سيرة ذاتية
ولد رمسيس عام 1913 في المنيا في مصر لأسرة قبطيّة مسيحيّة. التحق يونان بالمدرسة العليا للفنون الجميلة في القاهرة، لكنّه لم يتخرّج منها، حيث غادر عام 1933 لتعليم الرسم في المدن المصريّة طنطا وبورسعيد والزقازيق. نشر يونان كتابه الأوّل "غايّة الرسام العصريّ" بالعربيّة عام 1938. كان هذا أوّل أعمال يونان في الخطاب الفنيّ، حلل فيه نظريات الرسام التكعيبي الفرنسي أميدي أوزينفانت في المدرسة النقائيّة.
كان يونان عضواً قائداً في جماعة الفن والحريّة. لقد عرض في "المعرض الأوّل للفن المستقلّ" إلى جانب كمال التلمساني (1915–1972) وفؤاد كامل (19127–1995) وحسياء، وأنجلو دي ريز، ومحمود سعيد (1897–1964). وعلى عكس الأسلوب التعبيري القلق الذي اتبعه زميلاه من "جماعة الفن والحرية"، كامل وتلمساني، رسم يونان أشكالاً انسيابيّة ودقيقة في أماكن أشبه بالصحراء، على غرار فنانين مثل سلفادور دالي أو إيڤ تانغوي.
نشرت الجماعة مجلّةَ "التطوّر" بالعربية، والتي ساهم فيها يونان على نحو واسع. في مقاله "مستقبل الثقافة المصريّة" انتقد يونان تصوّر المفكر المصريّ البارز طه حسين عن الثقافة. كما تولى يونان تحرير "المجلة الجديدة" منذ عام 1941 وحتى إغلاقها من قبل الحكومة المصرية عام 1944. في أوائل الأربعينيات، لم يكتب يونان عن الأعمال الفنية أو الحركات الفنيّة فحسب، بل نظر أيضاً في القضايا الفلسفيّة والنظريّة المتعلّقة بدور الفن والثقافة في المجتمع عموماً.
عاش يونان في باريس من عام 1947 إلى 1956، حيث عمل كفنان وكاتب ولاحقاً كصحفيّ. أسّس مع جورج حنين (1914–1973) مجلة ودار نشر "لا بار دو سابل La Part du Sable" والتي كان مقرّها باريس ونُشرت في القاهرة. انفصلَ حينين ويونان رسميّاً عن أندريه بريتون وتيّار السورياليّة الأساسيّ لعام 1948. في مقالهما "ملاحظات حول الزهد الهستيري Notes sur une ascèse hystérique " ينتقد يونان "الأساطير" السورياليّة، ويسعى بدلاً من ذلك إلى صياغة فلسفة جديدة. سخر يونان خصوصاً من إيمان السوريالية بالحقيقة بوصفها تابعة للأساطير البرجوازية، في حين يفترض أنها مُخلصة للاوعي. ميّزَ هذا الموقف الراديكالي يونان عن غيره من معاصريه من الفنانين التشكيليين، ولكنه قد تسبب له في انقطاع قصير عن صناعة الفن خلال حياته. بحسب المؤرخ الفنيّ بدر الدين أبو غازي، عانى يونان من "أزمة تعبير" وأنه قد وجد "مهنة ثانية" حيث عمل في القسم العربيّ في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفرنسية حتى عام 1956. كما التقى وتزوج امرأة بولندية، هي جوزيفا دروبنيك، وأنجب منها ابنتين، سيلفي وسونيا، في عامي 1949 و1951. خلال تلك الفترة كانت مصر تشهد تغيّراً كبيراً حيث أطاحت ثورة الضبّاط الأحرار عام 1952 بالنظام الملكيّ المصريّ. في عام 1956، أمر الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، مما أشعل العدوان الثلاثي الذي غزت فيه إسرائيل، من ثم فرنسا وبريطانيا، مصر. احتجّ يونان عندما تم فصل اثنين من زملائه من محطة راديو فرنسا بسبب رفضهما تكرار المشاعر المعادية للعرب على الهواء عام 1956، وقد فُصل من وظيفته وتم ترحيله إلى مصر في العام ذاته. لم يعد يونان إلى فرنسا بعدها.
عاد يونان إلى الفنّ بشكل كامل بعد حصوله على منحة حكومية عام 1960. تنبض لوحاته التجريدية التي أنجزها في أوائل الستينيات بألوان ترابية كثيفة من الرمادي والبني والأصفر والأخضر. وعلى النقيض من أعماله من بدايات الأربعينيات، لا تتضمنّ هذه اللوحات أشكالاً يمكن التعرف عليها، ربما رفضاً للحقيقة أو الشكل القابلَين للفهم، وهو ما يتوافق مع تنديده بتقنيات السورياليّة ومبادئها.
مثّل يونان مصر في بينالي ساو باولو (1961)، وبلغراد (1962)، والبندقية (1964)، وتوفّي في سن مبكرة نسبياً في القاهرة عام 1966 عن 53 عاماً. حظيت أعماله مؤخراً باهتمام جديد من خلال معارض "السوريالية المصرية" الأخيرة: (معرضان عام 2016) و"السوريالية العالمية" (2022).
نشرت ابنته سونيا يونان عام 2021 كتالوجاً شاملاً رصيناً باللغتين الفرنسية والإنجليزية، تضمّن نسخاً عن أعمال يونان الفنيّة وعن كتاباته، بالإضافة إلى أكثر من ثمانية عقود من النقد الفنيّ حول أعماله.