السيرة الذاتية
وُلد ظهور الأخلاق في دلهي بالهند في الرابع من فبراير عام 1941. بعد تقسيم الهند عام 1947، هاجرت عائلته إلى باكستان واستقرت في كراتشي. تلقّى أخلاق تعليمه المبكر في مدرسة السند بكراتشي، وتعلم الخط على يد يوسف دهلوي، وهو خطاط معروف وصديق لوالده. التحق أخلاق عام 1958 بالكلية الوطنية للفنون في لاهور، حيث درس على يد رائد الفن الحديث في باكستان شاكر علي (1916–1975). إلى جانب شاكر علي، كان مارك ريتر سبوننبرج (1916–2012) أيضاً معلماً بارزاً لأخلاق، وهو نحات أميركي وأوّل مدير للكليّة الوطنية للفنون (1958–1961). أثناء دراسته في الكليّة، عرّف شاكر علي أخلاق على كلاسيكيات الأدب الإنجليزي والأوردو لإثراء ممارسته الفنية. في عام 1963، عام بعد تخّرجه، انضمّ أخلاق إلى قسم الفنون الجميلة في الكليّة كمحاضر وبدأ بتعليم الرسم. حصل على منحة المجلس الثقافي البريطاني لبرنامجين للدراسات العليا في الطباعة في كلية هورنسي للفنون (1966–1967) والكلية الملكيّة للفنون بلندن (1968–1969). عمّقت إقامته في لندن معرفته بالممارسات الفنية في عالم الفن الغربي، وطور اهتماماً متّقداً بالدراسة الدقيقة لملفات المنمنمات الفارسية والمغولية في متحف فيكتوريا ألبرت والمتحف البريطاني. بعد حصوله على دراساته العليا، سافر أخلاق كثيراً في أوروبا وعمل أيضاً مع الفنان الهندي كريشنا ريدي (1925–2018) في المرسم الهامّ 17 لستانلي هايتر (1901–1988) في باريس.
في أعماله المبّكرة، استخدم أخلاق الألوان الزيتيّة على القماش واللوح الخشبي. بعد عودته إلى باكستان عام 1969، استأنف مهام التدريس في الكليّة الوطنيّة للفنون ووسّع تجاربه لتشمل وسائط ومواد مختلفة، بما في ذلك الطباعة الحجرية والحفر المعدني والرسم بالحبر والرسم الأكريليك. إلى جانب استكشاف الوسائط في عمله الجديد، صارت دراسة رسوم المخطوطات الهندية التقليديّة فكرةً مهيمنةً على استكشافات أخلاق للمساحة ثنائية الأبعاد في لوحاته إلى جانب التجريد. لقد اختار خصائصَ شكليّة محدّدة من رسوم المنمنمات ووظّفها في عمله، مثل الإطار داخل الإطار، والأطراف المزخرفة، وتعدد المنظورات. ظهرت الشبكات والأشكال الهندسية كموضوع ثابت ومرادف للعمارة الإسلاميّة والخط والتجريد لبيت موندريان. تشمل بعض العناصر المتكررة في لوحاته الغيوم والشخصيات النسائيّة والأيدي والجبال وغيرها من الزخارف الشعبيّة والتقليديّة. يعد استخدام أخلاق للخطوط سمة مميزة لمحفوراته ورسومه، معطياً انطباعاً بالحروفيّة على وجه التقريب. ليس لهذه الأشكال الخطيّة معانٍ دينية أو محدّدة، إنها استكشافات للاستخدام الجمالي للخط وميزاته. كان استخدام أخلاق للألوان في لوحاته انتقائياً وقد سادَ عليها اللونان الأبيض والأسود. ذكرَ أن المكونات الأساسية للوحة هي اللون والخط والبعد والتوازن والتركيب الناجم عن هذه العناصر. اجتماعها يخلق شعوراً أو تأثيراً لا يوصف بالكلمات، ومحاولة القيام بالأمر ليست من وظيفة اللغة.
عام 1987، التحق أخلاق بمعهد يال للموسيقا الدينيّة والدين والفنون بجامعة يال بالولايات المتحدة الأميركية بمنحة فولبرايت، وأنجزَ دراسات ما بعد الدكتوراه. خلال تلك الفترة، حضَرَ ورشات عمل للطباعة، وعرض أعماله مع زوجته الخزّافة شهرزاد علم (1948–2022). عام 1989، عاد إلى باكستان ليستأنف عمله في التدريس في الكليّة إلى جانب عمله في الاستوديو الخاص به. بين عام 1976 ووفاته المأساويّة عام 1999، تولى العديد من التكليفات لمشاريع عامّة وخاصّة.
خلال أحد معارضه عام 1991 في غاليري زيجورات في كراتشي، باكستان، أفصحَ أخلاق: "اللوحات المعروضة لم تكن سوى مجرّد لوحات. ليس من الضروري أن تُفسّر اللوحات، لقد كانت ما تظهر عليه للمشاهد." غير أنّ أعماله تعكس في كثير من الأحيان الظلم الاجتماعي والاضطرابات السياسية في المجتمع الباكستاني، مع دمج الجماليات الحداثية الغربية مع تلك من جنوب آسيا.
لا يزال أخلاق واحداً من أكثر الفنانين تأثيراً في باكستان، حيث أصبح عمله نقطة انطلاق لجيل الشباب من الفنانين في باكستان الذين يحملون تعاليمه عبر تجاربهم الفنية. عدد قليلٌ من بين طلابه الموهوبين من باكستان معروف الآن على المستوى الدولي، من ضمنهم رشيد رانا، وشازيا سيكندر، وعلي رضا، وريشام سيد.
عرض أخلاق أعماله على المستوى الوطني والدولي، وهي موجودة في مجموعات متحف ماريتيم باكستان (كراتشي، باكستان)، وتاربيلا دام (خيبر بختونخوا، باكستان)، والمكتبة الوطنية الفرنسية (باريس، فرنسا)، ومتحف فالراف ريتشارتز (كولونيا، ألمانيا)، والمكتبة الملكية البلجيكية (بروكسل، بلجيكا)، والمجلس الثقافي البريطاني (لندن، المملكة المتحدة)، ومتحف هيروشيما للفنون (هيروشيما، اليابان)، والغاليري الوطنيّة للفن (إسلام أباد، باكستان)، والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة (عمان، الأردن) ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، وسفارات باكستان في بنغلادش والهند وماليزيا.