tbc

منحة حلمي

بقلم مهري خليل

Menhat Helmy

منحة حلمي

بمنحة الله حلمي

مولودة في 11 يوليو عام 1925 في حلوان بمصر

متوفّاة في 10 مايو عام 2004 في القاهرة

المشاركة مع صديق

سيرة ذاتية

وُلدت منحة حلمي في بلدة حلوان جنوب القاهرة، لأسرةٍ من تسعة أطفال. كان والدها مستشاراً قانونيّاً في وزارة التعليم، وكانت والدتها ربّة منزل. بتشجيع من عائلتها، درست حلمي الفنّ في "المعهد العالي للفنون الجميلة للمُعلّمات" حيث كانت من بين أساتذتها كل من مارغريت نخلة (1908–1977) وكوكب يوسف العسال (1909–2009) وإيما كالي عياد (1906–1989). كان المعهد الذي تأسّس في القاهرة عام 1939أوّل مؤسّسة عامة مخصّصة للشابات في مصر. وكما يكشف الاسم، فلقد كان الهدف من هذا المعهد في البداية تدريب معلّماتٍ للرسم والرسم الزيتيّ، لكنّ المنهج الدراسيّ قد تطوّر عبر السنين، ما منح الطالبات فرصة التدرّب كفنانات أيضاً. ومع صديقتها وزميلتها في الدراسة جاذبية سرّي (1925–2021)، تخرّجت حلمي عام 1948، ثمّ تابعت تعليمها لمدة عام آخر للتخصّص كمعلّمة. عندما كانت حلمي طالبةً هناك، كان المعهد يقع في بولاق، أحد الأحياء الفقيرة وسط القاهرة، هو ما وضعَ الطالبات في خضمّ الحياة اليوميّة لمناطق الطبقة العاملة. في الواقع، لقد كان حيّ بولاق وسكّانه موضوعةً تكرّرت في أعمال حلمي المبكّرة.

لقد درست رعاية حلمي (1923–2014)، شقيقة منحة، في المعهد ذاته. لم تصبح فنانةً، لكنّها مضت قدماً في الوسط الثقافيّ وتزوجت من بدر الدين أبو غازي (1920–1983)، الذي شغلَ منصب وزير الثقافة عامي 1970 و1971. هكذا، شهدَت الشقيقتان حلمي التقدّم في احترافية النساء للممارسة الفنيّة في مصر واستفادتا منه. فقبل إنشاء المعهد، كان طريق الاحترافية مخصّصاً لنخبة اجتماعيّة-اقتصاديّة تدرّبت في أوروبا على نفقتها الخاصة أو مع مدرسين خصوصيين.

في عام 1953، حصلت حلمي على منحةٍ دراسيّةٍ من الحكومة المصريّة للدراسة في لندن. التحقت بمدرسة "سليد للفنون الجميلة" في الرسم والحفر (1954-1955). انضمّت جاذبية سري إليها في العام التالي، حيث تخرّجتا عام 1955. خلال سنوات دراستها في مدرسة سليد، كان معلّمها الفنان الرسّام جون ألدريدج (1905–1983). شملت أعمالها من تلك الفترة لوحات العاريات والبورتريهات بأسلوبٍ أكاديميّ. لقد تخصّصت في الحفر وجربت تقنيات مختلفة مستخدمةً صفائح الزنك والنحاس بالإضافة إلى الحفر على الخشب والحفر بالماء. ولكونها رسّامةً غزيرة الإنتاج، سافرت إلى المملكة المتحدّة حاملةً دفاتر الرسم الخاصة بها. تَبرز موهبتها في الرسم في محفوراتها التي تتميز بدقة الخطوط والإحساس البارع بالتفاصيل. تصوّر العديد من أعمالها من تلك الفترة المساحات الحضريّة والمناظر الطبيعيّة، مثل "منظر طبيعي" لهايد بارك، من ضمن مجموعة متحف UCL للفنون في لندن، والتي فازت بها بجائزة "الحفر المعدني أو الحفر" في مدرسة سليد (1955). خلال فترة دراستها في مدرسة سليد، اعتُبرت حلمي "طالبة جديرة بالإعجاب"، وفقاً لملفها في أرشيف كليّة جامعة لندن.

