tbc

أنور جلال شِمزا

بقلم إفتخار دادي

Anwar Jalal Shemza

أنور جلال شِمزا

أنور جلال شِمزه

من مواليد شيملا الهند عام 1928

متوفّى عام 1985 في ستافورد في إنجلترا

المشاركة مع صديق

نبذة

كان أنور جلال شمزا فناناً حداثياً بارزاً من جنوب آسيا ما بعد الاستعمار، تميّز باستخدامه المُجدد للتشكيلات الخطية العربية. بعد أن عانى من صدمة تقسيم عام 1947 وواجهَ أزمة وجودية في لندن بعد أن رفض أحد الأساتذة الفن الإسلامي باعتباره فناً وظيفياً بشكل بحت، شرعَ شمزا في رحلة بحث عن هويته في المنفى. ولتطوير أسلوبٍ تجريدي فريد، مزجَ بين مؤثرات بول كلي وتراثه، بما في ذلك العمارة المغوليّة والعمل بالسجاد الذي أدارته عائلته. تدمج تراكيبه المنظمة هندسة الدائرة والمربع مع الخطوط الانسيابية للخط العربي. أفضى هذا البحث للوجود الشتاتي بسلسلة «جذور» الأخيرة، التي تُجسد ببراعة معاناة النزوح. في هذه الأعمال، صوّر شمزا الجذور ليس باعتبارها مرتبطة بماهيتها، بل كنصوص وكعابرة للحدود القومية، متحدياً دين الحداثة الغربية غير المعترف به إزاء التقاليد الفنية غير الغربية.

tbc

أنور جلال شمزة، أسوار المدينة، 1961، غواش على لوح مقوى، 25 × 39 سم. مجموعة المتحف البريطاني. حقوق الطبع والنشر للصورة: ملكية أنور جلال شمزة.

السيرة الذاتية

أحد أهمّ الحداثيّين، يمثّل أنور جلال شِمزا جيلاً من الفنانين الذين برزوا في أعقاب إنهاء الاستعمار في آسيا وإفريقيا. يمكن أن يصنّف فنّه جنباً إلى جنب مع فنانين آخرين من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ممن نشروا رسوم الحروف العربية بطرق مُجدّدة منذ منتصف الخمسينات وصاعداً.

مولوداً في شيملا بالهند عام 1928، لعائلة كشميريّة بنجابيّة امتلكت عملها الخاص في السجّاد والتطريز العسكري، التحق شمزا بالمدرسة العليا في لاهور. بعد عامٍ جامعيّ قضاه في قراءة الفلسفة والفارسيّة والعربيّة عام 1944، انضم إلى مدرسة مايو للفنون في لاهور. وبعد تخرّجه عام 1947، أنشأ استوديو للتصميم في المدينة. في العام ذاته، أدّى تقسيم مستعمرة الهند إلى دول ما بعد الاستعمار في الهند وباكستان إلى مقتل العديد من أفراد عائلة شمزا. لقد أثّرت هذه التجربة المؤلمة بعمق على تكوينه لاحقاً. خلال أواخر الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات في لاهور، ارتبط شمزا بالمثقفين الأدبيّين الأوردييّن وكتبَ العديد من الروايات والمسرحيات الإذاعية في تلك الفترة. يظهر هذا التعرّض للمناقشات الأدبيّة والفنيّة في أعماله تالياً، تجاوباً مع كتابات راينر ماريا ريلكه وفنّ بول كلي، وفي اعتناقه للحداثة كممارسة عمليّة بطريقة منضبطة وصارمة جداً، والأهمّ من ذلك، في الدور الذي يلعبه كل من النصّ والحَرفيّة Lettrism في بناء التاريخ والذاكرة في أعماله. كان شمزا أيضاً مؤسّساً لدائرة لاهور للفن، وهي مجموعة مؤثّرة من الفنانين الشباب التي ضمّت بين أعضائها المؤسسين كلاً من شاكر علي وعلي إمام ومعين نجمي وأحمد برويز وشيخ سافدار، والذين خاضوا التجريب في الحداثة والتجريد خلال بدايات النصف الأول من الخمسينيات.

