tbc

عزّ الدين حمّودة

بقلم كلير ديفيز

Ezzedine Hamouda

عزّالدين حمّوده

محمّد عزّ الدين مصطفى حمّودة

مولود في القاهرة في 23 نوفمبر 1919

متوفّى فيها في 24 نوفمبر 1990

المشاركة مع صديق

نبذة

كان عز الدين حمودة رساماً ومنظراً بارزاً في مصر ما بعد عام 1952، داعياَ إلى فنّ وطنيّ حديث متحرّر من التأثير الاستعماريّ. ورغم توجهه اليساريّ، ركزت أعماله على صور شخصية لنساء من الطبقة العليا تشبه أبو الهول، ومناظر طبيعية نابضة بالحياة باستلهام من المدرسة الوحشية. تطوّر أسلوبه، فدمج ورق الذهب البيزنطي وخطوط عريضة ثقيلة شابَهت الزجاج الملون، ما أدى في نهاية المطاف إلى تجزئة العناصر إلى التجريد الخالص بحلول سبعينيات القرن العشرين. تخرّج من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالقاهرة، وكان ناشطاً في حركات مؤثّرة مثل جماعة الفن الحديث، التي سعت إلى فن مصريّ "واقعي" أصيل. شغل مناصب ثقافيّة بارزة في المكسيك وإسبانيا، حيث مُنح وسام الاستحقاق المدني عام 1972 لجهوده في تعزيز الروابط الثقافية.

tbc

عز الدين حمودة، قرية في إسبانيا، 1951، ألوان على قماش، 65 × 81 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

السيرة الذاتية

كان عزّ الدين حمّودة رسّاماً بارعاً، لعبَ دوراً مركزيّاً في تكوين التنظير الفنيّ والتوجّهات الفنيّة في مصر بعد انقلاب الضباط الأحرار عام 1952. إن التغيرات الاجتماعية والسياسيّة الكبرى التي حدثت في مصر أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، إضافةً إلى فهمه لدور الفن في المجتمع، قد ساهمت في تشكيل التزاماته السياسّة اليساريّة. مع ذلك، لم يكن لها صدىً في ممارساته. بل أنّ ما يُذكر به اليوم هو بورتريهاته المميزة لنساء مصريّات - معظمهنّ من الطبقة المخمليّة- بالإضافة إلى المناظر الطبيعيّة من إسبانيا ومصر ذات منظور عين الطائر والمفعمة بالحيويّة.

أشار النقّاد إلى شَبَهِ بورتريهاته بأبي الهول، بتعابير مُحايدة وعيون لوزيّة مائلة وفارغة ورقاب وأطراف ممدّدة مذكّرةً بلوحات أماديو موديلياني ومويس كيسلينج. في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، وبتطبيقه أوراق الفضة والذهب في المساحات المحيطة بالشخصيات، أخذت بورتريهات حمّودة تشبه أكثر فأكثر الأيقونات البيزنطيّة. في الوقت ذاته، فإن أعماله من المناظر الطبيعيّة (وكذلك المناظر الطبيعيّة التي تظهر في خلفيّات البورتريهات) تذكّر بالألوان النضرة للوحات الوحشيّة وخطوطها المحيطة السوداء السميكة. في سنوات الخمسينيات، أصبحت الخطوط المحيطة أكثر حضوراً، عاكسةً تأثّره بزجاج النوافذ المعشّق المطعّم بالرصاص، ما يعيدنا مجدّداً إلى تأثيرات الفن البيزنطي المتأخر على فنّه. ابتداءً من السبعينيات، انتشرت هذه الخطوط على سطح اللوحة، مقطّعةً الشكل، سواءً المناظر الطبيعيّة أم المعماريّة، جاعلةً منها تتماهى بالكامل في تركيبات تجريديّة.

