TBC

عفّت ناجي

بقلم نادين عطالله

Effat Naghi

عفّت ناجي

مولودة في الإسكندريّة بمصر عام 19051

متوفاة فيها في 3 أكتوبر 1994

المشاركة مع صديق

نبذة

كانت عفت ناجي فنانة مصرية مؤثرة من عائلة إسكندريّة مرموقة، وهي شقيقة محمد ناجي. تلقت دروساً فنية خاصة قبل أن تتلقى تدريباً رسمياً في روما (فيراتزي) وباريس (لوت). متأثرة بشكل كبير بالتراث الفرعوني، والتقاليد الشعبية المصرية، وعلوم الغيب، التي غالباً ما استكشفتها مع زوجها الفنان سعد الخادم تطور أسلوبها من الموضوعات الكلاسيكية إلى تراكيب هندسية مميزة. دمجت ناجي الرموز وعناصر جاهزة، وصنعت أعمالًا خشبية ملوّنة، منها سلسلة فنية بارزة عن السد العالي في أسوان. ساهمت أعمالها في تطوير الفن التجريدي في مصر، ويحتفظ متحف خاصّ بفنها وفن الخادم بأعمالهما الفنية.

السيرة الذاتية

كانت عائلة ناجي المتجذّرة في الإسكندريّة عائلةً ثرية من مالكي الأراضي. ترأس الأب موسى ناجي بك جمارك المدينة الساحلية، أما الأم نفيسة رشيد كمال فكانت ابنة محافظ السودان. كان لعفّت أخٌ أكبر هو محمد ناجي (1888–1956)، أحد رواد الحداثة المصرية، والذي ظلّت علاقتها به وثيقة. ومع العلم أنّ محمد قد شجّع موهبتها، لم يأتِ تدريب عفت ناجي الفنيّ على يده. فمثل العديد من الفتيات من الخلفيات ذات الامتيازات، تلقّت دروسها في الرسم من قبل مدرّسٍ خاصّ.

في طفولتها، أتاحت لها ملكيّة العائلة في منطقة أبو الحمص الواقعة على بعد حوالي 50 كيلومتراً جنوب الإسكندرية المكان الأوّل للتدرّب على رسم بورتريهات الفلاحين وأطفال القرية. في الوقت ذاته، تعلّمت التمثيل والموسيقى وواصلت ممارستهما طوال حياتها. ألّفت عدداً من المقطوعات المستوحاة خصوصاً من الإيقاعات المصرية التقليديّة، وقدّمت عروضاً في الحفلات الموسيقية في الثلاثينيات، بما فيها ما أقيم في أتولييه الإسكندرية. أتقنت عفّت ناجي اللغات الفرنسيّة، والعربيّة، والإنجليزيّة، والإيطاليّة.

منذ سنّ مبكرة، وخصوصاً بعد وفاة والدتها، سافرَت عفّت ناجي في رحلات عديدة إلى أوربا مع والدها وأحياناً مع شقيقها. أصبحت في فرنسا صديقةً للكاتبة النسويّة جولييت آدم (1836–1936) وأقامت في منزلها في الدير السابق نوتردام دو فال دي جيف. من خلال النصوص والرسوم، يَشهد كتاب "وادي شيفروز بعينِ مصريّةٍ La vallée de la Chevreuse vue par une Égyptienne" الصادر عام 1924 على إقامتها هناك.

تطوّعت عفّت ناجي خلال الحرب العالمية الثانية مع الهلال الأحمر واستقرّت في أبو حمص وهناك مارست الرسم والتصوير الزيتي. وبعد بضع سنوات، عام 1947 في روما، وأثناء الوقت الذي ترأس فيه شقيقها الأكاديميّة المصرية في روما، بدأت تدريباً رسميّاً في الفنون. درَسَت فنّ الجداريات (الفريسك) والنحت لمدة ثلاث سنوات في أكاديميّة الفنون الجميلة مع فيراتزي فيروتشيو (1891–1978) الذي كان رئيساً لقسم الديكور التصويري. أثناء دراستها في روما وحتى عام 1950، كانت تقيم بانتظام في أنتيكولي كورادو، وهي قرية واقعة على مشارف العاصمة والتي اجتذبت الفنانين من أوروبا وخارجها منذ القرن التاسع عشر. تميّزت أعمال ناجي من الأربعينيات بالأسلوب الكلاسيكي وموضوعات البورتريهات والمناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة. سمحَ استخدام طلاء الكلس الممزوج بالرمل الناعم بالحصول على ملمس كالذي في عمل "أسماك البحر الأحمر Poissons de la Mer Rouge2" من عام 1948. منذ نهاية الأربعينيات فصاعداً، أقامت عفّت ناجي العديد من المعارض الفرديّة والجماعيّة التي حظيت بتقدير الجمهور. مع ذلك، بالإمكان تسجيل بعض العروض المبكرة لأعمالها، مثل مشاركتها في صالون القاهرة الثاني عام 1925.

