tbc

أحمد بن إدريس اليعقوبي

بقلم تينا باروتي

Ahmed ben Driss el Yacoubi

أحمد بن إدريس اليعقوبي

مولود في 1928 في فاس، المغرب

مُتوفى في 25 ديسمبر 1985 في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية

المشاركة مع صديق

نبذة

كان أحمد بن إدريس اليعقوبي (1928-1985) فناناً بصرياً وقاصاً مغربياً ذاتي التعلّم. عُرف كرائد في الحداثة والتجريد في بلده. متأثراً بشدة بتقاليد عائلته العلاجية الصوفية، تميزت أعماله بصورية سوريالية وخيالية غالباً ما مزجت بين الأشكال البشرية والحيوانية.

على الرغم من تهميشه في المشهد الفني المغربي، كان اليعقوبي شخصية بارزة في معرض "إنترزون" الدولي في طنجة. وقد عرّفه راعيه الرئيسي، المؤلف بول بولز، بشخصيات "جيل بيت" ونظم له معارض دولية. متدرّباً على الرسم الزيتي على يد فرانسيس بيكون، اكتسب اليعقوبي رعاة مؤثّرين منهم بيغي غوغنهايم. انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1966، وحقق شهرة واسعة بعد وفاته، حيث تُعرض أعماله الآن في مجموعات فنية رئيسية مثل تلك الموجودة في متحف نيويورك للفن الحديث (MoMA) ومجموعة بيغي غوغنهايم.

tbc

أحمد يعقوبي،رجل مع أغراضه، بدون تاريخ، وسائط مختلفة على قماش، 30.9 × 40.9 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

السيرة الذاتية

كان أحمد بن إدريس اليعقوبي (1928–1985)، المعروف شعبيّاً بأحمد اليعقوبي، فنّاناً بصريّاً مغربيّاً علّم نفسه بنفسه وكان راوياً. ولد في حيّ الكدان في فاس، وكان اليعقوبي "شريفاً" منحدراً على حدّ زعمه من جهة الأب والأمّ من سلالة النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم. هو ينحدر من عائلة من الفقهاء الذين مارسوا أشكال العلاج البديل والطب التقليديّ. دامَ احتكاكه المبكّر مع مهنة عائلته طوال حياته، وظلّ محافظاً على رسوخه في التصوّف.

على الرغم من أن اليعقوبي كان شخصية غير مشهورة في المشهد الفنيّ المغربيّ عندما كان على قيد الحياة، ويرجع ذلك جزئياً إلى طول الفترات التي قضاه في الولايات المتحدة، فهو أحد الرسامين المؤسّسين للحداثة في المغرب، ورائد التجريد في البلاد. جعل مكانه خارج الأوساط الفنية الأكاديمية من الصعب تصنيف أعماله، حتى أن بعض النّقاد قد صنّفوها على أنها "الفن الخام (البرّ)" أو "الفن العفوي (الفطريّ)". وقد عرّف بول بولز عمل اليعقوبي على أنّه "تجريد طبيعيّ"، لأن منهجه كان عفوياً ومجرداً في الوقت ذاته.

في حين أنّه كان مهمّشاً داخل الأوساط الفنيّة المغربيّة في منتصف القرن العشرين، كان اليعقوبي جزءاً من شبكة دولية من الفاعلين الثقافيين الذين عاشوا وعملوا في طنجة عندما كانت منطقةً دوليةً (1923– 1956). وفي بيئة تحرريّة نسبياً من طنجة يشار إليها في الخمسينيات والستينيات باسم "Interzone المنطقة البينيّة"، حيث طوّر اليعقوبي علاقات ديناميكية مع الفنانين والموسيقيين والكتاب مما يُدعى "جيل بيت Beat Generation" مثل ويليام س. بوروس وترومان كابوت وألن جينسبيرغ وبريون جيسين وجاك كيرواك وزملائهم الفنانين المغربيين الذين علّموا أنفسهم بأنفسهم مثل محمد حمري ومحمد مرابط وغيرهم. كان المؤلف والملحّن والمترجم الأميركي بول بولز شريكه الرومانسيّ المفترض وأكبر مناصريه والذي التقى اليعقوبي لأوّل مرة في فاس عام 1947 أثناء كتابته "السماء الواقية - The Sheltering Sky" (1949). كثيراً ما سافر اليعقوبي وبولز معاً، حيث قدّم الأخير اليعقوبي إلى الأثرياء ذوي النفوذ، ونظّم له معارض دولية، وسجّل قصّصه صوتيّاً، والتي كان قد ترجمها من العامية العربية المغربيّة إلى الإنجليزية. كان من بين تلك القصص "الرجل والمرأة" (1956) و"الرجل الذي حلُمَ بسمكة تأكل سمكة The Man Who Dreamed of Fish Eating Fish "(1956) و"اللعبة The Game" (1961).

