tbc

حافظ الدروبي

بقلم تيفاني فلويد

Hafidh al-Droubi

حافظ الدروبي

مولود عام 1914 في بغداد، العراق

متوفّى فيها في 23 يناير 1991

المشاركة مع صديق

نبذة

كان حافظ الدروبي (1914–1991) فناناً عراقياً حداثيّاً رائداً، ومعلماً أساسيّاً ساهم بشكل كبير في تشكيل منهجية تدريس الفن العراقي. تلقّى تعليمه في روما ولندن، ثم عاد إلى وطنه ليؤسّس أول استوديو فنيّ حرّ وورش عمل مؤثرة في جامعة بغداد، والتي درّبت العديد من الفنانين البارزين. بصفته عضواً مؤسساً في "جمعية أصدقاء الفن" و"جماعة الانطباعيين العراقيين"، رسم الدروبي الحياة اليومية العراقية بمهارة، وخاصةً بغداد، معالجاً الشكل واللون والضوء بتفصيل واتقان. مزج أسلوبه الانتقائي بين الواقعية والانطباعيّة والتكعيبيّة، مشكلاً هوية فنيّة وطنيّة. شغل لاحقاً منصب عميد أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، تاركاً إرثاً خالداً على الرغم من أن بعض أعماله قد نُهب.

tbc

حافظ الدروبي، نساء في مقهى، حوالي 1960-1969، ألوان زيتية على لوح، 70 × 150 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

السيرة الذاتية

يُذكر حافظ الدروبي (1914–1991) في المقام الأول لعمله معلماً ومطوّراً للتربية الفنية في العراق خلال سنوات منتصف القرن العشرين، غير أنه رسام نشط كذلك، وقد تمتع بموهبة عالية في التقاط جمال الحياة اليومية من خلال معالجة معقدة مع الأشكال والألوان. يعتبر الدروبي أحد رواد الفن العراقي الحديث لكونه قدّم مساهمات مبكّرة عديدة من أجل تطويره.

بدأ الدروبي تعليمه الرسميّ في الفنون في أكاديمية الفنون الجميلة في روما، فكان أحد أوائل الفنانين العراقيين الذين درسوا الفنّ في الخارج. نال لاحقاً البكالوريوس من كلية غولدسميث في جامعة لندن سنة 1950. بعد دارسته في روما، عاد إلى العراق وأصبح مشاركاً نشطاً في ساحة الفن الناشئة. اتخذ الفنان خلال فترة تكوينه الفني بين روما ولندن خطوات عدّة من أجل رفع ممارسة الفن في العراق إلى مستوى مهني. في عام 1941، أسّس أوّل مرسم عراقيّ حرّ، ما أتاح للفنانين الطموحين أن يتعلّموا ويمارسوا صناعة الفن. خلال العقد التالي، افتتح الدروبي مراسم أخرى مشابهة في كلية الفنون والعلوم التابعة لجامعة بغداد، حيث استطاع الإشراف على المواهب الجديدة وتشجيعها. افتتحت مراسم عدة أخرى على غرار الأخيرة حول بغداد، وكان يشرف على كل مرسم منها فنان معروف. أثبت هذا النظام فعاليته إذ أن العديد من مشاهير الرسامين العراقيين تلقوا تدريبهم الأوّل في تلك المراسم.

كان الدروبي كذلك عضواً مؤسساً لجمعية أصدقاء الفن التي ضمت آنذاك كلاً من جواد سليم (1919–1961)، وفائق حسن (1914–1992)، وعبد القادر الرسام (1882–1952). تأسست هذه الجمعية عام 1941 وكانت أوّل مبادرة فنيّة رسميّة في العراق. كانت تهدف إلى توفير مكان ثقافي للفنانين من أجل التحاور فيما بينهم حول ممارساتهم الفنية، وكذلك إلى إنماء الذوق الفنيّ لدى الجمهور العام. من وسائل الجمعية لتحقيق هذا الغرض كان تنظيمها معارض سنوية. أتاح هذا النشاط عرض أعمال الأعضاء أمام المجتمع الفني مما شجع النقد الفنيّ الجماعيّ. عرض الدروبي مراراً مع هذه المجموعة.

