tbc

سعاد العطار

بقلم تيفاني فلويد

Suad al-Attar

سعاد العطار

ولدت عام 1942في بغداد، وتقيم وتعمل في لندن

المشاركة مع صديق

نبذة

وُلدت سعاد العطار في بغداد في العراق. وهي واحدة من أبرز الفنانات العراقيات، درست العطار في جامعة ولاية كاليفورنيا أواخر خمسينيات القرن الماضي، وحصلت على بكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة بغداد أوائل الستينيات. تابعت أيضاً دراستها العليا في لندن، حيث درست فن الحفر الطباعة في كلية ويمبلدون للفنون والمدرسة المركزية للفنون والتصميم. وبعد أن أنهت دراستها، درّست العطار في جامعة بغداد. في عام 1965، أصبحت أول امرأة تُقيم معرضاً فردياً في بغداد. تعمل العطار في الطباعة والرسم معتمدةً على قيم جرافيكية على مساحات مستوية وخطيّة. للوحاتها القماشية طابع سوريالي، وهي مسكونة غالباً بكائنات أثيرية وسط فضاءات من عوالم أخرى، تُردّ إلى التراث الأدبي العراقي الغنيّ، بما في ذلك الشعر الملحمي وأساطير بلاد الرافدين. توجد أعمال العطار في مجموعات خاصة وعامة، بما فيها العديد من المؤسسات الفنية المرموقة، مثل المتحف البريطاني في لندن ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة في قطر. تعيش وتعمل حالياً في لندن.

السيرة الذاتية

سعاد العطار هي شخصية محوريّة ضمن جيل الفنانين الذين قد تكونوا اعتماداً على أساس تعليميّ وضعه معلمو الفن المؤثرون من أمثال حافظ الدروبي (1914–1991) وفائق حسن (1914–1992). لم تكن فقط أحد أبرز فناني العراق، بل كانت أيضاً رائدة بمسيرتها التي امتدت على مدار ستة عقود. في عام 1957، أقامت العطار بالرغم من صغر سنها معرضاً كبيراً للوحاتها في مدرسة الأعظمية للبنات في بغداد، والذي نال إعجاب الفنانين الأسبق والأكثر شهرة ومن بينهم جواد سليم. بعد إنهائها المرحلة الثانوية، انتقلت العطار وزوجها إلى سان لويس أوبيسبو في كاليفورنيا، حيث التحقت بدروس الفن في جامعة ولاية كاليفورنيا. في أوائل الستينيات، انتقلت عائلتها إلى بغداد، حيث تابعت العطار دراستها الفنيّة في جامعة بغداد لتحصل على شهادة جامعية في الفنون الجميلة. عملت بعد ذلك مدرّسة في جامعة بغداد حتى عام 1975. بعد انتقالها إلى لندن عام 1976، أكملت العطار دراستها العليا في الحفر والطباعة في كلية ويمبلدون للفنون وكليّة لندن المركزية للفن والتصميم.

كانت فترة الستينيات في بغداد فترةَ زاخرة بالإبداع للعطار، حيث عرضت بانتظام وباعت أعمالاً باستمرار محققةَ اعترافاً واسعاً. في عام 1964، أقامت الفنانة معرضاً كبيراً في قاعة الهلال الأحمر في بغداد، لتصبح أول امرأة تقيم معرضاً فرديّاً في المشهد الفني في بغداد، حيث كانت المعارض الجماعية هي السائدة. بعد هذا المعرض البارز، أقامت العطار معرضاً في غاليري الواسطي للفن (1966) وفي نادي العلوية (1970) في بغداد. كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية داخل العراق وخارجه.

بلغ إنتاج العطار الفنيّ أوجه في السبعينيات في وقت اكتسب فيه الفن العراقي شهرة عالميّة غير مسبوقة. كثيراً ما موّلت الحكومة الفنانين للسفر إلى الفعاليات الفنيّة الدوليّة، ودَعَت الفنانين الأجانب للمشاركة في المهرجانات والمعارض الفنيّة المحليّة. لعبت العطار دوراً بارزاً خلال تلك الفترة فعرضت أعمالها على نطاق واسع في بينالييات دولية، حيث حازت العديد من الجوائز، وتحديداً في بينالي لندن (1978) والقاهرة (1984) والبرازيل (1985) ومالطا (1995). كما شاركت العطار في بينالي العالم الثالث للفنون الجرافيكية في لندن عام 1980، والذي جمع فناني الحفر بالطباعة من مختلف الدول في استكشاف جماعي للوسيط.

