tbc

شاكر علي

بقلم سامينا إقبال

Shakir Ali

شاكر علي

مولود في 6 مارس 1916 في رامبور بالهند.

متوفّى في 27 يناير 1975 في لاهور في باكستان

المشاركة مع صديق

نبذة

كان شاكر علي فناناً ومعلّماً ومفكّراً بارزاً في تعزيز الفن التجريدي الحديث في باكستان. لقد كان واحداً من قلّة من الفنانين الأوائل من مستعمرة الهند ممن تلقّوا تعليماً فنيّاً رفيعاً في أوروبا. أثناء دراسته في أوروبا، تغيرت جغرافية شبه القارة الهندية بشكل جذري مع إنهاء الراج البريطاني عام 1947 وإنشاء الهند وباكستان كبلدين مستقلتين. اختار علي العودة إلى باكستان عام 1951 وكان له تأثير عميق على مجموعات الشباب، حيث كان في سعي محموم عن طرق جديدة للتعبير في الفنون البصرية. تقاطعت أعمال علي مع حركات مختلفة من الفن الغربي الحديث في أوائل القرن العشرين، ولعبت دوراً جوهريّاً في تشكيل الفن التجريديّ الحديث في السنوات التكوينية لباكستان. في عام 1952، أسس مع سبعة فنانين شباب مجموعة فناني "دائرة لاهور الفنيّة" والتي نشّطت الفن الحديث في باكستان من خلال الإنتاج والعرض باستمرار.

tbc

شاكر علي، زجاجة و فضاء، 1973، ألوان زيتية على قماش، 152.3 × 51 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

السيرة الذاتية

وُلدَ علي شاكر في السادس من مارس عام 1916 في رامبور في شمال الهند، لعائلة القومي الهندي المعروفة مولانا شوكت علي (1873–1938) ومولانا محمد علي (1879–1931). كان والده مهندساً وكانت والدته ربّة منزل. تلقى علي تعليمه الأوّل على يد مدرّس أوروبي خاص في المنزل ودرس المرحلة الابتدائية في الجامعة الملية الإسلامية. درس علي في كلية فيلاندرز سميث المرموقة في ناينيتال من أجل امتحان شهادة كامبريدج العليا. بدأ علي مسيرته الفنية في استوديو ساردا أوكيل براذرز في دلهي، حيث تعلم الرسم التقليدي بأسلوب مدرسة البنغال. في عام 1938، التحق بمدرسة السير جامسيتجي جيجيبهوي للفنون في مومباي، حيث تدرّب على أسلوب الرسم الأكاديميّ الأوروبيّ ودرس جماليات رسوم كهف أجانتا.

غادرَ علي إلى لندن عام 1947 للدراسة في مدرسة سليد للفنون الجميلة لمدة ثلاث سنوات. أخذه سعيه للفن عام 1949 إلى استوديو الرسام والمعلم أندريه لوت (1885–1962) في ميرماند جنوب فرنسا، حيث عمل لمدة ستة أشهر. في العام ذاته، حصل علي على منحة دراسية لدراسة تصميم المنسوجات في جامعة الفنون التطبيقية في براغ، تشيكوسلوفاكيا (التشيك منذ عام 1992). نمّت السنة التي قضاها في براغ فكرَه لدى استكشافه كتابات يوليوس فوتشيك (صحفي شيوعي تشيكي) وشِعر راينر ماريا ريلكه، التي أثّرت بشكلٍ عميقٍ على ممارسته الفنية. عاد علي عام 1951 إلى باكستان مع زوجته التشيكيّة، ودرّس فترة وجيزة في مدرسة باي فيرابايجي الثانوية في كراتشي. في عام 1952، تولّى منصباً تدريسياً في مدرسة مايو للفنون الصناعية في لاهور (الآن الكلية الوطنية للفنون في لاهور). وفي عام 1962، أصبح علي أوّل مدير للكلية الوطنيّة الباكستانية للفنون في لاهور.

