هدى لطفي

نبذة

هدى لطفي فنانة معاصرة بارزة تقيم في القاهرة. ومع مسيرتها المهنية الطويلة كمؤرّخة وأستاذة في الدراسات الإسلامية، تتميز بقدرتها الفريدة على التعلّم الذاتي. حصلت على درجة الدكتوراه في الدراسات الثقافية العربية الإسلامية، وأثّرت خلفيتها الأكاديمية بشكل عميق على فنّها، الذي تصفه بأنه "لعبة بريكولاج" متضمنة الربط بين التاريخ وتاريخ الفن والثقافة المصريّة المعاصرة. انتقلت لطفي إلى الفن عام 1991، حيث كانت في البداية تُنشئ أعمال الكولاج أثناء التدريس في جامعة هارفارد. يتميّز عملها بقص وتركيب أرشيفات بصرية متنوعة، وغالباً ما تمزج الثقافة المصريّة الشعبيّة مع المراجع التاريخيّة أو الروحيّة والنصوص العربيّة المتنوّعة. تتكرّر الأجساد المشوهة والدمى والمانيكانات. لفنّ لطفي دورُ علم آثارِ حضريّ، يدفع إلى التفكير النقديّ في البيئة البصريّة المعاصرة والتأثير المستمرّ للذاكرة التاريخيّة.

السيرة الذاتية

هدى لطفي فنّانة معاصرة معروفة وناشطة تعيش وتعمل في القاهرة. لكنّها لم تتبع الطريق الرسميّ لتعلّم اللوحة أو الرسم أو النحت في مدرسة الفنون. إنمّا هي فنانة ذاتيّة التعلّم وأستاذة مخضرمة في الدراسات الإسلاميّة، وقد تلقّت تعليمها في الأصل كمؤرخة. تتميز أعمالها بدمج التاريخ وتاريخ الفن والثقافة المصريّة المعاصرة ضمن ما تسميه "لعبة البريكولاج" (لعبة التركيبات اليدوية).

حصلت هدى لطفي على درجتي البكالوريوس والماجستير من الجامعة الأميركية بالقاهرة، ثم انخرطت في أشغال الدكتوراة في جامعة ماكجيل في مونتريال بكندا. ثمّ حصلت على درجة الدكتوراة في الدراسات الثقافيّة العربيّة الإسلاميّة عام 1983 وعادت للعمل كأستاذة للتاريخ الثقافي في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وهي الوظيفة التي شغلتها حتى عام 2011. كانت أطروحتها للدكتوراة عبارة عن دراسة تاريخيّة وثقافيّة عن مدينة القدس في أواخر القرن الرابع عشر، وقد نُشرت في كتاب في منتصف الثمانينيات. مستلهمةً من الأدبيّات التاريخيّة الغنيّة للمجتمع العربيّ الإسلاميّ، نشرت لطفي أيضاً عدداً كبيراً من المقالات الأكاديميّة حول الفكر الصوفيّ وديناميكيات النوع الاجتماعي، وأيضاً عن الممارسات الثقافية الشعبية في السياقات القروسطيّة والمعاصَرة. وبالرغم من ابتعادها عن النشر الأكاديميّ، شكّلت معرفتها العميقة بالتاريخ الثقافيّ العربيّ والإسلاميّ ونظريّات النوع الاجتماعيّ خيطاً جامعاً لجميع أعمالها البصرية.

جاء تحولها إلى الفن عام 1991 عندما كانت تتّبع دروس التاريخ الإسلامي في جامعة هارفارد في كامبريدج بولاية ماساتشوستس. في وقت كانت تعيش بعيداً عن عائلتها وأصدقائها، واصلت ممارسة إحدى هواياتها المفضلة: جمع الكتالوجات والكتيبات والبطاقات البريدية من المتاحف والمعارض الفنية التي زارتها. وبالاستفادة من مكتبة هارفارد الفنية الواسعة، أخذت تستنسخ صوراً من كتب تاريخ الفنّ لإضافتها إلى مجموعتها الخاصّة من الصور. وبينما كانت تتعافى من عملية جراحية خطيرة، وللتغلب على آلامها، لجأت إلى تقطيع الصور من الكتالوجات والبطاقات البريدية التي جمعتها. فأول قطعة كولاج لها، "امرأة مقطوعة إلى نصفين" (1991)، تُظهر شخصيّة أنثويّة مقطوعة إلى نصفين، ما يعكس بوضوح تجربتها الشخصيّة تحت المبضع. عادت إلى القاهرة في العام التالي لاستئناف التدريس في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ولكنّها تابعت أيضاً اهتمامها الحديث بالفنون التشكيليّة. وفي عام 2011، غادرت الجامعة الأميركيّة بالقاهرة للتركيز على ممارستها الفنيّة.