في عام 1953، أسّس الدروبي "جماعة الانطباعيين" وكان ذلك بمثابة امتداد لنشاطه في التربية الفنيّة. التزمت الجماعة بمنهج الدروبي التربويّ إلى حد كبير وتألفت من طلابه وزملائه بما فيهم ضياء العزاوي (مواليد 1939). على الرغم من هذه التسمية، تناول أعضاء جماعة الانطباعيين العمل الفني من زوايا تقنية وأسلوبية مختلفة، لم يكن تطوير أسلوب موحّد هدف أعضاء الجماعة، بل ترسيخ موقف جماعي تجاه تعليم الفن. عزز هذا الموقف روح التجريب لدى الجماعة خلال دراسة أعضائها للحركات الأوروبية الطليعية وتفسيراتهم للمشهد العراقيّ.

كرس الدروبي جهوده الفنيّة لهذه الانتقائية بصفة خاصة. طوال مسيرته الفنيّة، حافظ الفنان على إخلاصه لمواضيعه المفضلة التي لم تبتعد إلا فيما ندر عن الشوارع والأسواق ودواخل المدن والقرى العراقيّة. غير أنه كان يتنقل بحرية بين كل من الأساليب: الواقعي والانطباعي والتكعيبي، متناولاً في بعض الأحيان أكثر من أسلوب واحد بين هؤلاء للحصول على نتيجة فريدة من الألوان والأشكال. استخدم الدروبي بمهارة الضوء والظلال في أعماله من أجل خلق تفاعل حي بين العناصر المكانية.

على الرغم من احتوائها على عناصر تجريديّة، تحمل لوحات الدروبي في كثير من الأحيان طابعاً إعلاميّاً، فهي تلتقط تنوع المجتمع العراقي واللحظات الجوهريّة الأصيلة من حياته: يوم في السوق، تناول مشروب في المقهى، أو أحد أعمال ما بعد الظهيرة الرتيبة. إن أعمال الدروبي المتمحورة حول الحياة في بغداد بشكل رئيسي، تُقنع المشاهدَ يأصالتها التمثيلية من خلال بساطتها، لكنها مع ذلك تُثير إعجابه بجمالها وتفاصيلها وروعتها. بالنسبة للدروبي والعديد من معاصريه، كان العادي جديراً بالتصوير لأنه يُشير إلى صورة ذاتية وطنيّة جماعيّة. بمعنى آخر، كانت لموضوعاته أهمية في هويتها العراقية المُتصوّرة.

عُرف الدروبي بأعماله التكعيبية، غير أن مدى التزامه بالصيغ التكعيبية كما كانت تمارس في أوروبا هو موضوع قابل للنقاش. ومن هنا، يمكن القول إن أعماله تظهر مرجعيّة جماليّة نابعة من الميول التكعيبيّة في تجزئة العناصر المكانية وتغيير المنظور. غير أن استخدامه المتنوع لهذه التجزئة وإصراره على الاحتفاظ بالأشكال الطبيعية هو توجّه فريد وخاص به. ليس من غير المنطقي القول إن الدروبي رغب في تصوير الضوء والظلال والألوان كما كان يراها في البيئة العراقية مستخدماً التكعيبية كصيغة جمالية بصفتها نقطة بداية ملائمة. لعب كذلك التراث الإسلاميّ في رسم المنمنمات، التي تسمح بتصوير مشاهد متعددة في لقطة واحدة ثابتة، دور الأساس الجماليّ في أعمال الدروبي وزملائه.

عرض الدروبي أعماله طوال مسيرته الفنية في مختلف البلدان والأماكن، وقد عرض بكثرة مع كافة الجماعات التي انتمى إليها، بما فيها جمعية أصدقاء الفن والانطباعيين. اشترك الدروبي أيضاً في "معرض ابن سينا" عام 1952 في بغداد. كما عرض أعماله في معارض جماعية عراقية مختلفة في أوروبا، وشارك في معرض بيروت للفن العراقي المعاصر عام 1965، والذي انتقل لاحقاً إلى روما وفيينا ومدريد. إلى جانب تاريخه الحافل بالمعارض، نال الدروبي جوائز تقديرية تشهد على دوره الرئيسيّ في تأسيس الفنّ العراقي الحديث. حصل على عدد من الجوائز الفخريّة من جمعية الفنون التشكيلية العراقية، وكان واحداً من أربعة فنانين تم تكريمهم في مهرجان الواسطي للفنون الجميلة عام 1972.