في فترة وصول علي إلى لاهور، كان كبار فناني ما قبل التقسيم مثل عبد الرحمن تشغاتاي وأستاذ ألّاه بوكس يشغلون مناصب بارزة في المشهد الفني في باكستان بأساليبهم التصويريّة المميزة. روّج تشغاتاي لأسلوب الرسم الفارسي المغولي مشكّلاً هوية قوميّة إسلاميّة، في حين واصل ألّاه بوكس ممارسته في أسلوب الرسم الأكاديميّ الأوروبيّ، والذي عُرف به بالأستاذ. كانت زبيدة آغا هي الفنانة الوحيدة، في ذلك الوقت في غرب باكستان، التي قامت بتجربة الفن التجريدي، على غير المألوف، لتصنع موطن قوتها في الفن الباكستاني. كانت منمنمات زين العابدين الحداثويّة المرسومة بالقلم والحبر مطلوبة في شرق باكستان (حتى عام 1971 - بنغلاديش حالياً). في الوسط الفنيّ هذا، واجه علي التحدي المتمثل بصنع مكانه في المشهد الفني في باكستان. تواصل على الفور مع الدوائر الأدبيّة في المدينّة، من ضمنها كتّاب مشهورون مثل فايز أحمد فايز، وانتصار حسين، وسبت حسن، وحسن عسكري. بين "باك تي هاوس" و"كوفي هاوس"، أماكن التجمّع الشعبية للكتاب التقدمييّن والفنانيّن التشكيلييّن، ألهم علي زملاءه المثقفين بمعرفته وخبرته في الفن الغربي. ونظراً لخلفيته القوية في الرسم الهندي التقليدي والتعليم الغربيّ، أشركَ علي الفنانين الشباب في مناقشات حول ممارسات الفن الغربي الحديث. وألهمت معرفته مجموعة من الفنانين الشباب، بمن فيهم أنور جلال شمزا، وأحمد بارفيز، وعلي إمام، ومعين نجمي، والشيخ سافدار، ومريم حبيب، وراضية فيروز، لتشكيل جماعة فنيّة في عام 1952 والتي سمّيت "دائرة لاهور الفنيّة".


أعجب علي بفجاجة أسلوب كانجرا في رسم راجبوت والأعمال المبجّلة للمعلّمين الرسامين الأوروبيين مثل الرسام الإيطالي تينتوريتو (1518–1594) والرسام الإسباني الغريكو (1541–1614). ومن بين معاصريه، أُعجب بأعمال الرسامين الفرنسيين جورج براك (1882–1963) وهنري ماتيس (1869–1954). على الرغم من أن الألوان الزيتية أصبحت الوسيط المفضل لدى علي، إلا أن استخدامه الألوان الزاهية ومعالجته للمساحة يذكّر بلوحات كهف أجانتا وإلورا في الهند.

في المقابل، ألمَحَ استعماله الألوان والأشكال المبسطة إلى تيارات الفن التجريدي الغربي السائد. في أعماله السابقة بعنوان "طبيعة صامتة مع الأناناس والتفاح" (1955) و"طبيعة صامتة مع لفافة" (1954)، انصبَّ تركيزه على الخطوط المستقيمة والأقواس والدوائر السوداء السميكة. يمكن اعتبار هذا بمثابة تحية إلى الطبيعة الصامتة للفنان الهندي جاميني روي (1887–1972) أو لهنري ماتيس أوبابلو بيكاسو (1881–1973).

تطورت لاحقاً أعمال علي إلى لوحات تشخيصيّة عذبة بخطوط تأطيريّة منمقة ومبسطة. تألّفت بشكل أساسيّ من شخصيات ذات أرجل طويلة مدببة ورؤوس صغيرة وأقدام، ولكنها كانت متجذّرة برسوخ. استخدم رموز الشمس والقمر والطائر والقفص والثور والمرأة مراراً. كانت لوحاته تحمل أحياناً عناوين مبنية على الأساطير الغربية مثل "ليدا والبجعة" أو "أوروبا والثور". في إحدى مقابلاته الإذاعية مع سيد محبوب علي وخطار غزنوي عام 1964، تحدّث علي عن نوع الرسم المفضل لديه وهو الفن التجريدي. وقد صرّحَ: "على الرغم من أنني تعلمت من معلمين مختلفين، وأنواع مختلفة من الفن، إلا أنني أجد نفسي مرتبطاً بالفنّ التجريدي. فهو يتيح للمرء التعبير عن الحالة المزاجية التي يمكن أن تُعنى بالحالة الاجتماعية أو الجو العام، بدلاً من سرد قصة."