في عام 1951، نظّم بولز أوّل معرض فرديّ لليعقوبيّ في مكتبة "غاليمار" في طنجة (المعروفة اليوم باسم مكتبة كولون)، حيث بيعت 28 من لوحاته. وفي عام 1952، نظّم باولز معرضاً في غاليري "بيتي بارسونز" في نيويورك. كان بارسونز تاجراً فنيّاً بارزاً متخصّصاً في الفن الحديث. وكان مهتمًا بشكل خاص بالتعبيريّة التجريديّة وعرض لرسامين مثل جاكسون بولوك، ومارك روثكو، وبارنيت نيومان، وآخرين. خلال رحلة إلى تطوان وشفشاون، التقى اليعقوبي بالفنانين الأميركيين المعاصرين روبرت روشنبرغ وسي تومبلي اللذَين كانا يعملان ويسافران شمال المغرب في ذلك الوقت. في العام ذاته، سافراليعقوبي مع باولز إلى الهند وسيلان البريطانية (حالياً سريلانكا) لعرض أعماله الفنيّة، وقد عبرا من إيطاليا، حيث ظهرَ كلاهما في العمل التجريبيّ "8 × 8: سوناتا الشطرنج في 8 حركات 8 x 8: A Chess Sonata in 8 Movements." (1957) لهانز ريختر ومارسيل دوشامب وجان كوكتو. كان بولز واليعقوبي في البندقية بإيطاليا ضيوفاً لدى المقتني الأميركي بيجي غوغنهايم البارز اجتماعيّاً، والذي اشترى عدّة قطع من الفنان الشاب. في العام التالي أبحرا إلى الولايات المتحدة، حيث ثبّت اليعقوبي نفسه في مشاهد اجتماعية مختلفة، وظهر بشكلٍ متكررٍ في أعمدة الشائعات الاجتماعيّة في الصحف وصادقَ المشاهير والشخصيات الثقافيّة مثل مونتغمري كليفت وليبي هولمان وغلوريا فاندربيلت، وتينيسي ويليامز. عرضَ اليعقوبي أعماله على مدار حياته وسافر إلى أماكن عديدة من بينها هونغ كونغ، واليابان، وكينيا، وماليزيا، وسنغافورة، وإسبانيا، وزنجبار.

في عام 1958 التقى اليعقوبي في طنجة بالأميركيّة روث مارتن والتي أنجبت طفلتهما كريمة بعد فترة وجيزة. بحلول عام 1966 كان اليعقوبي قد استقرّ بشكل دائم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان لديه عليّة صغيرة في الجانب الشرقي الأدنى من مدينة نيويورك فوق نادي "مسرح لا ماما التجريبي"، تشاركها مع الفنانة كارول كانون حتى وفاته بسرطان الرئة عام 1985. في عام 1971، تم تحويل "ليلة ما قبل التفكير-The Night Before Thinking" لليعقوبي، والتي نُشرت في الأصل في مجلة إيفرجرين عام 1961، إلى مسرحيّة من قبل إلين ستيوارت مؤسسة نادي المسرح التجريبي لا ماما وقد أٌخرجت بواسطة أوزي رودريغيز بدعم من "معهد العالم الثالث لفنون المسرح" برنامج الدراسات. عُرضت المسرحية عام 1974 على مسرح وايت بارن في ويستبورت بكونيتيكت. وفي عام 1972 نشر اليعقوبي كتاباً للطبخ تحت عنوان "كتاب الطبخ الكيميائي: المطبخ العلمي المغربي Alchemist’s Cookbook: Moroccan Scientifiic Cuisine" حيث تألّف من 125 وصفة اعتمدت على تقاليد الكيمياء المغربية. تمّت كتابة الكتاب الذي ظهرت فيه رسوم توضيحية لمايكل كوتون وبريري برينس، في مزرعة زعيم حركة الثقافة المضادة الأميركية والتر بوارت ونشرته مطبعة أومين في توسكون بأريزونا.