يعتبر الدروبي شخصية محوريّة في تطوير الحداثة داخل العراق وخاصة في مجال التربية الفنيّة. في سياق مسيرته المهنية التي شملت عمله في مناصب هامة مثل عمادة أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد ورئاسة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، أبدى الدروبي التزاماً عميقاً في توفير المعرفة والموارد للأجيال التالية. وبالفعل كان له دور فعال في غرس قيم التربيّة الفنيّة لدى طلابه وزملائه.

من الممكن مشاهدة أعمال الدروبي اليوم في مواقع عدّة من مختلف أنحاء العالم، بما فيها المتاحف والأبنية العامة والجامعات؛ وفي مقدمة تلك الأماكن متحف: المتحف العربي للفن الحديث، في الدوحة، والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في عمّان. كانت أعماله محفوظة كذلك في المتحف العراقي للفن الحديث في بغداد المعروف سابقاً باسم مركز صدّام للفنون، غير أن العديد من تلك الأعمال سرق من مجموعة المتحف ولم يتم استرداده بعد.

معارض مختارة

معارض فردية

1988

صالة الرواق، بغداد، العراق

1980

تكريم لحافظ الدروبي، المتحف الوطني للفن الحديث، بغداد، العراق

1977

نادي العلوية، بغداد، العراق

1960

متحف الأزياء، بغداد، العراق

1951

متحف الأزياء، بغداد، العراق

معارض جماعية

2022

Memory Sews Together Events That Hadn’t Previously Met، متحف الشارقة للفنون، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

2018

مسيرة قرن، متحف الشارقة للفنون، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

2016

القرن القصير، متحف الشارقة، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

1977

معرض الفن العراقي المعاصر، تونس، تونس

1974

معرض الجناح العراقي في البينالي العربي الأول، بغداد، العراق

1972

مهرجان الواسطي، المتحف الوطني العراقي للفنون، قاعة غولبنكيان، بغداد، العراق

1967

معرض جماعة الانطباعيين العراقيين، قاعة معارض جمعية الفنانين العراقيين، بغداد، العراق

1965

معرض جماعة الانطباعيين العراقيين، المتحف الوطني العراقي للفن الحديث، قاعة غولبنكيان، بغداد، العراق

1964

معرض جماعة الانطباعيين العراقيين، المتحف الوطني العراقي للفن الحديث، قاعة غولبنكيان، بغداد، العراق

معرض جماعة الفن العراقي المعاصر، بيروت، لبنان

1963

معرض جماعة الانطباعيين العراقيين، بغداد، العراق

1962

معرض جماعة الانطباعيين العراقيين، المتحف الوطني العراقي للفن الحديث، قاعة غولبنكيان، بغداد، العراق

1957

معرض بغداد للرسم والنحت، نادي المنصور، بغداد، العراق

1953

معرض جماعة الانطباعيين العراقيين، معهد الفنون الجميلة، بغداد، العراق

1952

معرض ابن سينا، بغداد، العراق

1945

معرض جمعية أصدقاء الفن، بغداد، العراق

1943

معرض جمعية أصدقاء الفن، بغداد، العراق

مجموعة دائمة من اللوحات والرسومات المنجزة في العراق، المديرية العامة للآثار، بغداد، العراق

1942

معرض جمعية أصدقاء الفن، بغداد، العراق

1941

معرض جمعية أصدقاء الفن، بغداد، العراق

الجوائز والأوسمة

حصل على جوائز فخرية من جمعية الفنون التشكيلية العراقية واتحاد الفنانين العراقيين.

1972

كُرِّم في مهرجان الواسطي، بغداد، العراق.

كلمات مفتاحية

الأكاديمية الملكية، كلية غولدسميث في لندن، كلية الآداب والعلوم في جامعة بغداد، جمعية أصدقاء الفن، جماعة الانطباعية، التربية الفنية، بغداد، الحياة اليومية في العراق، المتحف العراقي للفن الحديث، المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة.

