السيرة الذاتية
التحق صلاح عناني بكليّة التربية الفنيّة بجامعة حلوان في القاهرة وتخرّج فيها بدرجة البكالوريوس عام 1977. في بداياته المهنيّة، عمل عناني رسّاماً تجارياً، ما أثّر بشكل ملحوظ على أسلوبه في فن الرسم. ولقد ساهم كثيراً في المجلات والدوريات المصريّة الشعبيّة على مدار أكثر من عقدٍ من الزمن، بما في ذلك "روز اليوسف" و"صباح الخير". بعد تحوّله إلى احتراف الرسم، عمل صلاح عناني مُحاضراً، ثم أصبح فيما بعد أستاذاً متفّرغاً في كليّة التربية الفنيّة بجامعة حلوان. كما كان أيضاً مديراً لقصر الغوري للإرث الثقافي في القاهرة من عام 1988 إلى عام 1996.
يشتهر صلاح عناني الفنّان بتركيبات رسومه الحيويّة المكتظّة بالشخصيات المرسومة بشكل فكاهيّ مع ملامح مبالغ فيها، شبيهةً بالرسوم الكرتونيّة. من الملائم أن يوصف أسلوبه الفريد بالتعبيريّة الكرتونيّة. مثل العديد من الفنانين المصرييّن، تركّزُ أعمال عناني غالباً على صور الحياة اليوميّة، كتمثيل مجازيّ لمصر. مع ذلك، على عكس أعمال العديد من سابقيه، تركّز لوحاته على تصوير مصر أكثر معاصرةً وتمدّناً، عوضاً عن تصوير الفلاحين المصريين والمناظر الريفيّة.
حيث تدور أعماله حول الشعبيّات المصريّة، أو ثقافة الطبقة الشعبيّة العاملة، من أجل التقاط نبض الحياة في مصر.
على الرغم من طابعها الساخر والمبالغ فيه، تَكشفُ أعمال صلاح عناني عن شعور بالحنين (النوستالجيا) التاريخي المشترك مع الكثير من معاصريه.
صحيحٌ أن الكثير من أعمال عناني تصوّر شخصيّات نمطيّة دون تحديد هويّة معيّنة لها، إلّا أنّه قد أنجز أيضاً سلسلة من اللوحات التي تحتوي على رسوم كاريكاتوريّة لشخصيات ثقافية مصريّة يمكن التعرّف عليها بسهولة مثل أم كلثوم ونجيب محفوظ. إنّ أعمالاً مثل "فنانون ومؤلفون من عصر التنوير" من عام 1990، تضعُ تسجيلاً واضحاً لأهمّ الفنانين والمفكرين المصريين وتحتفي بمساهماتهم في الثقافة المصريّة. تشير أعمال عناني أيضاً في كثير من الأحيان إلى أصالة تاريخ الفنّ المصري. على سبيل المثال، في لوحته "فنانون ومؤلفون من عصر التنوير" يبرز النصب الشهير "نهضة مصر" (1919) لمحمود مختار، كما يمكن التعرّف على لوحة محمود سعيد "بنات بحري" (1935).
إلى جانب دوره كفنان، ظلَّ صلاح عناني منخرطاً في الحياة السياسية المصريّة. لقد كان واحداً من العديد من الفنانين والمثقفين المصريين الذين نشطوا في احتجاجات ميدان التحرير والتي أفضت إلى اندلاع الثورة المصريّة عام 2011. في مارس 2011، بعد وقت قصير من ذروة الاحتجاجات، أنجزَ عناني لوحة بعنوان "بطولات الثورة المصريّة". صوّرت اللوحة المتظاهرين أثناء اشتباكهم مع شرطة مكافحة الشغب في ميدان التحرير، الناشطين الشباب على أجهزة الكمبيوتر المحمولة جنباً إلى جنب مع الزعماء الدينيين الأقباط والمسلمين، والذين تمّ تقديمهم جميعاً بأسلوب عناني الكوميدي المميز.