tbc

مهنا درة

بقلم سارة روجرز

Mohanna Durra

مهنا درة

مولود في الثالث عشر من نوفمبر 1938 في عمّان، الأردن

متوفّى فيها عام 2021.

المشاركة مع صديق

نبذة

مهنا درة هو أحد روّاد حركة الفن الحديث في الأردن. عرف في بداية حياته المهنية كرسام بورتريه، حيث التقط مجموعة من الموضوعات من الفلاحين والبدو المجهولين وحتى شخصيات المجتمع في عمّان. وقد يكون معروفاً بشكل خاص ببورتريهات المهرجين المرسومين بأسلوب تعبيري. إلى جانب بورتريهاته، هناك مجموعة على القدر ذاته من البراعة من التراكيب التجريدية. يعود تاريخ أعمال مهنا إلى أوائل الستينيات وتمثل بعضاً من أقدم أمثلة التجريد في الأردن. توثق تركيبات مهنا مجموعة من التقنيات والأساليب، يوحّدها استكشاف بارع للضوء والديناميكية.

tbc

مهنة الدرة، بورتريت، 1971, اكريليك على قماش، 52.7 × 42 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

سيرة ذاتيّة

ولد الفنان مهنّا الدرة في العاصمة عمّان عام 1938 وهو أحد رواد حركة الفن الحديث في الأردن. مع شهرته عالميّاً بلوحات البورتريهات، عُرف كذلك كأحد أوائل الرسامين الأردنيين الذين جرّبوا التراكيب التجريدية في أوائل الستينيات.

بدأ اهتمام الدرة بالفن منذ طفولته، ويتذكر الفنان بأنه كان يواجه التوبيخ في المدرسة بسب انشغاله بالرسم خلال دروس التربية الدينية. أبدى الدرة، الذي كان مفتوناً بالوجوه والأشكال البشرية، اهتماما مبكراً بالفن التشخيصيّ، ما يفسر شغفه برسم البورتريهات لاحقاً. حين كان في التاسعة من عمره، أرسله والده، تلبية لطموحه، للدراسة في استوديو جورج علييف (1887–1971) وهو ضابط سابق في الجيش القيصري ورسام تقليدي كان يعيش في عمان آنذاك. لاحقاً، في الخمسينيات، التقى الدرّة بفنان أوروبي آخر كان يعيش في العاصمة الأردنية. ألهمت هذه العلاقة اهتمام الدرّة الطويل الأمد بالرسم الهولندي، وخاصة استخدام الضوء لإضفاء الحركة والجو الدرامي على التكوين. يمكن العثور على المؤثر الثالث على ميول الدرة الجمالية في العام 1954، عندما التحق بأكاديمية روما للفنون الجميلة، وكرّس نفسه لدراسة فناني عصر النهضة الإيطالي والباروك.

عاد الدرة بعد تخرجه من أكاديمية روما للفنون الجميلة عام 1958 إلى عمّان، حيث باشر بتعليم الفن في المدارس الابتدائية أولاً ثم في المعهد العالي لإعداد المعلمين. أقام في هذا المعهد علاقة صداقة مثمرة على الصعيد المعرفي مع عازف البيانو والرسام العصامي الإيطالي أرماندو بورن، فقد كانت ذات تأثير على فهم الدرة للصلة بين الموسيقى والتجريد البصري، وكانت علاقة رسمية كثيراً ما أشار إليها نقاده الدوليون والمحليون.

بعد قضاء بضع سنوات في عمان، رجع الدرة إلى روما عام 1961 إثر حصوله على وظيفة في السفارة الأردنية. شكل هذا التعيين بداية حياة مهنية طويلة في العمل الحكومي، تضمنت مناصب من ضمنها مدير عام دائرة الثقافة والفنون في عمّان (1977 – 1983) ومدير الشؤون الثقافية في جامعة الدول العربية في تونس (1980 – 1981)، بالإضافة إلى مهام دبلوماسية في كل من روما والقاهرة وموسكو.

استمر الدرة، على الرغم من حوالي أربعة عقود في الوظائف الحكومية، في ممارسة الرسم والمساهمة في تأسيس بنية أساسيّة للفنون البصرية في الأردن. لم يكن للناشئين المهتمين بالفنون في عمّان في الأربعينيات، سوى فرص قليلة للتدرب المنتظم عدا لدى بعض الفنانين الأفراد الذين أخذوا على عاتقهم إنشاء صفوف غير رسمية لتعليم الفن في محترفاتهم المنزلية. ويعتبر الدرة أحد أعضاء الجيل الأول من الفنانين الأردنيين الذين تلقوّا تعليماً رسمياً بعد حصوله على منحة حكومية للدراسة في الخارج. كان معظم هؤلاء الفنانين يعملون، عقب عودتهم، كمعلمين للتربية الفنية في المدارس الابتدائية، ثم تَولَّوا رئاسة الأقسام الفنية الجديدة الناشئة في الجامعات الأردنية. ولقد أنشأ الدرة معهد "الفنون والموسيقى" عام 1970 وترأس إدارته من عام 1970 حتى1980، وهي السنة التي أغلق المعهد أبوابه بعدها.