في عام 1955، عادت إلى مصر لتبدأ مسيرة تدريسٍ امتدت لما يقارب 50 عاماً في "المعهد العالي للفنون الجميلة للمعلمات"، والذي تحوّل عام 1973 إلى "كلية التربية الفنية" في حي الزمالك بالقاهرة، والتي ألٌحقت منذ عام 1975 بجامعة حلوان. في عام 1963، تم تعيينها عضوةً فخريّة في "أكاديمية فنون التصميم في فلورنسا" بإيطاليا، وكان ذلك عند تسمية صفّ الحفر وبمناسبة مرور مئة عام على إنشاء الأكاديمية.

استقرّت حلمي في لندن من عام 1973 إلى عام 1979 بعد أن التحقت بزوجها عبد الغفار خلاف، عندما تم تعيينه ملحقاً طبيّاً للسفارة المصرية في المملكة المتحدة. في تلك الأثناء، واصلت تعلّيمها في فن الطباعة في "كلية مورلي" بلندن. تحمل بعض أعمالها التي أنتجتها بعد زواجها في عام 1957 الأحرف م. ك في إشارة إلى اسم زوجها.

وبينما واصلت الرسم، برزت حلمي كواحدة من أبرز فناني الطباعة في مصر، إلى جانب زميلتها مريم عبد العليم (1930–2010). لقد صورت الحياة اليومية في الخمسينيات والستينيات، خصوصاً حياة الطبقة العاملة. سافرت عبر البلاد موثّقة عمل الفلاحين والعمال ومشاهد السوق والتجمعات الشعبيّة. غالباً ما تتناول محفوراتها بالأبيض والأسود قضايا اجتماعيّة وسياسيّة، مثل توسّع الرعاية الصحية "العيادة الخارجية، 1958" وبناء السدّ العالي في أسوان. يُظهر العديد من تلك الأعمال حضور النساء في المجال العام ومشاركتهنّ في حياة البلاد، كما في "الانتخابات"، العمل المنجز عام 1957، أي بعد عامٍ واحدٍ من حصول المرأة المصريّة على حق التصويت والترشّح. تتضمن أعمال حلمي في بعض الأحيان عناصر نصيّة مثل الملصقات واللافتات في لوحة "الانتخابات". تعكس لوحاتها على هذا النحو اهتماماتها السياسية. على سبيل المثال، تُمجّد لوحتها "الموكب إلى العمل Procession to Work " (1957) الجهد الجماعيّ لتشييد الأمّة، عبر استخدام رموز دلاليّة متعلّقة بسنوات حصول مصر على الاستقلال. منذ النصف الثاني من الخمسينيات، وعلى نحو أبرز ابتداءً من الستينيات، عَرضت حلمي أعمالها على نطاق واسع في مصر والخارج، خصوصاً مشاركتها بانتظام في "بينالي ليوبليانا (يوغوسلافيا سابقاً) للفنون الغرافيكية"، حيث مضت مسيرتها المهنية في مسار منفتح على التعاون الفنيّ الدوليّ.

