tbc

الشعيبية طلال

بقلم فريد الزاهي

Chaibiya Talal

الشعيبية طلال

مولودة عام 1929 في اشتوكة، المغرب

متوفّاة في 4 فبراير 2004 في الدار البيضاء، المغرب

المشاركة مع صديق

نبذة

ولدت الشَعيبيّة عام 1929 في قرية اشتوكة غرب المغرب، وتعدّ من أبرز فنانيّ المغرب. سطع نجم الفنانة المغربية الشعيبية طلال التي تعلمت ذاتياً بشكل غير متوقع. انطلقت مسيرتها الفنيّة العالميّة بعد أن عَرَضت في باريس عام 1966 إلى جانب فنانين بارزين مثل باية. طوّرت الشعيبية أسلوباً فريداً وحيويّاً مستوحى من الحياة اليومية والطفولة والطبيعة، مع التركيز على الوجوه المعبّرة والحركة بألوان أساسيّة جريئة. ورغم مقارنتها بحركة الكوبرا، إلّا أنّ فنها نابع بشكل خالص من خيالها. حافظت بثبات على منظورها وأصبحت ذات تأثير حتى وفاتها عام 2004.

tbc

شعيبية طلال، نساجات شتوكة، 1987، ألوان زيتية على قماش، 130 × 195.5 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

شعيبية طلال، حديقة، 1971، ألوان زيتية على قماش، 48.8 × 64 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

شعيبية طلال، امرأة جالسة، 1973، ألوان زيتية على قماش، 63 × 78.8 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

السيرة الذاتية

لم يكن أحد يتوقّع أن تحتل امرأة أميّة عصاميّة مثل الشعيبيّة طلال هذه المكانة الفنية المرموقة محليّاً وعالميّاً. قبل ذلك، كانت مريم مزيان ذات الأصول البورجوازية، المغربية الوحيدة التي سبقتها إلى الدخول إلى الفن. تزامنت تجربة الشعيبيّة الفنيّة مع الحركة الفنيّة المغربيّة الشابة التي كانت تسعى جاهدةً إلى التخلّص من الآثار الثقافيّة والبصريّة للاستعمار. ما جعلها مع مجموعة فنانين عصاميّين آخرين عرضةً للهجوم من قِبَل فناني مدرسة الدار البيضاء، أمثال فريد بلكاهية (1934–2014) ومحمد المليحي (1936–2019) ومحمد شبعة (1935–2013)، الذين اعتبروا هؤلاء الفنانين الفطريين مجرّد مظاهر للاستعمار الجديد. بيد أن هذا الموقف سيتغير جذريّاً بعد سنوات قليلة، إذ سيدفع دخول الشعيبية إلى الفن بالكثيرات إلى ارتياد هذه التجربة، كفاطمة حسن (1945–2010) وبنحيلة الركراكية (1940–2009) وفاطنة الغبوري (1924–2012) وغيرهن.

ولدت الشعيبية طلال في قرية اشتوكة في غرب المغرب، ولم تتح لها فرصة الالتحاق بالمدرسة. وكعادة سكان البوادي، زوَّجتها عائلتها لرجل عجوز من جنوب المغرب وهي ما زالت في الثالثة عشرة من العمر. لسوء الحظ، توفي زوجها بعد عامين في حادث سير، مخلّفا لها ابناً اسمه الحسين.عزَفت الشعيبية عن الزواج مرة ثانية رغم جمالها، وفضّلت العمل في خدمة البيوت والاكتفاء بتربية ابنها الوحيد الذي سيغدو فنّاناً معروفاً.