في عام 1956 انتقل شمزا إلى لندن للدراسة في مدرسة سليد للفنون الجميلة، كجزء من جيل الفنانين والمثقّفين من البلدان التي حصلت مؤخّراً على استقلالها من الإمبراطورية البريطانيّة. لدى وصوله إلى سليد، عانى شمزا من أزمة وجوديّة، لخّصها بوضوح في بيان كتبه عام 1963، والذي برَع في توضيح معضلات المنفى للعديد من فناني الشتات الآخرين في ذلك الوقت. كان الأمر الكارثيّ بالنسبة إليه اعتبارات المؤرخ الفني إرنست جومبريتش لفنون غير الغرب على وجه الخصوص. "في أحد المساءات، عندما كنت أحضرُ محاضرة أسبوعية في مدرسة سليد حول تاريخ الفن، تطرّق البروفيسور جومبريتش إلى الفصل الخاصّ بالفن الإسلامي فنّاً كان "وظيفي" [وفق لجومبريتش]…. [في وقت لاحق من ذلك اليوم] دمّرتُ لوحات ورسومات وكل ما يمكن تسميته "فناً".... كان الاضطراب ينقلني طوال اليوم من مكان إلى آخر، حتى وجدت نفسي في القسم المصري بالمتحف البريطاني. … لم يعد الجواب البدء من جديد فحسب، بل كان البحث عن هويّتي، من كنتُ؟ … كنت منفياً، بلا مأوى، بلا اسم." كانت أزمة شمزا الوجوديّة فنيّة وشخصيّة على حدّ سواء.

بالرغم من أنّ لندن كانت مدينةً مبهجة، إلّا أنها كانت منفّرةً بالقدر ذاته. خلال سنوات مدرسة سليد (1956–1960)، أصبح الكثير من فن بول كلي ـالذي يتميّز بشكل عامّ بأنه مساحة للتجريب الحداثيّ والحريّة وإمكانية نشر التجريد والهندسة والتكرار الزخرفي- المستمدّ من الفن الإسلامي، جوهريّاً لتطوره اللاحق. بدأ شمزا بصياغة أعمال تعتمد على حياته الشخصيّة ومعرفته المكتسبة والخبرة بأنماط السجّاد وأشكال الخطوط والهندسة المعماريّة المغوليّة في لاهور.

في عام 1957 التقى شمزا بماري تايلور وتزوّجا بعد ذلك بوقت قصير. وفي عام 1961 استقرّت العائلة بشكل دائم في انجلترا في منطقة ميلاندز قريباً من والديّ ماري. عرضَ شمزا على نطاق واسع في المملكة المتحدة وباكستان وعلى المستوى الدوليّ في المعارض الفرديّة والجماعيّة، لكن وجوده في الشتات كان حالة جوهريّة لم تنتهِ حتى وفاته المفاجئة عام 1985. كانت لندن منذ منتصف الخمسينيات وحتى منتصف الستينيات مركزاً هامّاً للفنانين من خلفيات متنوعة ممن صنعوا وعرضوا الأعمال الإبداعيّة. وإذ تمّ إدراج وضمّ أعمال العديد من الفنانين المعاصرين من المناطق المستعمرة رسميّاً تحت مسمّى "الكومنولث"، أتاح هذا المصطلح فرصاً للعرض.

بحثَ شمزا في العلاقة بين الممارسات البصريّة والنصيّة في تركيباته الحداثيّة، متّخذاً من الزخارف البصريّة الإسلاميّة والأشكال الخطيّة مرجعيّةً له. تكرّر استكشافه للعديد من الزخارف جدران المدينة والعمارة ولوحات الدارات الإلكترونيّة وزخارف الشطرنج وحرف الميم (وهو الحرف الأول في اسم النبي محمّد)- وغيرها. عبر تجريب الإجراءات التقنية المبتكرة، أدخلَ إلى العديد من الأعمال إشاراتٍ إلى الأقمشة والمنسوجات. لقد استخلص من تجاربه ممارسةَ شكليّة ممنهجة، اعتمد معظمها على الأشكال الهندسية والتي كان دورها توفير مجموعة محدودة ومرنة من لبنات البناء.