بعد وفاته عام 1985، أصبحَ لليعقوبي شعبية ما بعد الموت، وازدادت قيمة أعماله مما أدّى إلى جدالات حادة ودعاوى قضائية بين العديد من الأطراف التي ادعت ملكيّة أعماله. عام 2009 استُخرج جثمانه وأرسل إلى المغرب حيث أُعيد دفنه في مقبرة المجاهدين بطنجة في جنازة ومراسم رفيعة تحت رعاية الملك محمد السادس.

TBC

أحمد يعقوبي، بورتريت في الدخان،1963، ألوان زيتية على قماش، 81.2 × 60.7 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

أحمد يعقوبي، مراكش، 1981، ألوان زيتية على قماش، 81.7 × 92.8 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

التحليل الشكلي

تذهب بعض المصادر إلى أن اليعقوبي كان يرسم صوراً لبول بولز وزوجته جاين بولز للمساعدة في إيصال معنى الكلمات العربية لهما بشكل أفضل. وتشير مصادر أخرى إلى أن جاين قد اعترفت لأوّل مرّة بموهبة اليعقوبي عندما خربشَ على قرطاسية الفندق. لقد أعجبت بلوحاته ووجدتها مشابهة لأعمال بول كلي. استخدم اليعقوبي الحبر الهندي الأسود طوال مسيرته الفنية لإنشاء رسومات عليها التبسيطيّة مع توظيف تصاوير خياليّة ومجرّدة وسورياليّة. مستخدماً مزيجاً من الخطوط والنقاط، وظّف اليعقوبي الشكل البشريّ وكذلك الأشكال الحيوانيّة، وغالباً ما دمج الاثنين معاً. يُعتقد أن رحلةً إلى متحف برادو في مدريد بإسبانيا، حيث تعرف اليعقوبي على هيرونيموس بوش، قد تركت أثرها على الأسلوب الفنيّ للفنّان الشاب. ظهرت رسومه على أغلفة الكتب والملصقات والنشرات.

في السيرة الذاتيّة التي كتبها ميليسنت ديلون عام 1980 لجاين بولز بعنوان "خطيئة صغيرة أصليّة - A Little Original Sin" اقتُبس اليعقوبي معترفاً لها بالفضل في تعريفه بالرسم كوسيط. بعد استخدامه سابقاً الباستيل والحبر، حصلَ اليعقوبي عام 1955 على مجموعته الأولى من اللوحات القماشية والألوان الزيتية من "وينسور ونيوتن" من لندن من قبل الفنان فرانسيس بيكون. كان بيكون يقضي كلّ صيف بين عاميّ 1956 و1961 في طنجة، وكان له استوديو صغير حيث سمحَ لليعقوبي، بناءً على طلب بولز، بمشاهدته أثناء العمل، وأرشده حول كيفيّة استخدام الألوان الزيتية، وذلك جعلَ اليعقوبي التلميذ الوحيد المعروف للفنان.

غالباً ما بلغت لوحات اليعقوبي الزيتيّة على القماش، مثل لوحة "بورتريه في الدخان Portrait in Smoke" (1963) التجريد الكامل. تستخدم لوحاته الألوان الداكنة بشكل أساسيّ وتبدو كأنها ذات سطح نسيجيّ بسبب الطبقات اللونية العديدة المشغولة. خلقت ضربات الفرشاة المرئيّة والمظهر السميك للون تركيبات تعبيرية مليئة بالطاقة والحركة، وقد وصف النقّاد أعماله بأنها "لمسيّة" أو أنها تنطوي على "الجنون والمباشرة". تقول الشائعات بأن اليعقوبي كان يعزف على الناي للوحاته من أجل "إحيائها". وصفَ بوروز أعماله الفنيّة بأنها "نافذة مفتوحة على الفضاء. وأنّ المرء لا ينظر إلى صوره، بل ينظر من خلالها."

أعماله اليوم مقتناة ضمن مجموعات كبرى مثل مجموعة بيجي غوغنهايم، ومؤسسة بارجيل للفنون، ومتحف الفن الحديث في نيويورك، الذي اقتنى لوحته "خاتم الملك سليمان" (1963) ومتحف الفن الحديث في باريس، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط.