في باريس وفي نهاية الأربعينيّات التحقت أيضاً بأكاديميّة الرسام أندريه لوت (1885–1962)، ونشأت بينهما علاقة صداقة. خلال تلك الفترة، طوّرت أسلوباً من التراكيب الهندسيّة التي أصبحت معروفة بها. سافرَ لوت إلى مصر عامي 1950 و1951 بدعوة من عفت ومحمد ناجي، ورافقته عفّت إلى الأقصر وأسوان مع زوجته سيمون كامان. ساهمت مرَاقَبة التراث الفرعوني في إحداث تحوّل في ممارسة عفّت ناجي الفنية. كانت مدفوعةً بمشروع "إيجاد فنٍّ حيويٍّ يعبر عن شكلٍ من أشكال الفكر الجديد الذي يقدّم نفسه كجزء من تراثنا الفنيّ ويدعم الزخم البنّاء لنهضة البلاد على حدٍّ سواء" حسب ما كتَبت في كتالوك معرضها بفندق النيل هيلتون بالقاهرة عام 1959.

بدراستها للتقاليد الشعبيّة والعلوم الخفيّة بالتعاون مع الرسام سعد الخادم (1913–1987) والذي أصبحَ زوجاً لها عام 1954، دمَجت رموزاً وأشكالاً التخطيطية وكتابات الهندسية، لكنّا أيضاً أوجدت أشياءً في أعمالها (انظر على سبيل المثال "المسخوت" غير مؤرّخ). أصبحت تلك العناصر توقيعها الفني. ألقت عفّت ناجي العديد من المحاضرات في الفنون الشعبية وتاريخ الفن. منذ الستينيات فصاعداً، أنتجت أعمالاً محجّمة من تجميعات خشبيّة مرسومة، مثل "البناء من أجل السلام Building for Peace " (1965) 3.

أوفدت وزارة الثقافة المصرية عفّت ناجي في مهمّة فنيّة إلى النوبة عام 1963 لإحياء ذكرى بناء السد العالي في أسوان. قدّمت الفنانة العديد من اللوحات ذات الألوان النابضة بالحياة والتي مثّلت العمارة النموذجيّة لمنطقة أسوان، مثل لوحة "الأزمنة السحريّة Magic Times " (1963) 4. كما أنتجت أيضاً سلسلة من اللوحات والتركيبات المستوحاة من ميكانيكا السد. تكشف تلك اللوحات، التي يُظهر الكثير منها تخطيطاً هندسيّاً وتقنيّاً تقريباً، عن انبهارها بالآلة التي ذكّرتها بسحر الأسلاف (انظر، على سبيل المثال، السد العالي (1966) 5. ساهَمت مزاوجة عفّت ناجي بين الأشكال التشخيصيّة والمكوّنات غير التمثيليّة في نشر الفن التجريدي في مصر.

توفيّت عفّت ناجي عام 1994 في الإسكندرية. عاشت في ڤيلا كبيرة بمنطقة محرم بك منذ عام 1963، والتي كانت مُستأجرة لها من قبل النحات الإيطالي إميليو أمبرون (1905–1996) ابن الرسامة أميليا أمبرون (1877–1960). أمّا الفيلا الخاصّة بها في حي الزيتون، والتي تبرّعت بها للدولة، فقد أصبحت الآن "متحف عفّت ناجي وسعد الخادم" متضمناً أعمال الفنانيَن بالإضافة إلى جزء من مجموعتهما من الفنون الشعبية والمجوهرات والأزياء.

لقد انخرطت عفّت ناجي أيضاً في ترويج إرث شقيقها، فبادرت بعدّة منشورات عنه وساعدت في إنشاء "متحف محمّد ناجي" في القاهرة.

tbc

عفت ناغي،برج القوس،1961، وسائط مختلفة على لوح، 104.7 × 74.2 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

عفت ناغي،بيوت،1995، غواش على ورق، 27 × 49 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

معارض مختارة

معارض فردية

1993

أتولييه الإسكندريّة، الإسكندريّة

1992

عفّت ناجي، خمسون عاماً من الإبداع، غاليري القنديل، الإسكندريّة

1990

الأزمنة السحريّة، غاليري La Part du Sable، القاهرة

1987

غاليري مشربيّة، القاهرة

1981

غاليري سيف وانلي، الإسكندريّة

1978

معهد غوته، القاهرة

1975

غاليري Numero، البندقيّة

1972

غاليري Paesi Nuovi، روما

1971

معرض اللوحات والأزياء والعروض الشعبية المصرية، قصر المعرض الدائم للمنتجات الحرفية Palazzo della Mostra permanente del Prodotto Artigiano، روما

