tbc

باية محي الدين

بقلم إيما تشب

Baya Mahieddine

باية محي الدين

Baya; Fatima Haddad

مولودة في برج الكيفان في الجزائر عام 1931

متوفّاة في 9 نوفمبر 1998 في بليدة في الجزائر

المشاركة مع صديق

نبذة

كانت الرسّامة الجزائريّة المعروفة بباية محي الدين (اسم مستعار لفاطمة حداد) فنانةً تشخيصيّة. في عام 1947، عندما كانت الفنانة في السادسة عشرة من عمرها، أقامت معرضاً فردياً في غاليري "ماخت" في باريس بفرنسا، وشاركت في المعرض السورياليّ الثاني الذي نظمه أندريه بريتون. على الرغم من أن باية لم تلتحق بمدرسة فنيّة، فإنها رسمت منذ صغرها إلى جانب مارغريت كامينات بن حورة، وهي رسامة وجامعة فرنسية "اكتشفتها" عندما كانت باية في الحادية عشرة من عمرها. غالباً ما وُصفت لوحات باية في بدايات الحقبة الاستعمارية بأنها "فطريّة" و"بدائية" و"طفولية"، مستخدمةً الألوان الأساسيّة الزاهية لتصوير مشاهد مبهجة، والتي تكررت فيها النساء والطيور والنباتات. اعتُرفَ بأهمية باية في حداثة القرن العشرين من خلال معارض فرديّة وجماعيّة، بما في ذلك العديد من المعارض التي أقيمت بعد وفاتها في فرنسا والولايات المتحدة.

Les deux musiciennes, 1966 Gouache and graphite on paper at Mathaf showcases Baya Mahieddine's abstract painting.

باية محي الدين، العازفتان، 1966 ألوان الغواش و الجرافيت على ورق، 99 × 148.5 سم. الصورة: بإذن من متحف: المتحف العربي للفن الحديث

سيرة ذاتية

يشار إليها غالباً بـ "باية" فقط، وُلدت الرسامة الجزائرية باية محي الدين، فاطمة حداد بالمولد، ضمن عائلة قبائلية فقيرة في برج الكيفان، قرب الجزائر العاصمة. تيتّمت باية في الخامسة من عمرها وعاشت مع جدتها حتى الحادية عشرة، عندما "اكتشفتها" مارغريت كامينا بن حورة. كانت بن حورة سيدة فرنسية عاشت حينذاك في الجزائر العاصمة وعملت في قسم المحفوظات في المكتب الإسلامي الخيريّ. كانت أيضاً رسامةً، وضمت مجموعتها الخاصة من الأعمال الفنية لوحات لجورج براك وهانري ماتيس. بعد لقائهما، انتقلت باية إلى منزل بن حورة في العاصمة حيث بدأت ترسم، وكانت بن حورة غالباً ما تثني على جهودها. تشير بعض المصادر أن باية عملت أيضاً خادمة في هذا المنزل.

أقامت باية أول معرض لها عام 1947 عندما كانت في السادسة عشرة من العمر، في غاليري ماخت في باريس. نظم إيمي ماخت (1906–1981)، صاحب الغاليري، هذا المعرض الفرديّ بعد أن شاهد أعمال باية في منزل بن حورة. في العام ذاته، عرض مؤسس مجموعة السورياليين أندريه بروتون (1896 – 1966)، أعمالها في المعرض السوريالي الثاني. إضافة إلى ذلك، كتبَ مقدمة المجلد الصادر عن معرضها في غاليري ماخت، وكانت بعنوان "خلف المرآة". ومع أن باية لم تلتحق بأية مدرسة فنون رسمية، فقد أتاحت لها علاقات بن حورة في فرنسا السفر إلى باريس في البداية، ثم إلى ڤالوريس، حيث عملت في صناعة الفخار والتقت بابلو بيكاسو (1881 – 1973). تبعاً للمصادر ذاتها، اهتمّ بيكاسو بأعمالها ونصحها بالعودة إلى الجزائر.

خلال العقد الذي تلا زواج باية في البليدة بالجزائر عام 1953، وولادة أولادها الستة، توقّفت عن الرسم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن فترة السنوات العشر تلك تزامنت مع مرحلة الحرب الجزائرية من أجل الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، التي انتهت عام 1962. في مقالتها حول معرض عام 1990 الذي ضمّ أعمال باية والشعيبية طلال (1929–2004) وفخر النساء زيد (1901–1991) في معهد العالم العربي في باريس، تخيّلت الكاتبة الجزائرية الفرنسية آسيا جبار حياة باية ومصاعبها خلال تلك السنوات العشرة، ووصفتها بأنها "تلك العودة القسرية إلى التقاليد، [...] العودة إلى منازل النساء اللواتي لا يخرجن، اللواتي يلدن، اللواتي ينتظرن." في عام 1963، باشرت باية من جديد الرسم وعرض أعمالها القديمة والحديثة في باريس والجزائر العاصمة.