المراجع

علي، وجدان، الفن الإسلامي الحديث: تطوّر واستمرارية، غينسفيل: مطبوعات جامعة فلوريدا، 1997.

البحراني، زينب وشبوط، ندى، الحداثة والعراق، غاليري مريم وإيرا والاك، نيويورك: جامعة كولومبيا، 2009.

الحصري، خلدون.، المتجول: دراسة في الرسم العراقي الحديث، منتدى الشرق الأوسط 4 (1958)، 23–27. تاريخ الوصول: 2 سبتمبر/أيلول 2011. http://artiraq.org/maia/items/show/184.

إيجنر، صائب، فن الشرق الأوسط: الفن الحديث والمعاصر في العالم العربي وإيران، نيويورك: ميريل، 2010.

معرض المجموعة الدائمة للوحات والرسومات المصنوعة في العراق، في أرشيف الفن العراقي الحديث، البند رقم 19. تاريخ الوصول: 2 سبتمبر/أيلول 2011. http://artiraq.org/maia/items/show/19.

فرج، ميسلون، إشراف، Strokes of Genius: Contemporary Iraqi Art، لندن: دار الساقي، 2001.

عيناتي، شمس، إشراف، العراق: تاريخه، شعبه، وسياساته، نيويورك: هيومانيتي بوكس، 2003.

جبرا، إبراهيم جبرا، The Grass Roots of Iraqi Art، جيرسي: واسط المحدودة للغرافيك والنشر، 1983.

مظفر، مي، العراق، في: الفن المعاصر من العالم الإسلامي، إشراف وجدان علي، عمان: الجمعية الملكية للفنون الجميلة، إيسكس، إنكلترا: منشورات سكوربيون، 1989، 159–174.

نايف، سيلفيا، إعادة استكشاف الفن الإسلامي: الإبداع الحديث والمعاصر في العالم العربي وعلاقته بالماضي الفني، RES: الأنثروبولوجيا وعلم الجمال 43 (2003), 164–174.

نعمة، آلان، الرسم الحديث في العراق، الاستوديو 754 (1956), 1–7. تاريخ الوصول: 2 سبتمبر 2011.

سعد، قاسم، الفن العراقي المعاصر: الأصول والتطور، سكوب: مواضيع البحث المعاصرة (آرت إند ديزاين، 2008) 3، 50–54.

صبري، عطا، المعرض السنوي الثالث للرواد، في أرشيف الفن العراقي الحديث، رقم 219. تاريخ الوصول: 19 أكتوبر 2011. http://artiraq.org/maia/items/show/219

قراءات إضافية

إيبل، مايكل، تراجع النفوذ البريطاني والنخبة الحاكمة في العراق، في: زوال الإمبراطورية البريطانية في الشرق الأوسط: رد بريطانيا على الحركات القومية،1943–1955، تحرير مايكل ج. كوهين ومارتن كولينسكي. بورتلاند: فرانك كاس، 1998. 185–197.

"النخبة، والأفندية، ونمو القومية والقومية العربية في العراق الهاشمي"، 1921–1958، المجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط، المجلد 30 (1998)، الصفحات 227–250.

"العراق من الملكية والاستبداد: من الهاشميين إلى صعود صدام". غينزفيل: مطبعة جامعة فلوريدا، 2004

مرزبان، داليا، إشراف، ردّ الشرق: نظرة معمقة على الحداثة في العالم العربي منذ عام 1950 حتى عام 1970، الإمارات العربية المتحدة: مؤسسة بارجيل للفنون، 2013.

أرشيف الفن الحديث في العراق، http://artiraq.org. آخر تعديل: يناير 2014. http://artiraq.org/maia/

ندى شبوط، وسن الخضيري، ودينا الجلبي، سجّل: قرن من الفن الحديث، الدوحة: المتحف العربي للفن الحديث، هيئة متاحف قطر، وميلانو: سكيرا، 2010

شبوط، ندى، Modern Arab Art: Formation of Arab Aesthetics، غينزفيل: مطبعة جامعة فلوريدا، 2007.