اعتُبر الكثير من أعمال شمزا من المرحلة المتوسّطة من حياته المهنيّة كمعالجة تشكيليّة للدائرة والمربّع بما يذّكر بالحرفين B وD في الأبجديّة اللاتينيّة. ومع ذلك، فإن الأبعاد الخطوطيّة في العديد من السلاسل، خصوصاً "جذور Roots"، أتت مرسومة انطلاقاً من الخطوط المتعرّجة للأبجديّة العربيّة أيضاً، في مغامرة نحو ما هو أبعد من التجريد الهندسيّ الصارم، مما خلق تشاحناً بين الكتابتين. كانت سلسلة "جذور" آخر مشاريعه الكبرى، هي التي استمرّ بإنجازها منذ العام 1977 حتى وفاته. من الناحية البنيويّة، غالباً ما جاءت في النصف العلوي من الصورة أشكالٌ وُرَيقيّة مُتخيّلة، بينما صوّرَ النصف السفليّ أشكالاً جذوريّة. تتبّع هذه الأعمال قلق تجربة الشتات عبر لغة رسميّة محدودة مبنيّة على الحروفيّة والتصميمات الزخرفيّة المستلهمة من السجّاد والمنسوجات الشرقيّة، ولربما تكون ذكرى لتجارة السجّاد التي كانت تمارسها عائلته في جنوب آسيا قبل التقسيم. تتّسم تلك الأعمال، ذات المقاسات الصغيرة، بسهولة نقلها، وتستحضر أعمالاً لفنانين آخرين تصارعوا مع احتمالات نقل الشكل الفني، في سياق المنفى والشتات. لقد وضَعت سلسلة "جذور" الصلات بين الزخرفة والحداثة على مِحكّ أزمة، مشيرةً على وجه الخصوص إلى أنّ الحداثةَ قد اتّكأتْ على فنون العالم غير الغربيّ اتكاءً جوهرياً لم تعترفْ به كبرى المؤسّسات الغربيّة إلا مؤخّراً. علاوة على ذلك، فإن جذور الأشكال النباتيّة في تراكيب شمزا النصيّة والحَرْفيّة، تقترح أن عودة المرء إلى جذوره لم تعد ممكنةً على أساس الدم أو التربة أو الانتماء القومي، بل إن الجذور نفسها أصبحت الآن عابرة للقوميّات في قيمتها التاريخية والمعاصرة.

txt

رسالة حب، أنور جلال شمزا (1962). زيت على لوح صلب. مجموعة تيمور حسن. بإذن من ملكية صالة عرض أنور جلال شمزا. الصورة بإذن من همايون ميمون.

معارض مختارة

معارض فردية

2015

BP Spotlight، غاليري تيت بريطانيا، لندن، المملكة المتحدة

رسم وطباعة وكولاج، غاليري جهافيري كونتمبريري، لندن، المملكة المتحدة

2010

المشهد البريطاني، غاليري جرين كارداموم، لندن، المملكة المتحدة

2009

تجريد الحروفيّة، غاليري جرين كارداموم، لندن المملكة المتحدة

2006

غاليري زهور الأخلاق، المدرسة الوطنيّة للفنون، مدرسة لاهور وباكستان للفنون، راولبندي

1997

متحف وغاليري برمنغهام، برمنغهام، المملكة المتحدة

1987

غاليري بلايهاوس، كانبيرا، أستراليا

1985

جذور، غاليري إندوس، كراتشي، مركز الحمرا للفن، غاليري مجلس لاهور وباكستان للفنون، إسلام آباد وبيشاور، باكستان

1972

متحف اشموليان، أوكسفورد، المملكة المتحدة

1967

معرض خمس وعشرين لوحة، مركز الحمرا للفن، غاليري مجلس لاهور وباكستان للفنون، كراتشي، باكستان

1966

معهد الكومنولث، لندن، المملكة المتحدة

1963

لوحات، رسوم 1957–1963، متحف غولبنكيان للفن الشرقي والآثار، دورهام، المملكة المتحدة

1962

معرض للوحات والرسوم، مركز الحمرا للفن، لاهور، باكستان

1961

معرض للوحات شمزا، غاليري مجلس لاهور وباكستان للفنون، كراتشي، باكستان

1960

لوحات، غاليري وان، لندن، المملكة المتحدة

لوحات ورسوم ومحفورات، مركز الحمرا للفن، لاهور، باكستان

1987

أنور وماري شمزا، غاليري بلايهاوس، كانبيرا، أستراليا

1959

رسوم ولوحات، أنور جلال شمزا، مركز نيو فيجن، لندن، المملكة المتحدة

1956

لوحات باكستانية لأنور جلال شمزا، جامعة البنجاب، لاهور، باكستان

معارض جماعية

2022

Radical Landscapes، تيت ليفربول، ليفربول، المملكة المتحدة

2019

Leaving the Echo Chamber، بينالي الشارقة الرابع عشر، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

2018

حداثيّو جنوب آسيا 1953–1963، غاليري وايتورث، مانشستر، المملكة المتحدة

2016

ما بعد الحرب: الفن بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي 1945–1965، متحف هاوس دير كونست، ميونيخ، ألمانيا

2014

Burning Down the House، بينالي غوانغجو العاشر، غوانغجو، كوريا الجنوبيّة

مسارات: القرن 19–21، صنعة الطباعة في باكستان والهند، متحف الشارقة، الشارقة للفن، الإمارات العربية المتحدة