وكما لاحظت رنجانا خانا، تركّز لوحات باية بشكل حصري تقريباً على لحظات اللقاء والتفاعل بين العناصر المرسومة. تشكل النساء والطيور والنباتات عناصر طاغية ومتكررة في كافة أعمالها. هذه العناصر مرسومة معظم الأحيان في مساحات سطحيّة ضمن اللوحات التي تتميّز بطغيان الزخارف عليها وبألوانها الأساسيّة الزاهية. عندما كانت تُسأل عن سبب اختيارها لرسم المشاهد الفَرحة، كانت باية تشرح أن ذلك يعود إلى الحزن في حياتها. في تفسير خانة، وفّر الرسم نوعاً من العلاج النفسي للفنانة، وقد سكن هذا الحزن المُغْفل عادة في معظم الكتابات حول باية كامل أعمالها.

منذ معرضها الأول عام 1947، احتلّت باية مكانة ذات تعقيد ضمن تاريخ الفن في القرن العشرين. شهرتها المبكّرة وشعبيتها تُسلّطان الضوء على التداخل بين المستعمرين الفرنسيين في شمال إفريقيا والطليعة الفنية الأوروبية. وعلى الرغم من المواقف السياسية المتعارضة، أصبح بروتون، على سبيل المثال، من أشد منتقدي الاستعمار بعد "حرب الريف" بين 1921 و1926 في المغرب، ونظّم عام 1931 معرضاً ضد الاستعمار كردٍّ على المعرض الاستعماريّ الذي أُقيم في باريس في العام ذاته احتفت كلا المجموعتين بأعمال باية ووصفتها "بالفطرية" و"البدائيّة" و"الطفولية". في إشارته إلى رواية ألف ليلة وليلة وإلى نقاء الفنانة، وفي ربطه "العالم الإسلامي" بالقرون الوسطى الأوروبيّة، تدل كتابات بروتون على تفشي الصورة الاستشراقيّة النمطيّة لدى أوائل المتلقّين لأعمال الفنانين العصاميّين الذين ادعى الأوروبيون اكتشافهم في مستعمراتهم. مع ذلك، لا تفيد هذه الروايات بالإقرار بوجود أي تأثيرٍ أوروبيٍّ في أعمال باية، رغم أنها كانت ترسم برفقة الفنانة الفرنسية مارغريت كامينات بن حورة، وأنها سافرت إلى باريس وعرضت أعمالها فيها ودرست في ڤالوريس.

عقب استقلال الجزائر، هُمّشت باية في المشهد التصويريّ الرسميّ الذي كان يؤثر آنذاك التصوير الواقعيّ الاجتماعيّ. وضعتها وثائق الدوائر الحكومية في أسفل سلم قوائم الفنانين ضمن مجموعة: "رسامو التعبير الشعبي العفوي" عوضاً عن إدراجها ضمن لائحة مجموعة "أوشام" التي كانت تنتمي إليها بالفعل. أسس فنانون جزائريون مجموعة "أوشام" منهم دوني مارتينيز (1941–) وشكري مسلي (1931–2017)، وضمت محمد بن بغداد ومصطفى أكمون (1946–). عرضت المجموعة أعمالها معاً منذ عام 1967 حتى 1971. توفيت باية في بليدة في الجزائر عام 1998.

tbc

باية، طبيعة صامتة مع القيثارة، 1967، غواش على ورق، 47.5 × 62.5 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

باية، رقص، 1946، غواش على ورق، 47.5 × 62.5 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

باية،عنوان غير معروف،1992، وقلم رصاص على الورق، 75 × 100 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

tbc

باية،عنوان غير معروف، 1975، وسائط مختلفة، 99.5 × 99.7 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

معارض مختارة

معارض فردية

2021

Lasting Impressions: Baya Mahieddine Exhibition، متحف الشارقة للفنون، الإمارات العربية المتحدة

2018

باية: امرأة الجزائر، معرض غراي للفنون، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية

2000

باية، مركز الدراسات الإفريقية (مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية المركز الوطني للبحوث العلمية)، باريس، فرنسا