غير أن أعظم إنجاز للدرّة هو غزارة أعماله الفنية. اكتسب الشهرة في بداية مسيرته من خلال رسم البورتريهات، حيث رسم تشكيلة متنوعة من الأفراد، باستخدام الزيت والألوان المائية والحبر، استطاع الدرّة تصوير مجموعة من الموضوعات تراوحت من الفلاحين والبدو المجهولين إلى شخصيات المجتمع في عمان. ولعلّ أبرز أعماله بورتريهات المهرّجين. تتميّز هذه الأعمال المرسومة على الورق بأسلوب تعبيريّ باستخدام الألوان الزاهية والمشبعة وبضربات الفرشاة الواضحة والانسيابيّة.

tbc

مهنة الدرة، وجه، تاريخ غير معروف، اكريليك على ورق، 48 × 34.3 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

مهنة الدرة، رقص ،تاريخ غير معروف، اكريليك على ورق،34.5 × 48 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

إلى جانب البورتريهات، أنجز الدرة مجموعة رائعة من اللوحات التجريدية، التي تعود إلى أوائل الستينيات والتي تمثّل بعضاً من أوائل نماذج الرسم التجريدي في الأردن. توثّق أعمال الدرة في تلك المرحلة مجموعة من التقنيات والأساليب بدءاً من أجسام هندسية ملوّنة ومجزّأة إلى لوحات تنقيطيّة أكثر انسيابية. يجمع بين هذه الأعمال الاستكشاف الدائم للضوء والحركة. يوجّه الدرّة غالباً الحركة بشكل قطري عبر القماش، ويضع طبقات من اللون (في بعض الأحيان، يدمج مواد نسيجيّة) لتوليد العمق والملمس. تولّد تلك المستويات من الألوان الشفافة بدورها إيحاءً بالحركة. وسواءً كانت لوحته أحاديّة اللون أو من مزيج من الألوان الأساسية والحية، فإن الدرّة يشبعها بضوء انسيابي يجعل الخطوط والألوان تتراقص على قماش اللوحة بصورة حيوية.

حازت إنجازات مهنا الدرة الفنية على التقدير عبر العديد من الجوائز المرموقة من ضمنها: جائزة الدولة التقديرية الأولى لمساهمته في التطور الثقافي في الأردن، عام 1977. والميدالية الذهبية من وزارة التراث الثقافي في إيطاليا، عام 1978. وميدالية الرواد الذهبية وجائزة تقدير من اتحاد الفنانين العرب عام 1980. سبق ذلك تقليده، سنة 1965، وسام الفروسية، سان سيلفسترو، من قبل البابا بولس السادس. كما أصدرت هيئة البريد في الأردن في العام 2002 طابعاً بريدياً بقيمة 200 فلس يحمل لوحة من لوحات الدرة تكريماً له. أقام الدرة العديد من المعارض الجماعية والفردية في معظم أنحاء العالم العربي وأوروبا والاتحاد السوفيتي (سابقاً) والولايات المتحدة. أعماله مقتناة ضمن مجموعات فنية عبر العالم بما فيها الفاتيكان والبلاط الإمبراطوري الياباني والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة وجامعة جورج تاون في واشنطن، كولومبيا.

.

معارض مختارة

معارض فردية

2019

مهنا الدرة في معرض استعادي، المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، عمّان، الأردن

2018

مهنا للأبد: رائد الفن الأردني الحديث، المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، عمّان، الأردن

معارض جماعية

2023

UNTITLED Abstractions، مؤسسة دلول للفنون، بيروت، لبنان

2020

Taking Shape: التجريد من العالم العربي، 1950s–1980s، معرض جراي للفنون، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية

2018

مسيرة قرن، مؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

2017

الليل كان ورقاً وكنّا حبراً، مؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

2016

نافذة على الفن الأردني المعاصر، غاليري البارح للفنون، العدلية، البحرين

2013

معرض التجريد، مجموعة مختارة من الفن التجريدي العربي 1908 – 1960، كاب الكويت، مدينة الكويت، الكويت

الجوائز والأوسمة

2008

وسام الحسين من جلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن (الدرجة الأولى)

2006

وسام نجمة التضامن الإيطالي

2002

طابع بريدي بقيمة 200 فلس صادر عن هيئة البريد الأردنية تكريماً للدرة

1980

ميدالية الريادة الذهبية وجائزة التقدير من اتحاد الفنانين العرب

1978

الميدالية الذهبية من وزارة التراث الثقافي الإيطالية

1977

جائزة الدولة التقديرية، الأردن

1970

وسام نجمة الأردن من جلالة الملك حسين

1965

وسام القديس سيلفسترو من قداسة البابا بولس السادس

كلمات مفتاحية

الفن الحديث في الأردن، رائد، تجريد، تصوير، مهرجون.

المراجع

علي، وجدان، الفن الحديث في الأردن، عمان: الجمعية الملكية للفنون الجميلة، 1997، 27–42، 63–65

زبينوفسكي، علاء، أد. مهنا الدرة، موسكو: تافيرسا ليبريس، 1998

قراءات إضافية

سبعون عاماً من الفن الأردني المعاصر، عمان: الجمعية الملكية للفنون الجميلة، 2013

مهنا الدرة: رائد الفن الأردني الحديث، مجموعة استعادية 1848–2018، كتالوك المعرض. عمان: المعرض الأردني للفنون الجميلة، 2024