بعد عامين من متابعة الدراسة كطالب في الهندسة المعماريّة، قام حمّودة بتغيير توجّهه، متخرّجاً من قسم الرسم بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالقاهرة، حيث درس على يد فنانيّ "جيل الروّاد" مثل أحمد صبري (1889–1955) ويوسف كامل (1891–1971). في العام ذاته، التحق بـ "جمعيّة خريجي كلية الفنون الجميلة" التي تأسست عام 1945. من ثم اشتركَ في المعرض الذي نظّمته "جماعة صوت الفنان" التي تأسّست عام 1946، وهي مبادرة لم تدمْ طويلاً، أسّسها النحات جمال السجيني (1917–1977)، والذي كان له، حسب ما أوضحَ حمّودة، دور جوهريّ في التمهيد لتأسيس "جماعة الفن الحديث" (1947–1955) والتي أشرف عليها في العام التالي الناقد يوسف العفيفي الذي كان له بصمة تربويّة في الفن. سعى فنانو الجماعة، وقد كان العديد منهم من حديثيّ التخرّج من معهد تدريب المعلّمين في القاهرة، إلى تأسيس مدرسة فن حديث منتمية إلى السياق المصري. وكان من المفترض أن يتم تطويرها لمواجهة أسلوب الفنّ الأكاديمي القديم الذي كان مما يزال يدرّس في المدارس والجامعات المصريّة، وكذلك التوجهات السورياليّة لجماعة الفن والحريّة، التي تأسّست عام 1938، واعتبرتَها جماعة الفن الحديث واردة أوربيّة دخيلة. لقد كان المراد من هذا الفن الجديد، كما صرّح حمّودة، أن يكون وسيلةً "لإيقاظ عقول الناس" من آثار الاستعمار ونهبه. فالفنان الحديث كان متحرراً بطبيعته من الاستعمار، وقادراً على إنتاج "فنًّ واقعيّ" من خلال التقاط روح أو جوهر زمانه ومكانه والمجتمع الذي هو جزءٌ منه. في حين أنّ الفنان الأكاديمي والتسجيلي لم يُنتج سوى مستنسخات سطحيّة لمحيطه. لقد ربط حمّودة هدف الفنّ الواقعيّ مع خيار الموضوع بدلاً من الشكل والأسلوب والوسيط. كان مؤمناً بأن الفنان المصريّ الحديث حرٌّ في تبنّي تقنيات وصياغات الفن الأوربيّ الحديث لإنتاج تصوّرٍ مصريّ وتطوير فنّ مصريّ الجوهر.

ومن هذا المنطلق، كان حمّودة يميل إلى التركيز على المناظر الطبيعيّة، بينما صوّر أعضاء آخرون من الجماعة العمّال والطبقات المتوسطة من المصريين أو الحرف المحليّة والفنون الشعبيّة. يُعدّ العديد من أعضاء الجماعة اليوم من أبرز الفنانين المصرييّن، بما فيهم السجيني وزوجته في ذلك الوقت زينب عبد الحميد (1919–2022) وداوود عزيز (1922–تاريخ غير معروف) وويليام إسحاق (1924– تاريخ غير معروف) وسعد الخادم (1913–1987) وحامد عويس (1919–2011) ويوسف سيده (1922–1994) وجاذبيّة سرّي (1925–2021) وصلاح يُسري (1923–1984). بعد حلّ الجماعة عام 1955، أسّسَ حمّودة "جماعة الواقعيّة المصريّة الجديدة" والتي لم تدمْ طويلاً. يذكّر خيار التسمية هذا بنظريّته السابقة المتعلّقة بفنٍّ مصريٍّ حديث جديد. لقد تمّ تنظيم معرضٍ تحت رعاية الجماعة في فبراير شباط 1956 في متحف الفن الحديث في القاهرة قبل انتقاله إلى المركز الثقافي في الاسكندريّة.

حصل حمّودة على منحة الدولة المصريّة لدعم دراسته في الأكاديمية الملكيّة للفنون الجميلة في سان فرناندو عام 1949، حيث أمضى الأشهر الستة الأولى مسافراً بين إسبانيا وفرنسا قبل أن يحصل على شهادته في تعليم فنّ الرسم من الأكاديميّة عام 1952. لدى عودته إلى مصر، تبنّى حمّودة مبادرات بناء الأمّة وما بعد الثورة في الفنون، والتي ازدهرت في فترة رئاسة كل من جمال عبد الناصر، الذي حكم مصر من عام 1954 إلى عام 1970، وخليفته أنور السادات الذي حكم مصر بين عاميّ 1970 و1981. شاركَ حمودة فناناً ومعلّم فنون وناقداً ومستشاراً ممثلاً الدولة المصريّة في الأحداث الدولية رفيعة المستوى في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات. عملَ من دون انقطاع معلّماً في المدرسة العليا (الكليّة لاحقاً) للفنون الجميلة في القاهرة بين عاميّ 1945 و1976. عيّنته الدولة مستشاراً ثقافيّاً لكل من السفارة المصريّة في المكسيك عام 1964، والسفارة المصريّة في إسبانيا بين عامي 1969 و1972 حيث شغل في الوقت ذاته منصب مدير المعهد المصري للدراسات الإسلاميّة في مدريد. تم افتتاح هذا المعهد عام 1950 من قبل المفكّر المصري الشهير ووزير التربية والتعليم طه حسين (1889–1973) لتعزيز الروابط بين مصر وتراثها المتوسطيّ الأوسع. في عام 1972، حصل حمّودة على لقب "القائد" وسام الاستحقاق المدني من قبل الحكومة الإسبانية.

tbc

عز الدين حمودة، عنوان غير معروف، 1971، ألوان على لوح، 92 × 73.2 سم. متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة.