بعد هزيمة التحالف العربيّ بقيادة مصر أمام إسرائيل في حرب الأيام الستة (نكسة حزيران) عام 1967، يبدو أن حلمي لم تنجز أعمالاً فنيّة تذكر. في بداية السبعينيات، اتجّهت إلى التجريد، ومرة ​​أخرى، تقاربت تجربتها مع تجربة جاذبية سري، والتي غيّرت أسلوبها في الرسم من التشخيصيّ إلى الهندسيّ بعد الهزيمة التي اعٌتبرت كارثةً من قبل المصريين وسائر العالم العربي. ومع ذلك، احتفظت تجريدات حلمي بقيمة سرديّة، وغالباً ما حملت خطاباً سياسيّاً حازماً. على سبيل المثال، رسمت عام 1971 "أطفال بحر البقر"، مصوّرةً ستة وأربعين طفلاً لقوا حتفهم عندما قَصف الجيش الإسرائيليّ مدرسةً في قرية قرب بور سعيد عام 1970. تمثل مجموعة من المستطيلات أجساد الأطفال، تعلو كلّ منها دائرة لتمثيل الرأس لكن من دون وجه. في العام ذاته، رسَمت حلمي لوحة "تبادل إطلاق النار" التي صوّرت المواجهة بين الجيشين المصريّ والإسرائيليّ عبر شبكة من الخطوط والنقاط. في السبعينيات، تعمّقت الفنانة هذه المفردات الشكليّة، إذ تُظهر دفاترها مدى دراستها لكلّ تركيب، ومهارتها في حساب موضع كل خطّ وفي اختيار الألوان. تُعدّ محفورة "الخط الأحمر" المنجزة بتقنية الحفر بالماء (1978) مثالاً واضحاً على دقّة تركيبات حلمي. فهي تقدّم صليباً مكوناً من أغصان سوداء تتفرع عن مربع أحمر مركزيّ. يبدو الشكل للوهلة الأولى بدائيّاً، لكنّه يتكون من طبقات من السطوح الحبريّة التي تشكّل تدرجاً من الصبغات الحمراء والرمادية، وحيث كلّ ظلّ درجة محدّدة بخط محيطيّ دقيق.

بعد أن نمّت اهتماماً بالعلوم، علوم الكمبيوتر وعلم الفلك وذلك خلال فترة استكشاف الفضاء، أنتجَت حلمي العديد من الأعمال التي تُحيل إلى الكون والتكنولوجيا، مثل محفوراتها التي تحمل عنوان "الصواريخ (الفضائية)" أو "الكواكب" (1976) وسلسلة "الكون" (حوالي عام 1974)، وكذلك لوحة "استكشاف الفضاء" الزيتية على قماش (1973). تسمح الدقة التقانيّة الكبيرة في أعمالها من هذه الفترة بمقارنتها بـالفن الملموس (كونكريت آرت)، مع أنّ الفنانة لم تصرّح أبداً بوجود صلة.

وضَعت حلمي توقيعها على آخر أعمالها الحفريّة عام 1983. بالرغم من استمرارها في التدريس حتى وفاتها عام 2004، اضطرت إلى التوقّف عن مزاولة المهنة عند تضرّر صحتها بسبب سميّة المواد الكيميائية المستخدمة في الحفر. أنشأت عائلتها للترويج لعملها وإرثها منصةَ "فنّ منحة حلمي" والتي تحتوي على مجموعة وأرشيف، وتروّج لأعمالها من خلال نشراتٍ ومقالات.

tbc

منحة حلمي، موكب للعمل، 1957، ألوان زيتية على قماش، 71.5 × 101.5 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

معارض مختارة

معارض فردية

2005

منحة الله حلمي. مسيرة إبداعية، غاليري أفق، متحف محمود خليل، القاهرة

1979

معهد غوته، القاهرة

1978

غاليري XVIII، لندن

1966

غاليري أخناتون، القاهرة

معارض جماعية

2022-23

Concrete Resistance. Constructivist movements of the Global South، متحف كولتورسبيشر فورتسبورغ، ألمانيا

2020-22

Taking Shape: التجريد من العالم العربي 1950–1980، معرض متجول في الولايات المتحدة. العرض الأول في غاليري غري آرت، جامعة نيويورك.

2007

الفن والعطاء، نادي الروتاري، القاهرة

2005

المعرض الوطني الثالث للجرافيك، القاهرة

1994

معرض رواد التربية الفنية

1986

بينالي القاهرة الدولي الثاني

ترينالي الهند السادس، نيودلهي، الهند

1985

غاليري عايدة، القاهرة

1981

البينالي الدولي الخامس، بلدية فالبارايسو، تشيلي

1980

بينالي البندقية التاسع والثلاثون، الجناح المصري، البندقية

بينالي العالم الثالث للجرافيك، المركز الثقافي العراقي، لندن

1979

معرض الفنان وقطعته المختارة، غاليري السلام، القاهرة

معرض الفن الجرافيكي المصري المعاصر، أكاديمية مصر، روما

الجرافيك من الفضاء المتوسطي، مدرسة الفنون الشعبية في ليفركوزن

1976

المعرض الدولي العاشر للمطبوعات في طوكيو، المتحف الوطني للفن الحديث، طوكيو، اليابان

1971

جمال عبد الناصر، القاهرة

مجموعة الفن الغرافيكي المصري المعاصر، وزارة الثقافة المصرية، القاهرة

مشاركات متكررة في المعارض الجماعية والبيناليات

بينالي الإسكندرية للبلدان المتوسطية: 1957، 1959، 1961، 1965.