في الستينيات، رجع علي إلى تدريبه السابق في الرسم الجداري بنهج حداثيّ للفن التجريدي، واستكشف التخطيط العربي للقرآن الكريم بتعبير تصويريّ، وهو اتجاه شائع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أنجز على الأقل أربع لوحات جدارية في باكستان، من ضمنها واحدة في مكتبة البنجاب العامة وأخرى في المعهد الباكستاني للعلوم والتكنولوجيا النووّية بإسلام أباد. في تلك الفترة، كان علي شديد الاهتمام بشكل الحروف العربية. كذلك استخدم لاحقاً أشعار مرزا غالب بالأورديّة لمواصلة تقاليده المُحدَثة.

إن تهجين علي للتقاليد الهندية المتمثلة في الألوان الزاهية والمسطحة والخطوط المحيطية السوداء واحترام الفضاء ثنائي الأبعاد مع الروح الغربيّة في تجريد الأشكال والسطوح والمجسمات قد عزز موجةً جديدة من ممارسات الفنّ الحديث في باكستان. قادَ دوره الجوهري في تأسيس دائرة لاهور الفنيّة إلى تشكيل الاتجاهات التقدميّة بين الفنانين الناشئين في باكستان.

من بين طلابه العديدين ومن أشدّهم تميزاً وإنتاجاً هو الفنان الباكستاني المعاصر زهور الأخلاق، أحد أبرز الفنانين المعاصرين في باكستان. تقاعد علي من الكلية الوطنية للفنون في لاهور عام 1973 وتوفي في 27 يناير 1975 بعد فترة قصيرة قضاها مع المرض.

أعمال علي موجودة ضمن مجموعات غاليري ليديس بتشيكوسلوفاكيا، ومؤسسة قطر في الدوحة، ومتحف لاهور ومجلس الحمراء للفنون في لاهور، والمجلس الوطني للفنون الباكستانية، وغاليري باكستان الوطنية، ومكتبة البنجاب، والمعهد الباكستاني للعلوم والتكنولوجيا النووية في إسلام أباد، والعديد من المجموعات الخاصة. في عام 1967، حصل علي على جائزة فخر الأداء الرئاسية (واحدة من أعلى الجوائز التي تمنحها حكومة باكستان للمدنيين الباكستانيين تقديراً للعمل المتميز والجدير بالتقدير في مجالات الفن والأدب والرياضة والطب والعلوم) وفي عام 1971 حصل على "سيتارا- امتياز" (أعلى جائزة مدنية تمنحها حكومة باكستان تقديراً للمساهمات البارزة في تاريخ باكستان).

معارض مختارة

معارض فردية

1966

….. البداية، الكلية الوطنية للفنون لاهور، باكستان

روالبندي، باكستان

1960

شاكر علي: معرض للوحات، مجلس الفنون الباكستاني، لاهور، باكستان

1957

مجلس الفنون، كراتشي، باكستان

شاكر علي، قسم الفنون، جامعة البنجاب، لاهور، باكستان

معارض جماعية

2016

نايا دور: شاكر علي ودائرة لاهور الفنية، الحمراء: مجلس الفنون الباكستاني، باكستان

1974

معهد غوته، كراتشي، باكستان

1971

المعرض الافتتاحي لغاليري إندوس، كراتشي، باكستان

1960

مهرجان الشباب الباكستاني: معرض للوحات، الحمراء: مجلس الفنون الباكستاني، باكستان

1955

تمثيل باكستان في بينالي ساو باولو بالبرازيل الثالث.

1954

معرض دكا للفنون الباكستانية، مجلس الفنون دكا.

كلمات مفتاحية

الفن التجريدي، الفن الباكستاني الحديث، فن ما بعد الاستقلال، أندريه لوت، الطبيعة الصامتة، ليدا والبجع، التجريد الحروفيّ، ساردا أوكيل، حداثة جنوب آسيا، مدرسة مايو للفنون لاهور، الكلية الوطنية للفنون لاهور، تاريخ الفن الباكستاني.

المراجع

أحمد، جلال الدين، الفن في باكستان، الطبعة الثالثة، منشورات باكستان، كراتشي، 1964.

أحمد، جلال الدين، الرسامين المعاصرين في باكستان، مجلس الفنون الباكستاني، كراتشي، 1958.