تتميز أعمال لطفي بالقص والحفر والربط بين مجموعة متنوّعة من الأرشيفات البصريّة. غالباً ما تستعير لطفي صوراً من الثقافة المصريّة الشعبيّة لتضعها بجوار مرجعيّات تاريخية أو روحية. تستخدم مراراً نصوصاً عربيّة متنوّعة على نحو ملحوظ بين الصوفيّة واليوميّة والسياسيّة. يتكرر ظهور الأجساد المشوّهة ثلاثيّة الأبعاد لدى لطفي، كما تهتم بثقافة الدمى ودمى العرض (المانكانات). وفي "سجادة الذكرى" (2003)، لوّنت تسعة وتسعين قالب حذاء باللون الفضي وكتبت عليها العبارة الصوفية "أنا جليس من ذكّرني". صُفّت هذه القوالب في تركيب شبكي كبير في معرض في غاليري تاون هاوس عام 2003، في استحضار لتأملات الذكر الصوفية.

تعكس كولاجات هدى لطفي معرفتها التاريخيّة العميقة بالإضافة إلى نظرتها النقديّة للثقافة والسياسة المصريتين. كتبت سامية محرز، الأستاذة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، عن أعمال هدى لطفي باستفاضة. وترى أن "اهتمام هدى لطفي بدمج التاريخي والمعاصر قد شكّل البعد الأرشيفيّ لإنتاجها الفنيّ". مثل عالمة آثار ميدانيّة، تجمع هدى لطفي الأدلة من بيئة مدينتها وتربطها معاً لإنشاء كلٍّ متّسق. وبدلاً من مقالة بحثيّة هادفة لكتابة قصّة متماسكة، فإن أعمالها الفنيّة تثير التفكير النقديّ حول البيئة الحضريّة البصريّة المعاصرة. تتمتع هدى لطفي بحس جمالي واضح في التنسيق، لكنها لا تسعى إلى إبهارنا بمهارات تقنيّة التمثيل الوهمي. تسلّط أعمالها بصورة عامّة الضوء على الحضور المستمر للذاكرة التاريخيّة في المجتمع المعاصر، وكيف أن مجتمع اليوم في عملية تحول دائم إلى تاريخ. فعندما تُلصق تاج تمثال الحريّة على رأس أم كلثوم، كما في "سوما أم الحرية" (2008)، فإنها تذكرنا بأن مغنيات البوب ​​اليوم سوف يصبحن في المستقبل أيقونات لهذه اللحظة التاريخية.

منذ التسعينيات، حضَرت هدى لطفي بثبات في عالم الفنّ في القاهرة، حيث تُعرض أعمالها باستمرار في صالات العرض البارزة، بما فيها تاون هاوس، ومشربية، وكريم فرانسيس، وجيبسوم. في وقت كتابة هذه المقالة، كانت تمثلها غاليري جيبسوم في القاهرة وغاليري ذا ثيرد لاين في دبي. تعرض أعمالها الفنية ضمن مجموعات حول العالم، بما فيها المتحف البريطاني، ومؤسسة بارجيل للفنون، ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة.

المراجع

بدران، مارغوت، استغلال السلطة وسياسات النظام الأبوي في مصر الثورية: النشاطيّة الإبداعية لهدى لطفي Dis/playing Power and the Politics of Patriarchy in Revolutionary Egypt: The Creative Activism of Huda Lutfi، دراسات ما بعد الاستعمار، 1: 17، 47-62

ديتريش، لينيا س، هدى لطفي: فنانة معاصرة في مصر، مجلة فن المرأة، المجلد 21، العدد 2 (خريف 2000 - شتاء 2001): 12-15

هدى لطفي: السيرة الذاتية، Gypsum، تاريخ الوصول 15 فبراير 2024. http://gypsumgallery.com/bio-5

هدى لطفي، Aware، تاريخ الوصول 17 فبراير 2024. https://awarewomenartists.com/en/artiste/huda-lutfi/

هدى لطفي، دلول آرت فاونديشن، بيروت. تاريخ الوصول 17 أكتوبر 2024. https://dafbeirut.org/en/huda-lutfi

لطفي، هدى، القدس المملوكية: تاريخ القدس المملوكية من خلال وثائق الحرم. برلين: ك. شوارتز، 1985

لطفي، هدى، دراسة لستة قراءات من القرن الرابع عشر من القدس تتعلق بالمرأة المسلمة، مجلة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للشرق 26، العدد 3 (1983): 94-246. https://doi.org/10.2307/3631887

لطفي، هدى، ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ، ألف: مجلة الشعر المقارن، العدد 5 (1985): 7-19 https://doi.org/10.2307/521749

لطفي، هدى ومحرز، سامية وڤينيشيا بورتر، غاليري ذا ثيرد لاين، دبي الإمارات العربيّة المتحدة، 2012

لطفي، هدى، المرأة. التاريخ. الذاكرة، مجلة الشعر المقارن، العدد 19 (1999): 223-244