تعيش العطار في لندن منذ عام 1976. تستقي أعمالها الإلهام من ماضي العراق الفلكلوري بما فيه الشعر العربي والتاريخ والأساطير. تظهر المخلوقات المجنحة والمركبة كموضوعات أساسية لدي الفنانة، مستحضرةً الثقافة البصرية الأشورية والسومرية. بعض التشكيلات الأخرى الشائعة مثل النخيل والخيول والطواويس هي دلالات على تأثيرات بلاد الرافدين وإسلام القرون الوسطى. لقد أصبحت هذه العناصر في المخيال الشعبي رموزاً قوية تمثل العراق نفسه، سواء في إشارة إلى الواقع أو إلى تصوّر نوستالجي عن الوطن. إضافة إلى ذلك، شكلت الأشعار الكلاسيكيّة والمعاصرة في المنطقة مصدر إلهام دائم لها. على سبيل المثال، قدمت ملحمة جلجامش القديمة من بلاد الرافدين خلفية أدبية لتفسيرات العطار البصرية في بناء القصة والشخصيات. كما رسمت الفنانة موازيات نصية بشكل واضح عندما خطَّت أبياتاً من الشعر على المشاهد والشخصيات أو حولها. وتتصف رؤيتها لماضي العراق وحاضره بكونها مشبعة بخصائص خيالية. تضم أعمالها مناظر طبيعية سوريالية ومخلوقات أسطورية وشخصيات ملحمية. كما أن بورتريهاتها مفعمة بقيم حُلُميّة. تستحضر الطبيعة المتخيلة للوحات العطار حكايات خيالية من الأيام الماضية وتنقل المشاهد إلى فضاء من عالم آخر. تنبثق شخصياتها أحاديّة اللون من مناظر طبيعية خلّابة أو من خلفيات معمارية أثيريّة. تحدق هذه الشخصيات بالمشاهد وتدعوه إلى المشاركة في حكاية ملحمية مشبعة بالانفعالات وكأن الجمهور هو المفسر النهائي للمشهد الملغّز.

بدافع من حساسيتها الجرافيكيّة، يتصف الكثير من أعمالها باستواء السطوح والخطية والرمزية، ويتميز بتصميمات نقشيّة تطفوا بين الشخصيات البشرية والحيوانية وتؤطّرها. تلعب الأنماط والزخارف دوراً محورياً في تركيباتها، ما يعزز فكرة تأثر أسلوبها بالاستناد إلى المنمنمات الإسلامية. يُقرأ هذا التأثر أيضاً عبر استخدام العطار خطوط أفق عالية، ومساحات معمارية متعددة الطبقات، ومخططات لونية نابضة، وعناصر طبيعية مصغرة تشبه النسيج. ​

إن تأويلات العطار للشعر والفنون الشعبية ذاتية للغاية وتستحضر عالماً داخليّاً من الخيال والمشاعر. يتميز فنها بخصائص تأملية، على الرغم من أنه يمكن (بل ويجب) أن يرى ضمن تقاليد الفن العراقي الحديث التي دشّنتها شخصيات مثل فائق حسن (1914–1992) وجواد سليم (1919–1961). لقد طوّرت العطار مجموعة شخصية من الرموز التي تكشف عن تفاعل حميم مع موضوعاتها من خلال الاستكشاف الذاتي والتذكّر. استوحت العطار هذه الرموز من ذكريات طفولتها، متضمنةَ الذهب لتمثيل قباب المدينة والأسماك لدجلة والديك للحياة في العراق، وكلها تذكر بالوطن. في الواقع، إن مزج العطار بين عالم الأحلام والواقع تحوّليّ، يسهم في فهم غيبي للتراث الثقافي العراقي الغني مثلما يظهر عبر منظار الفنانة الذاتي العاطفي. تواصل أعمال العطار الحديثة توظيف هذه القيم الخيالية الانفعالية، مدرجةَ الواقع الوطني الحالي بشكلٍ أكثر مباشرة، ومستكشفةً ومعبّرةً عن الآلام التي يعاني منها العراق منذ التسعينيات.

تتوفر أعمال العطار في مجموعات خاصة وعامة، منها المتحف البريطاني والمتحف العربي للفن الحديث في الدوحة. وكذلك أدرجت أعمالها في اللائحة الحمراء للمتحف العراقي الوطني للفن الحديث، بعد نهبها من المتحف في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

معارض مختارة

معارض فردية

2018

تشيلسي آرت كلوب، لندن، المملكة المتحدة.

2016

سعاد العطار: في معرض استعادي، متحف لايتون هاوس، لندن، المملكة المتحدة.

2011

شجرة الحياة: رؤى من جنات عدن، متحف لايتون هاوس، لندن، المملكة المتحدة.

2006

دموع المدينة القديمة، متحف لايتون هاوس، لندن، المملكة المتحدة.

