السيرة الذاتية
وُلد أونڤر شافي خان في كراتشي في باكستان عام 1961. تلقّى تعليمه الأوّل في كراتشي وأتمّ دراسته الثانويّة في الكليّة العسكريّة حسن أبدال (أتوك). تخرّج عام 1984 في كلية كينيون، أوهايو، الولايات المتحدة الأميركية باختصاص مزدوج في فنون الاستوديو والأدب الإنكليزيّ. شجّعه اهتمامه بالأدب ورفقته للشاعر والباحث فردريك تورنر (مواليد 1943) في قسم الأدب الإنكليزيّ على اتخاذ هذا الأدب كاختصاص له. كتب خان رسالة التخرّج الجامعية عن الشاعر الأميركي الشهير والاس ستيڤنز (1879–1955). ساعدته سنواته في كينيون ليصبح ضليعاً بأصول الفن الغربي وتاريخ الفن. أثّرت دراسة خان للأدب الإنجليزي وتاريخ الفن تأثيراً عميقاً على عمليات تفكيره الفنيّة ونظرته إلى العالم. وفي وقتٍ لاحقٍ، بعد عودته إلى باكستان، طوّر اهتماماً كبيراً بالرسم الهندي التقليدي.
في رسومه الأولى صغيرة الحجم والمنفذة بقلم الحبر والحبر من سنوات دراسته في الولايات المتحدة بين عامي 1980 و1984، اختبر صناعة العلامات (مارك ميكينغ) بالنقاط والخطوط المرسومة بعناية ودقة على الورق بقلم الحبر الأسود والأبيض.
بعد تخرّجه من كلية كينون، عاد خان إلى باكستان عام 1984 وأنشأ استوديو في منزل أجداده في كراتشي. عملَ في شركة إعلانات مدير تصميم لكسب معيشته وذلك مع متابعة ممارسته الفنيّة. كفنان شابٍّ ناشئٍ في الخامسة والعشرين من العمر، أقنعَ خان الفنان الحداثيّ المبدع وصاحب صالة عرض سيد علي إمام (1924–2022)، بإقامة عرض فرديّ له في غاليري إندوس في كراتشي. تضمّنت الأعمال المعروضة رسوماته صغيرة الحجم المرسومة بدقة على ورق السينيلير الفرنسي بقلم الحبر والأحبار ولوحاتٍ زيتيّةٍ على القماش بحجمٍ كبير، مستكشفاً في التعبيرية التجريدية. كانت هذه الأعمال الضخمة غالباً تطويرات على رسومه الصغيرة بالقلم والحبر.
بوسائط مختلفة، سبرَت رحلة خان الفنيّة باستمرار أغوار اللون والشكل والانفعال المكانيّ وصناعة العلامات (مارك ميكينغ). واصلَ في أوائل التسعينيات بحثه في الألوان الزيتية وابتعد عن التجريد الخالص. اختُصرَت رسومه السابقة ذات الملمس المثقل والمعقدة إلى أشكال تجريدية بسيطة، مثل الوجه الخلفي من جذعٍ أنثويّ عارٍ، مرسوم بمجموعة لونيّة أحاديّة من الأزرق أو الأخضر أو الأحمر.
ألّفَ خان سلسلةً بعنوان "بعد المنمنمات" مستنداً إلى دراسته الدقيقة للوحات والأعمال الهنديّة التقليديّة لعبد الرحمن تشوغتاي (1894–1975) وأنور جلال شيمزا (1928–1985). لقد استلهمَ من المنمنمات الهنديّة التقليديّة، لكنه قد اخترع تراكيبه الخاصّة، وترجمها على نطاق أوسع باستخدام الألوان الزيتيّة. تمركزت الأشكال المألوفة المبهمة في وسط سطح الصورة كشكل عملاق واحد، مظهرةً حساسية خان القوية في التصميم وخلق الانفعال.
في منتصف التسعينيات، تابع خان تطوير رسومه بالقلم والحبر، وبدأ في دمج الأحبار الملونة وأقلام الرصاص، وبالتوازي، عمل على زيتيّات قماشيّة بقياسات كبيرة متضمنةً على نحو أكثر عناصر دلالية مثل الحيوانات والنباتات والأشكال المجرّدة. في عام 1996، أنجزَ "شامياناس Shamianas" (خيم الزفاف) و"بُركاس Burqas" (غطاء من الرأس إلى القدمين للنساء)، وهي أعمال دلّت على براعة خان بمعالجة السطوح من خلال تطبيق الطلاءات الزيتيّة عبر طبقات رقيقة عدّة. وبحلول أواخر التسعينيات، أضافَ الأكريليك على القماش إلى وسائطه بنهج أكثرَ تجريبيّة مع الاستمرار في استخدام النقاط، والتي رافقت رحلته الفنية من البداية إلى النهاية.
في مطلع الألفية، رسمَ خان "سلسلة فابوليست Fabulist" (الخرافيّات) بقياسات صغيرة وباستخدام ألوان حيويّة. زُيّنت الأسطح بدقّة مع عدد لا نهائي من النقاط التي عُرف بها والضربات القصيرة، مستخدماً أدوات رسم مختلفة مثل أقلام القصب وأقلام التخطيط وريَش الكتابة والفرش وأقلام التحديد وأقلام الرصاص، محمّلةً بزخارف تشبه المجوهرات وتشغل السطح ثنائي الأبعاد كما لو أنّه قد أُنجز في تأمّل. تستعيد هذه السلسلة أيضاً إشادته بالمنمنمات الهنديّة التقليديّة. لقد أنتج خان العديد من الأعمال الأخرى على المسار ذاته، وبجانب إعطاء اسم لكلّ منها، أطلق على مجموع السلسلة عنوان "بالأسلوب الخرافيّ Fabulist Style" كونه قد أصبح أسلوباً بالنسبة له.
تُظهِر أعمال خان الفنيّة ذات القياسات الصغيرة بوضوح تمكّنه وشغفه بالألوان والملمس، وتبيّن أعماله الكبيرة قدرته على التشكيل برقّة. يمكن قراءة الأشكال العضوية التي يستخدمها كتعابير عن الجندرية. إن سرديّات أعماله مستمدّة من تقاليد الفنون والحرف المحليّة والحكايات الخُرافيّة من المراجع الأدبيّة والخياليّة. يتنقّل خان بسهولة بين الألوان والزيتيّة والأكرليك ويعمل على عدة لوحات في وقتٍ واحد. يفضّل الرسم على الأرض بدلاً من استخدام الحامل، ويطبّق الألوان الزيتيّة بعناية شديدة عبر طبقات رقيقة متعددة. يوّلد تطبيق الألوان على هذا النحو سطحاً مطليّاً يعكس الضوء بطريقة تجعل اللوحة تبدو مضيئة. تختلفُ أعمال أونڤر الكبيرة والصغيرة الحجم من ناحية التقنيّة والوسيط فقط، لكن الروح التصويرية، بما في ذلك الأشكال الحيوية، والإيحاءات الجنسية، واستخدام الألوان هي صفات مشتركة.
أعمال خان موجودة في غاليري الكومنولث، لندن، المملكة المتحدة؛ وروكفورد كوتينج، إلينوي، الولايات المتحدة الأميركية؛ والخطوط الجوية الباكستانية الدولية، نيويورك؛ والكلية الباكستانية للموظفين الإداريين، لاهور؛ ومجموعات خاصة أخرى في أنحاء العالم.