أظهر ابن الشعيبيّة، الحسين طلال، موهبةً في الرسم منذ نعومة أظفاره، ولقد امتلك استوديو خاصاً به، ومن المرجّح أنّه كان سبباً مباشراً في تأجيج رغبة الشعيبيّة في الرسم. تروي الشعيبية عن دخولها إلى عالم الفن كحكاية أشبه بالأسطورة. فقد جاءها في الحلم، وهي ابنة الخامسة والثلاثين، رجال مدثَّرون بالأبيض ليمنحوها الفراشي والأصبغة، وقد أوحوا لها بأنه من الآن فصاعداً سيتم إطلاق العنان لبراعتها الفنيّة من خلال ممارسة الرسم. فخرجت في اليوم التالي رفقة ابنها واقتنت علباً من الأصبغة العادية التي تُستعمل في طلاء الأبواب وشرعت في الرسم، قبل أن تقتني الألوان الزيتية وتستعملها.

وكان أن زارها يوماً الناقد الخبير في الفن المغربي بيير غوديبير (1928–2006) برفقة الفنانَين المغربيَّين المعروفَين آنذاك أندريه الباز (1934–) وأحمد الشرقاوي (1934–1967) فأطلعتهم على أعمالها. ومنذ ذلك الحين، أصبح لغوديبير دور فعّال في مساعدتها لعرض أعمالها الفينّة. وقد حظي أوّل معرض لها في باريس عام 1966 بحفاوة باهرة. على ملصق هذا المعرض، ظهرت الشعيبية كشابة خجولة كأنها خارجة لتوّها من عمق الصحراء المغربيّة.

توالت معارض الشعيبيّة، وحظيت أعمالها باهتمام كبرى المتاحف المتخصّصة في الفن الفطري والفن الخام. تعاقدت معها صاحبة غاليري "لوي دو بوف" (L'œil de Boeuf) في باريس فأصبحت أعمالها تُعرض هناك بشكل موسميّ. وما هي إلا سنوات قليلة حتى باتت الشعيبية من أهم الفنانين المغربيين الأحياء، وأصبحت ظاهرةً فريدةً في الفن العربي إلى جانب باية محي الدين (1931–1998) وفخر النساء زيد (1901–1991). عُرضت أعمال هذا الثالوث النسائي وباحتفاء في معهد العالم العربي في باريس عام 1990. كما كرّست العديد من المجلات العالميّة مقالات عنها وتصدَّرت صورتُها أغلفتها.

اشتهرت الشعيبيّة بأسلوبها الفريد في معالجة موضوعاتها التي استلهمتها من الحياة اليوميّة والذاكرة الطفوليّة والطبيعة. وفي حين رُبطت أعمال باية الجزائرية بالسوريالية، نُسبت أعمال الشعيبيّة إلى حركة كوبرا (Cobra) التي عُرفت باستلهامها من الفنون الشعبية. غير أن أسلوب الشعيبية لم يكن يهدف إلى خلخلة المعطيات الفنيّة الراسخة، إنما قد انبثق عن مخيلتها وأحاسيسها المباشرة. من ثمّ، فإن ذلك التقارب الملحوظ قد تمَّ بمحض الصدفة، إذ أن فناني حركة كوبرا ابتكروا فنّهم من خلال الرغبة والإرادة والإدراك والغاية. أما ما خرج من أنامل الشعيبيّة فقد كان تعبيراً عن أحاسيسها ومخيلتها الخصبة (حسب ما أسرَّت إلى صديقتها عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي (1940–2015)) زخرت أعمالها الفنيّة بألوان شقائق النعمان وجمال زهور الأقحوان التي كانت تصنع منها في صباها تيجاناً تتزيَّن بها.

خلافّاً للفنانين الفطريّين من معاصريها، ركّزت لوحات ورسومات الشعيبيّة بشكل أساسيّ على الوجوه والحركات بعيداً عن المحاكاة التبسيطيّة. لقد ركّزت على العناصر المركزيّة في المشاهد مع تجاهل التفاصيل، لتصوغ بذلك جوهر اللوحة في حركة متناسقة موحّدة. لذا تبدو أعمالها أشبه بسلسلة كبيرة لا تنتهي من اللوحات التي تتقاطع شخصياتها ووجوهها وكأنها أُنجزت في وقت واحد. لم تكن مهتمّة بمزج الألوان والتظليل المعقد، بل حافظت على الألوان الأساسيّة المطبوعة في ذاكرتها وكيانها. وقد أكدّت هذا "الاختيار" قائلةً: "أنا أكرّر نفسي. لكن ذلك أمر مهمّ. أنا فنانة تلوينيّة. ألواني تعبّر عن الحياة والطبيعة. أنا لم أتغيّر قط."

