني عشر لإفريقيا الفرنسيّة، تونس العاصمة، تونس

1939

المعرض الحادي عشر لإفريقيا الفرنسيّة، الجزائر العاصمة، الجزائر

1935

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين، الجزائر العاصمة، الجزائر

المعرض الدولي الثاني للفن الاستعماري، نابولي، ايطاليا

1934

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين، الجزائر العاصمة، الجزائر

1933

صالون الاتحاد الفني لشمال إفريقيا، الجزائر العاصمة، الجزائر

المعرض الفني الخامس لإفريقيا الفرنسية، صالة احتفالات الامبراطورية، فاس، المغرب

المعرض الثامن والعشرون، الفنانون المستشرقون الفرنسيون، غاليري شاربانتيه، باريس، فرنسا

الفنانون الفرنسيون المستلهمون من إفريقيا، متحف ستيليان، بودابست، هنغاريا

1930

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين، الجزائر العاصمة، الجزائر

المعرض الاستعماري الدولي، قصر الفنون الجميلة، باريس، فرنسا

1926

صالون الاتحاد الفني لشمال إفريقيا، الجزائر العاصمة، الجزائر

1924

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين، الجزائر العاصمة، الجزائر

1923

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين، الجزائر العاصمة، الجزائر

1922

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين، الجزائر العاصمة، الجزائر

1918

صالون جمعية الرسامين الجزائريين والمستشرقين، الجزائر العاصمة، الجزائر

صالون الخريف، الجزائر العاصمة، الجزائر

الجوائز والأوسمة

1933

الجائزة الفنية الكبرى للجزائر

كلمات مفتاحية

المنمنمات الإسلامية، منمنمات، الرسم، الجزائر، الاستعمار، ما بعد الاستعمار

المراجع

- علوي، إبراهيم، محمد راسم، فنان منمنمات جزائري، باريس: متحف معهد العالم العربي، 1992

- ملف الفنان، محمد راسم، مكتبة وارن موري روبنز، المتحف الوطني للفن الإفريقي، واشنطن، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية.

- باغلي، سي أحمد، محمد راسم وفن المنمنمات، الطبعة الرابعة، الجزائر العاصمة: الشركة الوطنية للطباعة والنشر، غير مؤرّخ.

- بنيامين، روجر، الجماليات الاستشراقية: الفن والاستعمار وشمال إفريقيا الفرنسيّة، 1880–1930. بيركلي: مطبعة جامعة كاليفورنيا، 2003

- بنيامين، روجر،Colonial Tutelage to Nationalist Affirmation: Mammeri and Racim, Painters of the Maghreb في: Orientalism’s Interlocutors: Painting, Architecture, Photography. المحررون جيل بوليو وماري روبرتس. دورهام، كارولاينا الشمالية، مطبعة جامعة ديوك، 2002. 43–78

- بويون، فرانسوا، رسم المجتمع الجزائري: الغرابة، الحداثة، الهوية، ترجمة.إيمي جاكوبس–كولاس. في: تذكر إفريقيا. و. إليزابيث موديمبي بويي. بورتسموث، نيو هامبشاير: هاينمان، 2002. 103–123

- بويون، فرانسوا، La peinture Monumentale en Algérie: un art pédagogique مجلة الدراسات الأفريقية 36، 1996. 183–213

- أريد ماري، الرسامون الجزائريون رواد الحداثة، في: A Companion to Modern African Art جيتي سلامي ومونيكا بلاكمون فيسونا (تحرير)، مالدين، ماساتشوستس وأكسفورد، إنجلترا: وايلي بلاكويل، 2013. 197–217.

قراءات إضافية

أنجلي، لويس يوجي، فن المنمنمات ومحمد راسم، الجزائر 39 (1954): 46–53.

تحية إلى محمد راسم، مُعلّم المنمنمات الجزائري، الجزائر: المتحف الوطني للفنون الجميلة، 1980.

خدة، محمد، Feuillets épars liées، الجزائر: سنيد، 1983.

خدة، محمد، محمد راسم، فنان منمنمات جزائري، الجزائر: إينال، 1990.

مارسيه، جورج، حياة المسلم بالأمس بمنظور محمد راسم، باريس: الفنون الرسومية والحرف اليدوية، 1960.

إم أو إي، محمد راسم منشد الجزائر، الثورة الأفريقية 106 (1965): 22–23.

راندو، روبرت، معلّم المنمنمات الجزائريّ: محمد راسم، أفريقيا الشماليّة مصوّرة817 (يناير 1937): 2–3.

سيبلوت، بول، محمد راسم، باركور 4 (1985): 78–83.

زبير، هلال، Image d'un combat:: عمر راسم (1883–1958)، الجزائر: المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، 1988.