تحية لأرضي وحلم بعالم مسالم Homage to My Land & Dreaming of a Peaceful World ، معرض غرين آرت، دبي، الإمارات العربية المتحدة.

2002

سعاد العطار: أساطير وتأملات، تشيلسي آرت كلوب، لندن، المملكة المتحدة.

2000

غاليري غرين آرت، دبي، الإمارات العربية المتحدة.

1999

سعاد العطار، غاليري ألبمارل، لندن، المملكة المتحدة.

1997

أحلام وأساطير، متحف لايتون هاوس، لندن، المملكة المتحدة.

1993

متحف لايتون هاوس، لندن، المملكة المتحدة.

1986

متحف الفن الحديث، الكويت.

1985

غاليري ألف والصندوق الثقافي العربي الأميركي، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية.

1983

سعاد العطار: لوحات حديثة، غاليري جرافيتي، لندن، المملكة المتحدة.

1981

سعاد العطار: حفر وطباعة حجرية، غاليري أنيكس، ويمبلدون، لندن، المملكة المتحدة.

1974

مركز استقبال الشرق الأدنى، باريس، فرنسا.

1972

غاليري وان، بيروت، لبنان.

1970

سعاد العطار، نادي العلوية، بغداد، العراق.

1968

غاليري وان، بيروت، لبنان.

1966

غاليري الواسطي، بغداد، العراق.

1964

غاليري قاعة الهلال الأحمر.

معارض جماعية

​2008

ماضي العراق يتحدّث إلى الحاضر، المتحف البريطاني، لندن، المملكة المتحدة.

2003

مهرجان سبوليتو للفنون، إيطاليا.

معرض مجموعة قصر وارف، لندن، المملكة المتحدة.

مركز اليونسكو، مجموعة المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، باريس، فرنسا.

​2002

مهرجان سوسة الدولي الرابع والأربعون للفنون، تونس.

نساء العالم: مجموعة فنية عالمية، أوهايو، الولايات المتحدة الأميركية.

مهرجان أصيلة الثقافي الدولي الرابع والعشرون، أصيلة، المغرب.

​2001

نساء العالم: مجموعة فنية عالمية، جامعة ماريلاند، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية؛ وايت كولومنز، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية (2000).

2000

كتابة العربية، المتحف البريطاني، لندن، المملكة المتحدة.

معهد فلينت للفنون، ميشيغان، الولايات المتحدة الأميركية.

غاليري غرين آرت، دبي، الإمارات العربية المتحدة.

1999

استوديوهات ريفرسايد، لندن، المملكة المتحدة.

1998

المعرض الصيفي الـ 230، الأكاديمية الملكية للفنون، لندن، المملكة المتحدة.

​1997

فن الـ 97: معرض لندن للفن المعاصر (آرت فير)، لندن، المملكة المتحدة.

​1995

قوى التغيير، غاليري وولفسون والمعرض المركزي، كلية ميامي ديد، ميامي، الولايات المتحدة الأميركية، ومركز جوينيت للفنون الجميلة، أتلانتا، الولايات المتحدة الأميركية.

بينالي مالطا الدولي الأول للفنون، مالطا.

معرض تريغ أكواريل الدولي للألوان المائية، تريجاستيل، فرنسا.

​1994

قوى التغيير، المتحف الوطني للمرأة في الفنون، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية، ودادلي هاوس، قاعة ليمان، جامعة هارفارد، كامبريدج، الولايات المتحدة الأميركية.

1993

المعرض الصيفي 225، الأكاديمية الملكية. الفنون، لندن.

​1991

المعرض الصيفي 223، الأكاديمية الملكية للفنون، لندن.

​1989

فن معاصر من العالم الإسلامي، مركز باربيكان، لندن، المملكة المتحدة.

1986

معهد العالم العربي، القصر الكبير، باريس، فرنسا

1985

بينالي تايوان الدولي للطباعة، تايوان

ترينالي الطباعة الدولي، كراكوف، بولندا

بينالي كابو فريو الدولي الثاني للطباعة، البرازيل

​1984

المعرض الحادي والخمسون للجمعية الوطنية للرسامين والنحاتين وفناني الطباعة، غاليريات مول، لندن، المملكة المتحدة

بينالي القاهرة الأول، مصر

​1983

معرض الفنانون العرب المعاصرون الثالث، المركز الثقافي العراقي، لندن، المملكة المتحدة

1982

المتحف الوطني للفنون الجميلة، عمان، الأردن

المعرض النرويجي الدولي السادس للطباعة، فريدريكستاد، النرويج

1981

مهرجان أصيلة للفنون والثقافة، المغرب

​1980

بينالي العالم الثالث للفنون الجرافيكية، المركز الثقافي العراقي، لندن، المملكة المتحدة وبغداد، العراق

1979

معرض اللوحات العراقية المعاصرة، رابطة خريجي الجامعات العربية الأميركية، شيكاغو الولايات المتحدة الأميركية

1978

مسابقة جائزة ستويلز، الأكاديمية الملكية للفنون، لندن، المملكة المتحدة.