معارض مختارة

معارض فردية

1963

غاليري La Granja، المكسيك

معارض جماعية

1981

معرض الفنّ المصريّ المعاصر، بكّين

1979

المعرض الأوّل للفنون التشكيليّة، قصر المانسترلي، القاهرة

1976-1978

معرض متنقّل من تنظيم صندوق النقد الدوليّ، واشنطن، ميشيغان، شيكاغو، دي موين، لوس أنجلوس، نيو أورليانز.

1959

جناح الجمهورية العربية المتحدة في بينالي ساو باولو الخامس

1956

الجناح المصري في بينالي البندقيّة الثامن والعشرين

معرض جماعة الواقعيّة المصريّة، متحف الفن الحديث، القاهرة

المعرض الإفريقي-الآسيوي، السرايا الكبرى بأرض المعارض، القاهرة

1955

بينالي البحر الأبيض متوسّط الأول، الاسكندريّة

1954

الجناح المصريّ في بينالي البندقية السابع والعشرين

غاليري André Maurice، باريس

1953

الجناح المصري في بينالي ساو باولو الثاني

1950

الجناح المصريّ في بينالي البندقية الخامس والعشرين

1949

مصر-فرنسا، متحف الفنون الجميلة في مدينة باريس

المعرض الثالث لجماعة الفن الحديث، متحف الفن الحديث، القاهرة

1948

المعرض الثاني لجماعة الفن الحديث، متحف الفنون الجميلة والمركز الثقافي، الاسكندريّة

1946

المعرض الأوّل لجماعة الفن الحديث، متحف الفن الحديث، القاهرة

1945

المعرض الأوّل لجماعة الفن الحديث، متحف الفن الحديث، القاهرة

الجوائز والأوسمة​​

1987

وسام التميّز بمناسبة الذكرى الماسيّة لكليّة الفنون الجميلة بالقاهرة

1974

وسام الاستحقاق المدني، إسبانيا

1956

الجائزة الأولى للرسم، مسابقة الإنتاج الفنيّ تخليداً ليوم الفنون والعلوم، وزارة التربية والتعليم

1955

الجائزة الأولى للرسم، بينالي المتوسط الأول، الاسكندريّة

1954

الجائزة الأولى للرسم، صالون القاهرة (معرض القاهرة) الحادي والثلاثين

1950

جائزة محمود مختار، صالون القاهرة (معرض القاهرة)

كلمات مفتاحية

أحمد صبري، يوسف كامل، جماعة صوت الفنان، جماعة الفن الحديث، يوسف العفيفي، جاذبية سري، صلاح يسري، زينب عبد الحميد، يوسف سيدا، حامد عويس، وليم إسحاق؛ داود عزيز، الأكاديمية الملكيّة للفنون الجميلة في سان فرناندو بمدريد، جماعة الواقعة المصرية الجديدة، بورتريه، منظر طبيعي، إسبانيا، مصر، بينالي البندقية، بينالي ساو باولو.

المراجع

عبد الفضيل، سمير محمود، الفصل الرابع: جماعة الفن الحديث، ص 117–125، في: مصوّر الجماعات الفنيّة في مصر خلال الأربعينيات. رسالة ماجستير، قسم التصوير، كليّة الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2014.

الخالدي، غازي، الفنان عزّ الدين حمّودة، الثقافة (أيلول 1956): ص 35–36.

دارشو، فيليب، الرسامون والنحاتون في مصر المعاصرة، بروكسل: منشورات الفنون التشكيلية، 1951.

آزار، إيميه، التصوير الحديث في مصر، القاهرة: إيديسيون نوفيل، 1961.

حمّودة، عزّ الدين، الفنان المجدّد: عزّ الدين حمّودة، الهلال (1 مايو 1959): ص 102–105.

--، الفنان حميد عويس ومدارس الفن الاجتماعيّ، إبداع (1 يناير 1990): ص 126136.

--، المعهد المصري للدراسات الإسلاميّة بمدريد، تقديم وراثة ( 1 يناير 1970): د-1.

--، Vers un art specifiquement égyptien? ، Loisirsالعدد 21 (ربيع 1950): ن-ب.

حناين، مكرم، الجمال امرأة، الأهرام ( 23 ديسمبر 1990): 11.

الجباخنجي، محمّد صدقي، معرض وكتابان في الفنون التشكيليّة، المجلّة (1 أغسطس 1960): ص 129136.

--، الإدارة العامّة للثقافة، النشرة الثقافية المصريّة (1956): ب.

إسكندر، رشدي وكمال الملّاخ وصبحي الشاروني، ثمانون سنة من الفن (19081988)، القاهرة: الهيئة العامّة للكتاب، 1991.

السيرة الذاتيّة: محمّد عزّ الدين مصطفى حمّودة http://www.fineart.gov.eg/Arb/CV/cv.asp?ids=1188،

المشاهدة بتاريخ 7مارس 2003.