ظلت الشعيبيّة طيلة حياتها الفنية وفيّة لعالمها ولأسلوبها الفني تنهله من مَعين تجربتها ورؤاها وأحلامها ومحيطها. يتفرّد عالمها مثل جزيرةٍ مستقلة ضمن المشهد الفنّي المغربي والعربي. فهو الوقت ذاته بسيط يكشف عن خيال وقّاد، ومعقّد بتحديه حتى أمهر تقنيات الصياغات الجاهزة. وبهذه الشخصية الاستنثائية، أضافت الشعيبيّة على الفنين المغربي والعربي بعداً عالميّاً متميزاً. ولشعبيّتها، خلّدت السينما المغربية ذكراها من خلال فيلم سيرة ذاتيّة تناول حياتها وشبابها وصدر عام 2015.

كرّست الشعيبيّة نفسها لممارسة الفنّ حتى آخر حياتها. وفي فترة مرضها الأخير، احتفَت بها قاعة باب الرواح الوطنية في معرض استعادي كبير شهد من خلاله الناس ارتجاف أناملها. كانت تلك هي آخر لوحاتها قبل أن توافيها المنيّة في 2 أبريل 2004 في الدار البيضاء.

معارض مختارة

معارض فردية

2006

الشعيبية أم الفنون في المغرب، فضاء الفن في سوسيتي جينرال، الدار البيضاء، المغرب

2004

معرض فردي في القاعة الوطنية باب الرواح، الرباط، المغرب.

1991

غاليري فريدريك دامغارد، الصويرة، المغرب

1989

غاليري لوي دو بوف، باريس، فرنسا

1987

غاليري رالي كونتمبرري، كارولينا الشمالية، الولايات المتحدة الأميركية

1986

غاليري لو كاريه نوار، سويسرا

غاليري دواليز، الدار البيضاء، المغرب

1984

المعهد الفرنسي، أثينا، اليونان

1983

غاليري ابتسام، تونس العاصمة، تونس

1982

غاليري ألف باء، الرباط، المغرب

1981

مؤسسة خوان ميرو، برشلونة، إسبانيا

1979

المركز الثقافي مونموريون، باريس، فرنسا

1975

غاليري لوي دو بوف، باريس، فرنسا

1974

غاليري لوي دو بوف، باريس، فرنسا

1971

دار أميركا، الدار البيضاء، الرباط، مراكش، فاس، طنجة، المغرب

1966

معهد غوته، الدار البيضاء، المغرب

معارض جماعية

2020

Taking Shape: التجريد في العالم العربي، خمسينيات وثمانينيات القرن العشرين، معرض متنقل، مؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة.

2018

الحداثات العربية، معهد العالم العربي، باريس، فرنسا

2003

Arts actuels، متحف لاباليس، فرنسا

المنتدى السادس للفنون التشكيلية، إيل دو فرانس

1999

ذا أوتسايدر آرت فير، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية

غاليري لي كاتر كوان، لاباليس، فرنسا

متحف de l’Art en Marche، لاباليس، فرنسا

1996

ثلاثة رسامين من المغرب: مليكة أكوزناي، الشعيبية طلال، أمينة بن بوشة، المتحف الوطني للمرأة في الفنون، واشنطن العاصمة، الولايات المتّحدة الأميركيّة