معارض مختارة

معارض فردية

1989

معرض استعادي في نادي المسرح التجريبي لا ماما La Mama Experimental Theatre Club

1987

غاليري انترناشونال 52، نيويورك

1983

غاليري كامهي، ميامي، فلوريدا

1978

غاليري 410، نيويورك

غاليري le Savouroux، الدار البيضاء، المغرب

Casa Anfa، الدار البيضاء، المغرب

1977

غاليري جيروم، أسبنت، كولورادو، الولايات المتحدة الأميركية

1976

غاليري رايزينغ ناي، نيويورك

1971

1971 مركز توكسون للفنن، توكسون، أريزونا

1968

المكتبة الأميركية، طنجة، المغرب

الغاليري الوطنية باب الرواح، الرباط، المغرب

1966

غاليري بودلي، نيويورك

المركز الثقافي الأميركي، الرباط، المغرب

1963

بلدية كازينو، طنجة، المغرب

1961

مكتبة فرانسيسكا، الرباط، المغرب

1960

غاليري Populaire، الرباط، المغرب

1959

غاليري Barcinski، ريو دي جانيرو، البرازيل

المكتبة الأميركية، طنجة، المغرب

1958

قصر Venier dei Leon، مجموعة بيجي غوغنهايم، البندقية، إيطاليا

1957

غاليري هانوفر، لندن، انجلترا

1956

جناح دي لا مامونيا، الرباط، المغرب

1955

غاليري كاثي، هونج كونج

1954

غاليري بروفانس، طنجة المغرب

1953

كارامو هاوس، كليفلاند، أوهايو، الولايات المتحدة الأميركية

غاليري Weyhe، مدينة نيويورك، نيويورك (حالياً Mount Desert )

غاليري هيدجيرو، فيلادلفيا، بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأميركية

غاليري لونج ريدج، فيلادلفيا، بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأميركية

مسرح ويستبورت، ويستبورت، كونيتيكت، الولايات المتحدة الأميركية

مكتبة الكُتبيّة، مراكش، المغرب

1952

غاليري بيتي بارسونز، مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية

خدمة المعلومات في الولايات المتحدة (U.S.I.S.)، كولومبو، سيلان

غاليري كلان Clan، مدريد، إسبانيا

1951

مكتبة وكالة غاليمار، طنجة، المغرب

معارض جماعية

1965

المعرض العالمي، جناح المغرب، مدينة نيويورك، نيويورك

المعرض العام لفناني المغرب، قصر كريستال ديل ريتيرو، مدريد، إسبانيا

بينالي باريس الرابع، باريس، فرنسا

بينالي ساو باولو، البرازيل

1966

متحف الفن الحديث، نيويورك

معرض المقتنيات، متحف موما MoMA، نيويورك

2021

ثلاثية مغربية: 1950 – 2020، المتحف الوطني المركزي لفن الملكة صوفيا، مدريد، إسبانيا

كلمات مفتاحية

طنجة، المغرب، مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، عصامي (ذاتيّ التعلم، الرسم، التصوير الزيتي، المسرح، راوي القصص (الحكواتي).

المراجع

أحمد اليعقوبي: 1928-1985. https://www.francis-bacon.com/content/ahmed-yacoubi

أحمد اليعقوبي: السائح الغربي، التعديل الأخير في أبريل https://brooklynrail.org/2017/04/verbatim/Occidental-Tourist

العايدي، هشام، قصة أميركية للغاية، التعديل الأخير في يوليو https://africasacountry.com/2019/07/a-very-american-story

بلامين، فؤاد، أعمال أحمد بن إدريس اليعقوبي، عرض تقديمي، La Source du Lion، الدار البيضاء، المغرب، 12 ديسمبر 2008

كانون، كارول، سيرة ذاتية: أحمد اليعقوبي

غوغنهايم، بيجي، اعترافات مدمن على الفن Confessions of an Art Addict، مدينة نيويورك: هاربر كولينز Harper Collins، 1979

ليزنبي، كينيث، السيرة الذاتية لأحمد اليعقوبي

التازي، محمد، أحمد اليعقوبي، التعديل الأخير في في مايو

سرغيني، لطيفة، الحياة ما قبل التفكير Life Before Thinking: عن خطوات الرسّام أحمد اليعقوبي، إصدارات آرت ديف Art-dif، 2015

اليعقوبي، أحمد، كتاب طبخ الكيميائيين: المطبخ العلمي المغربيAlchemists’s Cookbook: Moroccan Scientific Cuisine، توكسون، أومين، 1972