صالون القاهرة (قائمة غير شاملة): 1956، 1957، 1958، 1959، 1960، 1961، 1965، 1966، 1972، 1973، 1980، 1982، 1983

معرض الربيع، القاهرة: (قائمة غير شاملة): 1956، 1957، 1960، 1961

المعرض السنوي للفنون التشكيلية، القاهرة: 1971، 1972

المعرض العام للفنون التشكيلية، القاهرة: 1970، 1972، 1973، 1981، 1985، 1988

الجرافيك العربي المعاصر، غاليري غرافيتي، لندن: 1982، 1983

بينالي ليوبليانا للفنون الغرافيكية، يوغوسلافيا: 1961، 1963، 1967، 1969، 1971، 1973، 1975، 1977، 1979، 1981، 1985، 1987

بينالي الطباعة الدولي البريطاني، برادفورد (المملكة المتحدة): 1982، 1986

بينالي الطباعة الدولي النرويجي، فريدريكستاد: 1978، 1980، 1982، 1984

المعرض الدولي لفنون الجرافيك، فريشن (جمهورية ألمانيا الاتحادية): 1972، 1976

جائزة بييلا الدولية للحفر، بييلا (إيطاليا): 1976، 1979

الجوائز والأوسمة

1981

National Merit Prize for Etching in the framework of the General Exhibition of Plastic Arts, Cairo

1963

Ljubljana Biennale for Graphic Arts Prize

1961

Ljubljana Biennale for Graphic Arts, Honorary Prize for her etching Bulaq

1959, 1960

Salon du Caire Prize

1957

Cairo Production Exhibition (ma’rad al-Qahira lil-intag) Prize

1955

Slade School Etching or Engraving Prize

المراجع

نشرة ومنصة منحة حلمي: https://menhathelmy.substack.com / الرزاز، مصطفى، منحة، الرائدة الغرافيكية، وجهة نظر، 85، 2006، ص 44–51

عطا الله، نادين، المرأة والفن والأمة. التزامات الفنانين التشكيليين المصريين في منتصف القرن العشرين، رسالة دكتوراه في تاريخ الفن، جامعة باريس الأولى، بانتيون السوربون، باريس، 2022

مجموعة كتاب، منحة حلمي: المسيرة الإبداعية، القاهرة: وزارة الثقافة، قطاع الفنون التشكيلية، غاليري هورايزون وان، 2005

فتحي، أحمد، فن الغرافيك المصري، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1985

كين، باتريك، منحة حلمي وظهور معلمات الفن والفنانات المصريات في الخمسينيات، الفنون، المجلد 11، العدد 5، 2022، معهد النشر الرقمي متعدد التخصصات، ص 95.

فيديكانيتش بويانا، Nonaligned Modernism: Socialist Postcolonial Aesthetics in Yugoslavia, 1945–1985، مونتريال: مطبعة جامعة ماكجيل كوينز، 2019.

زيدان، كريم، منحة حلمي: الكشف عن إرث رائدة مصرية، مجلة راوي، غير مؤرخ، الرابط: https://rawi-publishing.com/articles/menhat-helmy/

زيدان كريم، محفورة على القلب: استذكار منحة حلمي، رائدة مصر المنسية Engraved on the Heart: Remembering Menhat Helmy، مناظر: المنصة السويسرية لدراسة الفنون البصرية والعمارة والتراث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 8 مارس 2020، الرابط: https://www.manazir.art/blog/engraved-heart-remembering-menhat-helmy-egypts-forgotten-pioneer-menhat-helmy-zidan.