1993

متحف الإيفيب، كاب داغد، فرنسا

معرض توندو اليوم، متحف سانت إنغبرت، ألمانيا

معرض رواد الفن الخام ضمن مجموعة نوڤ أنڤنسيون، متحف الإليزيه، لوزان، سويسرا

المتحف الوطني بواشنطن، الولايات المتحدة الأميركية

1990

معرض نوڤ أنڤنسيون، المعهد السويسري، نيويورك، الولايات المتّحدة الأميركيّة

معهد العالم العربي، باريس، فرنسا

1989

غاليري كاريه نوار، سويسرا

1988

معارض في أوستند، بروكسل ولييج، بلجيكا

غاليري آنا إيزاك، بيفرلي هيلز، الولايات المتحدة الأميركية

متحف إيكسل، بلجيكا

متحف الفن المعاصر في باريس، فرنسا

معرض "خمس فنانات مغربيّات"، غاليري ذا أفريكان أنفلونس، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية

1986

Les Indomptés de l’art، بيزانسون، فرنسا

متحف غارنڤيل، فرنسا

بينالي هافانا الثاني، كوبا

معرض ثلاثة عشر فناناً معاصراً، أوتيل المنصور، الدار البيضاء، المغرب

متحف البطحاء، فاس، المغرب

1985

المعهد الفرنسي، برشلونة، إسبانيا

معرض المرأة والبحر المتوسط، غاليري لوي دو بوف، باريس، فرنسا

صالون مايو، القصر الكبير، باريس، فرنسا

معرض تسعة عشر فناناً من المغرب، متحف المركز الوطني للفن المعاصر، غرونوبل، فرنسا

غاليري ليمونير، إسبانيا

تسعة عشر رساماً من المغرب، متحف الفنون الإفريقية والأوقيانية، باريس، فرنسا

1982

غاليري ألف باء، الرباط، المغرب

متحف كاني سور مير، فرنسا

1981

غاليري لوي دو بوف، باريس، فرنسا

1980

غاليري لوي دو بوف، باريس، فرنسا

غاليري ابتسام، تونس العاصمة، تونس

غاليري إنجل، روتردام

آرت 80، باريس، فرنسا

معرض في العراق

1978

المركز الثقافي الكوريچرافي، باريس، فرنسا

1977

صالون مايو، متحف الفن الحديث، باريس، فرنسا

صالون الواقعيّات الجديدة، باريس، فرنس

معرض جماعي في البرازيل

1976

بينالي الفن، مونتون، فرنسا

البينالي العربي الثاني، الرباط، المغرب

1974

غاليري إيڤان سبنس، إيبزا، إسبانيا

صالون Réalités Nouvelles باريس، فرنسا

1973

غاليري L’œil de Bœuf (CIPAC) باريس، فرنسا

1970

المدرسة المغربية، كوبنهاغن

1969

كونستهكابينت، فرانكفورت، ألمانيا الغربية

1966

غاليري سولستيس، باريس، فرنسا

صالون Surindépendants، متحف الفن الحديث، باريس، فرنسا

كلمات مفتاحية

الفن الحديث، الفن الخام، الفن التشكيلي المغربي، حركة كوبرا، التلوينية

المراجع

لسجلماسي، محمد، فن التصوير المغربي، باريس: منشورات أرتو، 1972

فلامان، ألان، نظرة على فن التصوير في المغرب، الدار البيضاء: شركة النشر والتوزيع المدارس، 1983

خليل مرابط، فن الرسم والهوية، باريس: لارماتان، 1987

السجلماسي، م وخطيبي، أ، الفن المعاصر في المغرب، باريس: دار آ. سي. إر.، 1989

حسني، نهى، وآخرون، ثلاث فنانات: باية، الشعيبية، فخر النساء، باريس: معهد العالم العربي، 1990

مرايني، توني، كتابات عن الفن، الرباط: دار الكلام، 1990

الخطيبي، ع.، الفن العربي المعاصر، باريس: معهد العالم العربي، 2001

الزاهي، فريد، من نظرة إلى أخرى D’un regard, l’autre: الفن ووسائطه في المغرب، الرباط: مرسم، 2006

قراءات إضافية

مورين، ميشيل، Fleur de Henné، باريس: لارجانييه، 2005