علي، أمجد، فنان- مؤسسة، قسم الثقافة في باكستان، إسلام آباد، 1987.

علي، شاكر، المتعة والشخصية Fun Aur Shakhsiyat، المجلس الوطني للفنون، إسلام آباد، 1982.

دادي، افتخار، الحداثة وفن مسلمي جنوب آسيا، مطبعة جامعة نورث كارولينا، تشابل هيل، 2010.

هاشمي، سليمة، خمسون عاماً من الفنون البصرية في باكستان، سانج ميل، لاهور، 1997.

نايا دور: شاكر علي ودائرة لاهور الفنية، سليمة هاشمي، سامينا إقبال (تحرير)، كتالوج المعرض، منشورات سانج ميل، لاهور، 2017.

الإمام سيد علي، شاكر علي، دونيس 3، رقم 5 (1981): 47–50.

ماريك، جان، شاكر علي، في الشرق الجديد: مجلة الثقافات الحديثة والقديمة في آسيا وإفريقيا 6، رقم 4، (1967): 112–114

ماجد، شيماء، Muṣavvir Shākir ʻAlī kī nas̲r، المجلس الوطني الباكستاني للفنون، إسلام آباد، 1995.

ميتر، بارثا، الفن الهندي: تاريخ الفن، مطبعة أكسفورد، لندن، 2001، ص.214–15

مولكا، آنا، شاكر علي، مطبعة جامعة البنجاب، لاهور، 1957.

نكفي، أكبر، تحويلات السلطة والإدراك: أربعة فنانين باكستانيين Transfers of Power and Perception: Four Pakistani Artists، الفنون والعالم الإسلامي 32، المجلد الخاص: خمسون عاماً من الفن في باكستان (1997): 9–15

نكفي، أكبر، الصورة والهوية: الرسم والنحت في باكستان 1947–1997، مطبعة جامعة أكسفورد، كراتشي، 1998، 189–342

سرهاندي، مارسيلا نسوم، الرسم المعاصر في باكستان، لاهور، 1992.

سيرهاندي، مارسيلا نسوم، الرسم في باكستان 1947–1997، الفنون والعالم الإسلامي 32، المجلد الخاص: خمسون عاماً من الفن في باكستان (1997): 17–32

ويلي، سيمون، الفن الحديث في باكستان: التاريخ والتقاليد والمكان، روتليدج، الهند، 2015، 17–39.

قراءات إضافية

جوهر علي، شاكر علي: الرغبة في الانتماء Shakir Ali: Urge to Belong، آرت آسيا 1، رقم 2، ربيع 1960، ص. 9–28.

هـ. زمان، شاكر علي: شغف النقاء Shakir Ali: Passion for Purity، مورنينغ نيوز، 30 يناير 1975.

حسن، إيجاز يول، المدينة على قماش، النجم، أغسطس 1982، ص 27–31.

حسن، إيجاز يول، الرسم في باكستان، فيروزسونز (بي في تي) إل تي دي. لاهور: 1991.

مير، سافدار، شاكر علي: رسام الرسامين، الفن المعاصر في باكستان، المجلد الأول، العدد. 6 (يونيو 1960)، ص 2–9.

ويلي، سيمون، شاكر علي. دائرة لاهور الفنية، مساهمة ثقافية، في: نايا دور: شاكر علي ودائرة لاهور الفنية، سليمة هاشمي، سامينا إقبال (تحرير)، كتالوج المعرض، منشورات سانج ميل، لاهور، 2017، 37 –43.

فنانو جنوب آسيا في أكاديمية أندريه لوت، في: أندريه لوت وطلابه الدوليين، زينب كوبان وسيمون ويلي (تحرير)، مطبعة جامعة إنسبروك، إنسبروك، 2020، 189–207. https://www.uibk.ac.at/iup/buch_pdfs/9783903187788.pdf

مجموعة ليديس للفن الحداثي في فترة ما بعد الحرب: تاريخ فني مستنير بالمشاركة والتداول The Lidice Collection of Postwar Modernist Art: An Art History Informed by Engagement and Circulation، في: Come Closer: The Biennale Reader، فيت هافرانيك، تيريزا ستيسكالوفا (تحرير)، مطبعة ستيرنبرغ و ترانيزيت تشيك، برلين وبراغ، 2020، 51–72.