1965

معرض الرسم، غاليري أخناتون، القاهرة

1961

لوحات وسيراميك عفّت ناجي 1960–1961، غاليري L’Art Pour Tous، القاهرة

1959

نيل هلتون، القاهرة

1957

معرض لوحات عفّت ناجي، متحف الفنون الجميلة والمركز الثقافي، القاهرة

1952

غاليري علاء الدين، القاهرة

1948

أتولييه الإسكندريّة، الإسكندريّة

معارض جماعية

1993

قوى التغيير: فنانو العالم العربي، المتحف الوطني للمرأة في الفنون، واشنطن العاصمة.

1976

المعرض التشكيلي الثاني لفنانات مصر، جامعة عين شمس، القاهرة

1975

عشر فنانات مصريّات على مدار نصف قرن، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 1975، الاتحاد الاشتراكي العربي، القاهرة

الاتحاد الاشتراكي العربي، القاهرة، مصر

1972

معرض جمال عبد الناصر، الاتحاد الاشتراكي العربي، القاهرة

1971

وجوه الفن المصري المعاصر، متحف غالييرا، باريس

المعرض السنوي الثاني والعشرون للفن التشكيليّ، القاهرة

1969

المعرض العام للفنون التشكيليّة، القاهرة

1967

لوحات الفنانين المعاصرين في الجمهورية العربية المتحدة، لجنة التبادل العلمي بين الجمهورية العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، القاهرة.

1962

L’art à la portée de tous، القاهرة

1961

صالون الخريف، غاليري L’Art Pour Tous، القاهرة

1958

معرض جماعة الخريف، متحف الفنون الجميلة، القاهرة

1955

بورتريه الإسكندرية في المجموعات الخاصة، أتولييه الإسكندرية والصداقة الفرنسية، الإسكندرية

1952

المعرض الإيطالي المصري للفنون، القاهرة

معارض جماعية إضافية

مشاركة في صالون القاهرة للأعوام (1925، 1935، 1956، 1958، 1959، 1960، 1961، 1963، 1964)

مشاركة متكررة في صالون أتولييه الإسكندريّة

مشاركة في بينالي الإسكندريّة لبلدان المتوسّط للأعوام (1955، 1957، 1959، 1961، 1963)

مشاركة في بينالي ساو باولو للأعوام (1953، 1959، 1963)

المراجع

أباظة، منى، الفن المصري في القرن العشرين: المجموعة الخاصة لشيرويت الشافعي، القاهرة، مصر: مطبوعات الجامعة الأميركية في القاهرة، 2011

عطالله، نادين، النساء، الفن والأمّة. التزامات الفنانين التشكيليّن المصريّين في منتصف القرن العشرين Les femmes l’art et la nation. Les engagements des artistes plasticiennes d’Égypte au mitan du XXème siècle، أطروحة دكتوراه في تاريخ الفن، جامعة باريس الأولى، بانثيون السوربون، باريس، نوقِشت في 2022.

دوستاشي، عصمت، عفت ناجي، سحر الأشكال، الإسكندرية: كاتلوك 77، 2005.

مدكور، نازلي، المرأة والفن في مصر، القاهرة: الهيئة العامة للاستعلامات، 1991.

ناجي عفت، وادي شيفروز بعين مصريّة، مطبعة كاهور Coueslant، 1924.

رضوان نادية، حداثات مصر: نهضة الفنون الجميلة والفنون التطبيقية (1908–1938) Les modernes d’Égypte: une renaissance des beaux-arts et des arts appliqués (1908–1938)، برن: بيتر لانج، 2017.

سيغون، برندا، رحلة محمد ناجي إلى الغرب (1988–1956)، البحث عن قومية، الحوليات الإسلامية العدد 54، 2020، المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO).

قراءات إضافية

العطار، مختار، رواد الفن وطليعة التنوير في مصر، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998 (ج2).

القويضي، يسري، الرائدة عفت وتلميذها عصمت، الإسكندرية: كتاب المرسم للإبداع والثقافة، 2012.

القويضي، يسري، رسائل عفت ناجي مع أندريه لوت وزوجته سيمون، الإسكندرية: دار نشر الثقافة، 2015.

آزار، إيميه، أندريه لوت في مصر: دراسة نقدية شاملة لنصوص المراسلات غير المكتملة للرسام مع محمد وعفّت ناجي، القاهرة: مطبعة دار العالم العربي، 1978.

ناجي عفّت، وروسيون آلان، وروسيون كريستين، محمد ناجي (1888–1956): انطباعيّ مصريّ، القاهرة: كتيّبات شابرامانت Les Cahiers de Chabramant، CEDEJ، غير مؤرخ.