1985

قاعة فندق الأوراسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

المركز الثقافي الفرنسي، وهران، الجزائر

1984

المركز الثقافي الفرنسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

المركز الثقافي الجزائري، باريس، فرنسا

1982

باية، متحف كانتيني، مارسيليا، فرنسا

المركز الثقافي الفرنسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

1980

المركز الثقافي الفرنسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

1979

المركز الثقافي الفرنسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

1978

غاليري محمد راسم، الجزائر العاصمة، الجزائر

1977

بيت الثقافة، تيزي وزو، الجزائر

1976

المركز الثقافي الفرنسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

1969

لوحات ومنحوتات باية، المركز الثقافي الفرنسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

1967

المركز الثقافي الفرنسي، الجزائر العاصمة، الجزائر

1966

غاليري بيلوت، الجزائر العاصمة، الجزائر

1947

غاليري أدريان ماخت، باريس، فرنسا

معارض جماعية

2022

بينالي فينيسيا التاسع والخمسون، إيطاليا

2014

فهرس، الجزء الأول، مجموعة متحف الدائمة، متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة، قطر

2010

سجّل: قرن من الفن الحديث، متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة، قطر

2003

القرن العشرون في الفن الجزائري، قصر بوريلي، مارسيليا، فرنسا؛ حدائق البرتقال في مجلس الشيوخ، باريس، فرنسا

1995

Les effets du voyage: 25 فناناً جزائرياً، قصر المؤتمرات والثقافة في مان، فرنسا

1994

قوى التغيير: فنانون من العالم العربي، المتحف الوطني للنساء في الفنون، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية

1990

ثلاث رسامات: باية، شعيبية، فخر النساء، متحف معهد العالم العربي، باريس، فرنسا

1989

الفن المعاصر من العالم الإسلامي، غاليري مركز باربيكان، لندن، إنكلترا

1988

Bonjour Picasso، متحف بيكاسو، أنتيب، فرنسا

1987

lgérie, expressions multiples، متحف الفنون الإفريقية والمحيطية، باريس، فرنسا

غاليري محمد إسياخم، الجزائر العاصمة، الجزائر

المركز الثقافي المحليّ، أوبان، فرنسا

1983

غاليري الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، الجزائر العاصمة، الجزائر

غاليري محمد راسم، الجزائر العاصمة، الجزائر

1974

غاليري الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، الجزائر العاصمة، الجزائر

غاليري محمد راسم، الجزائر العاصمة، الجزائر

1971

غاليري الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، الجزائر العاصمة، الجزائر

1964

رسامون جزائريون، متحف الفنون التزيينية، باريس، فرنسا

1963

قاعة ابن خلدون، الجزائر العاصمة، الجزائر

1950

قاعة الحمراء، بيت الصناعة التقليدية، الجزائر العاصمة، الجزائر

كلمات مفتاحية

الفن الفطري، أوشام، السوريالية، فنانات، الهوية الوطنية

المراجع

ملف الفنانة باية، مكتبة وارن م. روبنز، المتحف الوطني للفن الإفريقي، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية

يايجر كابلان، أليس، Seeing Baya: portrait of an Algerian Artist in Paris، مطبعة جامعة شيكاغو، 2024

باية امرأة الجزائر، معرض غراي للفنون، نيويورك، 2017

الناشر: بيكر، سينثيا، Exile, Memory, and Healing in Algeria: Denis Martinez and La fenêtre du vent، في الفنون الإفريقية (2009): 24–31

بريتون، أندريه، خلف المرآة، باريس: إصدارات إيمي ماخت

جبار، آسيا، معركة باية، ثلاث رسامات: باية، شعيبية، فخر النساء، باريس: معهد العالم العربي، 1990

خانا، رانجانا، Latent Ghosts and the Manifesto: Baya, Breton and reading for the future 26.2 (أبريل 2003): 238–280.

بويون، فرانسوا، رسم المجتمع الجزائري: الغرابة، الحداثة، الهوية، عبر إيمي جاكوبس–كولاس في: تذكر إفريقيا، إليزابيث موديمبي بويي (تحرير) (بورتسموث، نيو هامبشاير: هاينمان، 2002): 103–123.

باية، أريزكي، سيليم، كورايتشي، مارتينيز، ميسلي، Signes et désert. Dessins et peintures، بروكسل إي بي إس أو: 1989

قراءات إضافيّة

Algérie, expressions multiples، باريس: متحف الفنون الإفريقية والمحيطية، 1987

باية، مرسيليا: متحف كانتيني، 1982

رسامون جزائريون، باريس: متحف الفنون الزخرفية، 1964

لوحات ومنحوتات للفنانة باية، الجزائر: المركز الثقافي الفرنسي، 1969