2012

هجرات: رحلات إلى الفن البريطاني، غاليري تيت بريطانيا، لندن، المملكة المتحدة

2011

Drawn from Life، غاليري أبوت هول للفن، كاندال، المملكة المتحدة

2000

Pakistan Another Vision، غاليري بروني، لندن، غاليري هدرسفيلد للفن، هدرسفيلد، غاليري أولدهام للفن، أولدهام، غاليري فيكوريا وهوتباث، باث، المملكة المتحدة

1999

Typo، غاليري إيكون، برمنغهام، المملكة المتحدة

1989

الحكاية الأُخرى: الفنانون الإفريقيون-الآسيويّون في بريطانيا ما بعد الحرب، غاليري هايوارد، لندن، غاليري مدينة ولفرهامبتون، ولفرهامبتون، غاليري كورنرهاوس، مانشستر، المملكة المتحدة

1986

ترينالي الهند السادس، نيودلهي، الهند

1972

بينالي الحفر الدولي الثالث، غاليري الفنون الدوليّة، نادي الطباعة، بيونس آيرس، الأرجنتين

1971

East Comes West، غاليري ومتحف مدينة برادفورد للفن، برادفورد، المملكة المتحدة

1970

المعرض الدولي الثالث للرسوم الأصليّة، غاليري مودرنا، ريييكا، يوغسلافيا

البينالي الدولي الثاني للحفر، غاليري الفنون الدوليّة، نادي الطباعة، بيونس آيرس، الأرجنتين

1969

أنور جلال شمزا ور سيلفستر، لوحات ومطبوعات ومطليّات ونقوش، معهد الكومنولث، إدنبرة

1965

بينالي الكومنولث الثاني لفن التجريد، معهد الكومنولث، المملكة المتحدة

معرض لوحات أربعة فنانين من الكومنولث، قاعة مدينة تشستر، تشستر، المملكة المتحدة

1964

معرض البينالي الدولي الرابع للمطبوعات في طوكيو، المتحف الوطني للفن الحديث، طوكيو، اليابان

1963

المعرض الدولي للفنون الغرافيك، غاليري مودرنا، ريييكا، يوغسلافيا

Graphische Sammlung، ألبرتينا، فيينا، النمسا

1962

معرض البينالي الدولي الثالث للمطبوعات في طوكيو، المتحف الوطني للفن الحديث، طوكيو، اليابان

معرض لوحات: أنور جلال شمزا وماري كاترينا، جمعية الفن المعاصر، روالبندي، باكستان

1960

معرض فنانيّ الكومنولث، غاليري وودستوك، لندن، المملكة المتحدة

New Paintings for Collectors، غاليري وان، لندن، المملكة المتحدة

1959

المعرض الأوّل لفناني الكومنولث الشباب، جمعية الكومنولث الملكيّة وغاليري وودستوك، لندن، المملكة المتحدة

1958

خمسة رسامين معاصرين من باكستان، غاليري وودستوك، لندن، المملكة المتحدة

1955

موين وإمام وشمزا: دائرة فنّ لاهور، مركز معلومات الولايات المتحدة، موري

باكستان معرض جماعي لدائرة لاهور للفنون، ديفيجينال أوديتوريوم، لاهور، باكستان

المراجع

أحمد، آنا مولكا، أنور جلال شمزا، لاهور: جامعة البنجاب، 1956

عقيل، شافعي، Cār jadīd muṣavvir: Ahmad Parvez, Sayyid Ali Imam, Anwar Jalal Shemza, Qutub Shaikh، كراتشي: أكاديميّة Bāzyāfat، 2006

آرايين، راشد، الحكاية الأُخرى: الفنانون الإفريقيون-الآسيويّون في بريطانيا ما بعد الحرب، لندن: غاليري هايوارد Hayward، 1989

دادي، افتخار (تحرير)، أنور جلال شمزا، لندن: Ridinghouse، 2015

إنويزور، أوكوي، كاتي سيجل، وأولريش ويلمز (تحرير)، ما بعد الحرب: الفن بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي 1945–1965، نيويورك: Prestel، 2017

هاشمي، سليمة، وسامينا إقبال (تحرير)، نايا دور: شاكر علي ودائرة لاهور الفنية، لاهور: منشوراتSang-e-Meel، 2017

ميرسر، كوبينا، أطول رحلة: فنانو الشتات السود في بريطانيا، تاريخ الفن 44 العدد 3 (2021): ص 482–505

شمزا، ماري، أنور جلال شمزا: بحثٌ عن هويّة ثقافيّة، ثيرد تكست 3 العدد 8 و9 (سبتمبر 1989): ص 65–

صدّيقي، عايشة، Shemza: The Lahori Artist who Juggled Symbols، في لاهور: لوحات، جداريّات وحروفيّة، حُرّر بواسطة بربارة شميتز، مومباي: منشورات Marg، 2010