​1976

المهرجان الدولي للرسم في كاني سور مير، فرنسا.

معرض التضامن الدولي للفنانين التشكيليين، "فنان ضد العنصرية"، المتحف الوطني للفن الحديث، بغداد، العراق.

جناح العراق في بينالي الفن العربي الثاني، الرباط، المغرب.

1974

ترينالي الهند، نيودلهي، الهند.

المعرض السنوي السادس عشر لجمعية الفنانين العراقيين، بغداد، العراق.

جناح العراق في بينالي الفن العربي الأول، بغداد، العراق.

1973

المتحف الوطني للفن الحديث، بغداد، العراق.

الجوائز والأوسمة

​1999

جائزة الامتياز (CIB Award)، تقديراً للوحات مسرح هولاند بارك للأوبرا عام 1998

1995

جائزة التميّز، بينالي مالطا الأول​

1985

جائزة فخرية، معرض بينالي كابو فريو الدولي الثاني لفنون الحفر، البرازيل​

​1984

ميدالية ذهبية والجائزة الأولى، بينالي القاهرة الدولي، القاهرة، مصر​

جائزة ميرو (الجائزة الأولى)، معرض تكريم بابلو بيكاسو وخوان ميرو، مدريد​

1978

مرتبة الشرف، بينالي العالم الثالث لفن الغرافيك، لندن، إنجلترا​

كلمات مفتاحية

أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، فن الحفر والطباعة، الفنون الغرافيكية، بلاد الرافدين، تأملية، صوفي، غيبي، مناظر طبيعية، مخلوقات مركّبة، ملحمة كلكامش، المنمنمات الإسلامية، بينالي، الرمزية.

المراجع

شوبير، نسمة، سعاد العطار، دار هيني للنشر، لندن، 2022

غاليري ألبيمارل، سعاد العطار، لندن: غاليري ألبيمارل، 1999

وجدان علي، الفن الإسلامي الحديث: تطوّر واستمرارية، غينسفيل: مطبوعات جامعة فلوريدا، 1997

وجدان علي، فن معاصر من العالم الإسلامي، عمان: الجمعية الملكية للفنون الجميلة، أيسيكس، إنكلترا: منشورات سكوربيون، 1989.

جبرا إبراهيم جبرا، القاعدة الشعبية للفن العراقي (The Grass Roots of Iraqi Art)، جيرسي: واسط المحدودة للغرافيك والنشر، 1983

جيوتي كالسي، الحلم بعالم أفضل، غولف نيوز، 7 ديسمبر، 2006. http://gulfnews.com/arts-entertainment/visual-performing-arts-2.313/dreaming-of-a-better-world-1.39799

فينيشيا بورتر، الكلمة في الفن: فنانون من الشرق الأوسط الحديث، لندن: مطبوعات المتحف البريطاني، 2006.

نزار قباني وأنغوس ستيوارت، سعاد العطار، ترجمه سهيل بشروي إلى الإنكليزية، لندن: مؤسسة المدد، 2004.

سعاد العطار: أساطير وتأملات (لندن: نادي تشيلسي للفنون، 2002).

سعاد العطار: لوحات حديثة (لندن: معرض غرافيتي، 1983).

قراءات إضافية

أسمهان الكرجوسلي، محطة تلفزيون الشرق الأوسط، برنامج لوحة وفنان، مقابلة مع سعاد العطار، 2013. تمت زيارة الموقع في 21 فبراير 2014. https://www.youtube.com/watch?v=wM2DPsqokjU

زينب البحراني وندى الشبوط، الحداثة والعراق، غاليري مريم وإيرا والاك، نيويورك: جامعة كولومبيا، 2009.

موقع المتحف البريطاني على الإنترنت، سعاد العطار (العراق ـ المملكة المتحدة)، استلهام من قصيدة، حفر على ركيزة لينة وتلوين باليد مع حفر غائر بالحمض (أكواتنت)، نسخة الفنانة. تمت زيارة الموقع في 21 فبراير 2014. https://www.britishmuseum.org/explore/online_tours/museum_and_exhibition/word_into_art/suad_al-attar_iraq-uk,_inspi.aspx

ندى الشبوط، سجّل: قرن من الفن الحديث، الدوحة: المتحف العربي للفن الحديث، هيئة متاحف قطر، 2010.